في ذكرى ميلادها الـ107…أسمهان اللحن الذي لم يكتمل
يصادف هذه الأيام ذكرى ميلاد “أسمهان” أو “آمال الأطرش” الـ 107 لم تعش منها إلا ٣٢ عاماً فقط ذلك الصوت الذي لم يعرف الشرق مثيلاً له
كانت حياة ابنة جبل العرب وشقيقة الفنان الراحل فريد الأطرش عاصفة ومليئة بالمحطات والأحداث الفنية والسياسية والكثير من الألغاز التي حامت حولها حتى في وفاتها لم تنتهِ الهمسات والاتهامات فلصاحبة الحنجرة الذهبية التي ورثتها عن والدتها علياء المنذر حكاية مع القدر حيث ولدت وتوفيت بالماء، وأثارت وفاتها في سن مبكرة ٢٨ عاما برفقة صديقتها ماري قلادة بظروف غامضة العديد من إشارات الاستفهام.
وامتلاك الرائعة أسمهان الصوت الأوبرالي جعل كبار الملحنين يلحنون أغانيها أمثال محمد عبد الوهاب ورياض السنباطي وشقيقها فريد الأطرش والموسيقار الكبير محمد القصبجي الذي وصف صوتها بأنه من الجنة، ولحن لها أغنية يا طيور التي تميزت بجمالها المنفرد في العالم العربي.
تجلت موهبتها منذ الصغر عندما كانت تشدو بالغناء في المنزل والمدرسة ببعض أغاني أم كلثوم وعبد الوهاب وشقيقها فريد، وفى عام 1931 اتجهت إلى مشاركة فريد الغناء في صالة “مارى منصور” في شارع عماد الدين وبعد تجربتها في حفلات الأفراح والإذاعة المحلية، وفى عام 1941 شاركت في أولى تجاربها التمثيلية بفيلم “انتصار الشباب” بمشاركة شقيقها فريد في عام 1944 شاركت في فيلم “غرام وانتقام” وسجلت فيه مجموعة من أحلى أغانيها، وشهد نهايتها الفنية بسبب زواجها من الأمير حسن الأطرش عام 1933 وانتقالها معه إلى جبل العرب في سورية.
عادت أسمهان إلى مصر بعد طلاقها من ابن عمها بسبب الخلافات الزوجية وتزوجت من المخرج “أحمد بدرخان”، لكن زواجهما انهار سريعا وانتهى بالطلاق دون أن تتمكن من نيل الجنسية المصرية، التي فقدتها حين تزوجت الأمير حسن الأطرش. وفى عام 1944 سقطت هي وصديقتها بالسيارة في ترعة الساحل برأس البر ولاقتا حتفهما بعد أن تمكن السائق من النجاة لتنتهي مسيرة فنانة صاحبة صوت لن يكرره التاريخ ولحن لم يكتمل. وعلى الرغم من رحلتها القصيرة في الغناء، فقد امتلكت ٤٨ أغنية من بينها ليالي الأنس وبدع الورد ويا حبيبي تعالى لحقني، ويللي هواك، ويا ديرتي ولابنة الجبل أفلام سينمائية عدة جسدت روعة أدائها..
في العام 2007 قدمت أيضا الفنانة السورية “رغدة” دور “أسمهان” من خلال مسلسل إذاعي بعنوان “أميرة الحب والحرب” ولم يكن يتناول السيرة الذاتية للمطربة الراحلة “أسمهان” بقدر ما يتناول السيرة الذاتية للمثلث التاريخي «مصر وسورية وفلسطين» خلال الفترة من عام 1939 حتى 1944.
عام 2008 قدمت الدراما عملاً فنيا حمل اسم “أسمهان” أدت فيه النجمة “سلاف فواخرجي” دورها وأخرجه المبدع الراحل “شوقي الماجري” وصنف العمل كأفضل مسلسل سيرة ذاتية عربي بعد مسلسل “أم كلثوم” ونالت بطلته عدة جوائز عنه منها جائزة أفضل ممثلة في مهرجان “أدونيا” وما يميز هذا العمل من ناحية النص أنه قدم “أسمهان” كإنسانة بإيجابياتها وسلبياتها وابتعد عن الصورة النمطية المعتادة في العالم العربي التي تقدم الشخصيات العامة كملائكة!.
ورغم مرور 75 عاماً على رحيل “أسمهان” إلا أن صوتها الأوبرالي وهي تنشد “ياطيور” مازال وسيبقى حاضراً وخالداً كواحدة من أهم رموز الغناء الشرقي وستظل حياتها القصيرة وهي تخفي الكثير من فصولها المثيرة محل جدل وبحث لدى المؤرخين لشخصية شكلت حالة فنية وإنسانية خاصة وفريدة.
رفعت الديك