مباحثات مكثّفة في “أستانا 14” بإشراف خبراء أوروبيين وأتراك.. “النصرة” تنقل مواد كيميائية إلى ريف إدلب
في إطار الجولة الرابعة عشرة من محادثات أستانا حول سورية، عقد وفد الجمهورية العربية السورية، برئاسة الدكتور بشار الجعفري، لقاء مع الوفد الروسي برئاسة المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سورية الكسندر لافرنتييف في العاصمة الكازاخية نور سلطان، وجرى خلال اللقاء استعراض جدول أعمال هذه الجولة، وتمّ الاتفاق على مواصلة المشاورات المكثّفة بين الجانبين بغية الخروج بأفضل النتائج في ظل الظروف المستجدة، وبما يحقق مصالح الشعب السوري في الحفاظ على وحدة سورية وسيادتها وسلامة أراضيها.
وانطلقت في العاصمة الكازاخية نور سلطان في وقت سابق الجولة الرابعة عشرة من محادثات أستانا حول سورية بمشاركة وفد الجمهورية العربية السورية والوفود الأخرى.
وأجرى الوفدان الروسي والإيراني، برئاسة كبير مساعدي وزير الخارجية للشؤون السياسية الخاصة علي أصغر خاجي، مشاورات ثنائية في إطار الجولة الحالية.
كما عقد الوفدان الروسي والإيراني لقاءين منفصلين مع المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سورية غير بيدرسون، الذي يشارك في الجولة الحالية.
ويشارك في الاجتماع وفد روسيا الاتحادية، برئاسة لافرنتييف، ووفد الجمهورية الإسلامية الإيرانية برئاسة أصغر خاجي، ووفد النظام التركي برئاسة نائب وزير الخارجية سيدات اونال، بينما يشارك وفد الأمم المتحدة برئاسة بيدرسون بصفة مراقب.
وأعلن لافرنتييف أن المشاركين في الجولة الرابعة عشرة يبحثون جميع القضايا المتعلقة بسورية، بما في ذلك الوجود الأمريكي غير الشرعي على أراضيها، وقال: “أعتقد أننا على استعداد لمناقشة الوضع في جميع أنحاء سورية، وبطبيعة الحال مسألة الوجود الأمريكي غير الشرعي، الذي يهدف إلى استغلال موارد سورية الطبيعية”، كما شدّد على ضرورة تحمّل النظام التركي مسؤولياته في منطقة خفض التصعيد في محافظة إدلب، مشيراً إلى أن الاستفزازات التي تقوم بها الجماعات الإرهابية المنتشرة فيها أمر غير مقبول على الإطلاق.
وتنتشر فى إدلب وريفها مجموعات إرهابية يتبع معظمها لتنظيم جبهة النصرة الإرهابي، تعتدي على القرى الآمنة والنقاط العسكرية بريف حماة الشمالي، حيث استشهد قبل يومين، وأصيب طفل جراء اعتداء تلك المجموعات بالقذائف الصاروخية على قرية العزيزية ومدينة السقيلبية بريف حماة.
وسبق للمتحدث باسم وزارة خارجية كازاخستان إيبك سمادياروف أن أعلن أن جميع الأطراف في عملية أستانا حول سورية ستشارك في الجولة الرابعة عشرة من المحادثات في نور سلطان، وهي وفود البلدان الضامنة “روسيا وإيران وتركيا” والجمهورية العربية السورية وممثلو “المعارضة”، فيما أكد الأردن ولبنان والعراق مشاركتهم بصفة مراقبين.
وكان سمادياروف أعلن في الـ 25 من الشهر الماضي أن جدول أعمال الجولة القادمة من محادثات أستانا سيتضمن تعزيز العملية السياسية، مع الأخذ بالاعتبار إطلاق عمل لجنة مناقشة الدستور، إضافة إلى الوضع في الجزيرة السورية ومحافظة إدلب.
يشار إلى أن اللجنة المصغّرة لمناقشة الدستور لم تتمكن من عقد أي جلسة خلال الجولة الثانية في جنيف بسبب رفض وفد النظام التركي مناقشة جدول الأعمال والركائز الوطنية – لأن بوصلته مازالت الدول التي سمته- وهي الركائز التي تهم الشعب السوري، والمتعلّقة برفض الاحتلال بشكل مطلق، وتجريم التعامل مع المحتل، ومكافحة الإرهاب، فيما الوفد الوطني جاء إلى جنيف بجدية كاملة، وأبدى استعداده لمتابعة العمل وفق بوصلة الشعب السوري، وليس بوصلة الدول الأخرى.
يذكر أن الجولة الثالثة عشرة ضمن صيغة أستانا انعقدت في نور سلطان يومي الأول والثاني من آب الماضي.
وبدأت اجتماعات أستانا في العاصمة الكازاخية مطلع عام 2017، وعقدت ثلاثة عشر اجتماعاً، أحدها في مدينة سوتشي الروسية، وأكدت في مجملها على الالتزام الثابت بالحفاظ على سيادة سورية واستقلالها ووحدة أراضيها ومواصلة الحرب على التنظيمات الإرهابية فيها حتى دحرها نهائياً.
يأتي ذلك فيما، أكد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الأمريكي، مايك بومبيو، ضرورة القضاء على الإرهاب في سورية، وإيجاد حل سياسي للأزمة فيها، في وقت قام إرهابيو “جبهة النصرة”، بالتنسيق مع ما تسمى جماعة “الخوذ البيضاء” الإرهابية، وإشراف خبراء أتراك وأوروبيين، بنقل شحنة من المواد الكيميائية معبأة بأسطوانات تحتوي على غاز الكلور السام باتجاه مدينتي سراقب ومعرة النعمان جنوب إدلب.
وأشارت مصادر محلية إلى أن الأسطوانات المذكورة وصلت إلى المنطقتين من خارج محافظة إدلب بواسطة سيارتين تابعتين لجماعة “الخوذ البيضاء” الإرهابية، وأشرف على عملية النقل خبراء من إرهابيي النصرة ينحدرون من جنسيات فرنسية وبلجيكية وتركية، وأضافت: إن الأسطوانات وصلت فجر الأربعاء الماضي إلى مدينة سراقب، وتمّ تخزينها في أحد مقرات التنظيم التكفيري جنوب مدينة إدلب، فيما اتجهت الأسطوانات الأخرى إلى منطقة معرة النعمان.
ونقلت المصادر عن أحد عناصر جماعة “الخوذ البيضاء” قوله: إن عملية نقل “الأسطوانات” إلى مواقعها الجديدة تمّت بمواكبة أحد المتزعمين المحليين لـ “جبهة النصرة” الإرهابية.
وكانت وزارة الدفاع الروسية حذّرت من وصول عملاء من المخابرات الفرنسية والبلجيكية إلى محافظة إدلب للتحضير لاستفزاز باستخدام مواد كيميائية سامة والتقائهم مع متزعمين ميدانيين من “جبهة النصرة” و”الخوذ البيضاء” الإرهابيين لتنسيق كيفية تنفيذ تمثيلية كيميائية جديدة بهدف اتهام الجيش العربي السوري والقوات الجوية الروسية باستخدام مواد سامة ضد المدنيين.
بالتوازي، وجّه الادعاء العام في كوسوفو اليوم تهماً تتعلق بالإرهاب لرجل من أصل ألباني بعد إدانته بالانضمام لتنظيم داعش الإرهابي في سورية، وقال في بيان: إن المتهم انضم لتنظيم داعش الإرهابي في حزيران 2014 مع شخص آخر قُتل في وقت لاحق هناك، وألقي القبض عليه في كانون الأول 2017 وكان من بين 110 أشخاص من كوسوفو أعيدوا من سورية في نيسان الماضي، وأشار البيان إلى أن المتهم توجّه إلى سورية باستخدام ممرات غير قانونية عبر مقدونيا المجاورة وبلغاريا وتركيا وفي سورية انضم إلى داعش، كما قام بنشر مقاطع فيديو دعائية على الانترنت تظهره في زي عسكري يحمل سلاحاً وحزاماً ناسفاً.
ووفقاً للادعاء العام فقد أرغم المتهم ابنه البالغ من العمر ثلاث سنوات على الظهور في تسجيل فيديو، وهو يرتدي حزاماً ناسفاً، ويحمل بندقية كلاشينكوف، وطلب منه إطلاق النار.
ووجهت إليه تهم الانضمام لجماعة إرهابية وإساءة معاملة طفل، وقد يواجه عقوبة السجن لمدة تتراوح بين خمس سنوات و15 عاماً.
وفي باكو، كشفت وزارة الداخلية في أذربيجان أن نحو 1500 أذربيجاني غادروا بلادهم إلى سورية والعراق بهدف الانضمام إلى صفوف التنظيمات الإرهابية، مشيرة إلى أن أكثر من 900 منهم يعتبرون في عداد المقتولين أو المفقودين، وذكرت الداخلية الأذربيجانية في بيان، نقلاً عن دراسة حول “التطرف في بعض الحواضن المجتمعية في أذربيجان”، أنه “اعتباراً من تشرين الأول 2018 غادر 1477 أذربيجانياً بلادهم بمن فيهم ألف و136 رجلاً و341 امرأة إلى سورية والعراق بهدف الانضمام إلى صفوف التنظيمات الإرهابية، وأن 903 من هؤلاء هم 749 رجلاً و154 امرأة يعتبرون في عداد المقتولين أو المفقودين”، وأضافت: “إن جزءاً صغيراً من المشاركين في التنظيمات الإرهابية لا يزيد تعدادهم على 309 أشخاص عادوا إلى أذربيجان، وتعرضوا للمحاكمة والعقوبات”.