الصفحة الاخيرةصحيفة البعث

معرض خالد حجار في صالة لؤي كيالي

 

افتتح أول أمس في صالة لؤي كيالي في العفيف معرض الفنان الشاب خالد حجار قدم أكثر من 100 لوحة صغيرة على شكل بطاقات وجدانية تحمل طابع شخصي أقرب للموتيف الشعبي الحكائي ضمن تحويرات في الشكل معتمداً على صياغات لا تخلو من مس الإعلان الوجداني للفنان عن حالات فيها الكثير من الاستلاب والألم الذي يجتاح النفس الإنسانية في نكوصها وانغلاقها على ذاتها المنكسرة.
الفنان حجار صاحب خط متفرد بين أقرانه التشكيليين الشباب يمتلك رواية جريئة تحمل عبء تجربة شخصية عاشها ولا زال يسكن في روحيتها -اسم المعرض مع الروح- .هذه الشخصية التي ترسم معالم الإنسان كفرد معزول ومحاصر بين تهشيرات عميقة، كما تختلط في تجربته وتتقاطع ملامح متعددة فهو المصور والغرافيكي والملون المعتني حد الحفاوة بسردياته التي يبثها عبر بريده المتنقل بين صفحات دفتر الرسم وقطع الخشب المضغوط كهدايا في عيد حزين، ربما يرتفع منسوب العزلة في الأعياد الحزينة مثلما يرتفع منسوب الخوف والقلق في الحرب، فلا جدوى من رسم الفرح أو كتابة الشعر بل يكتفي الفنان بتسجيل يومياته في دفتر الظل أملاً في النجاة. في هذا المعرض يضعنا خالد الحجار أمام أسئلة ذات معنى منتقاة بعناية لتخدش وعينا الساذج عن الفن واللوحة والجمال المسطح، نحن أمام “بريد العزلة” لا نملك إلا الوقوف بيدين مفتوحتين للفراغ والخوف.. ربما الفن هو ما ينقلنا إلى حياة أو موقف مختلف عن العادي وإن كان مؤلماً فهو لا يخلو من نبل يجتاح أروحنا ونحتاج رهافته التي نفتقد .
أكسم طلاع