ترامب يستجدي رضا اليهود.. والثمن؟
يقول إعلامي أمريكي: إن “اليهود في إسرائيل يحبون ترامب، وكأنه ملك إسرائيل”!.. لم يبخل أسلاف الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب بتقديم خدماتهم للكيان الإسرائيلي، لكن ترامب تفوّق عليهم جميعاً من حيث الفعل والقرارات الحاسمة التي دعمت العربدة الإسرائيلية في المنطقة العربية بغطاء أكثر وقاحة، حتى إن نتنياهو اعتبر أن “إسرائيل” تملك اليوم “فرصة جيدة” مع وجود ترامب في المكتب البيضاوي لانتزاع اعترافات أمريكية جديدة بسيادة الصهاينة على غور الأردن والضفة الغربية المحتلة، بل والسعي لعقد اتفاقية “دفاع مشترك” مع الولايات المتحدة.
يستغل الإسرائيليون تعطّش ترامب لأصوات الناخبين اليهود في بلاده، ويسعون للحصول على مكاسب وامتيازات واعترافات أمريكية لم يعطها لهم رؤساء أمريكا السابقون، ويعتقد قادة العدو أن “إسرائيل” لن تتمتع بمثل المرونة والمساحة الاستراتيجية التي وجدوها في ترامب، بينما يتبجّح الأخير أمام الناخبين اليهود في إحدى الولايات الأمريكية بأنه أكثر رئيس أمريكي صداقة لـ”إسرائيل”، وخلافاً لأسلافه “يفي بوعوده”، حتى إنه هاجم اليهود الأميركيين الذين صوّتوا للديمقراطيين في عهد سلفه أوباما، وقالها لهم صراحة: “أخطأتم في التصويت”.
منذ وصوله إلى البيت الأبيض دعم ترامب قولاً وفعلاً خطط الكيان الاستيطانية، وخرق القانون الدولي، وقرر الانقلاب على الشرعية الدولية.. أطلق يد الاستيطان في الأراضي المحتلة بصورة غير مسبوقة، فاعترف بالقدس عاصمة لـ”إسرائيل”، ونقل سفارة واشنطن إليها، كما اعترف بسيادة الكيان على الجولان السوري المحتل، واعتبرت إداراته المستوطنات في الضفة الغربية غير مخالفة للقانون الدولي، وهاجم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”، وقطع المساعدات عنها، وغير ذلك الكثير، وهو ما دفع الكيان للتحرّك مجدداً لضم غور الأردن، وانتزاع اعتراف أمريكي بذلك.
يعتقد كثيرون أن “صفقة القرن” مازالت قيد التحضير، لكن قرارات ترامب تشير إلى أنها أصبحت واضحة على الأرض، ولم يبقَ منها سوى توفير شروط حمايتها، وتنفيذ ملحقاتها، وترسيخها واقعاً بتواطؤ أنظمة خليجية، يعمل ترامب جاهداً على دفعها لتوقيع اتفاقية “لا حرب” مع الكيان الإسرائيلي.. في المحصلة، ترامب يريد أصوات اليهود، و”إسرائيل” تطالبه بدفع الثمن على شكل اعترافات، والقادم أعظم!.
وسام إبراهيم