الدفاع الروسية تحذّر مجدّداً من “مسرحيات كيماوية” في إدلب أهالي ريف الحسكة: فتح الطريق الدولي إعلان نصر على مرتزقة أردوغان
جاء إعلان الجيش العربي السوري بفتح الطريق الدولي أوتستراد الحسكة-حلب بمثابة فتح شريان الحياة إلى محافظة الحسكة، وإعادة الروح إلى القرى والبلدات التي تنتشر بمحيطه، الأمر الذي سيسهل عودة المواطنين، الذين هجّرهم العدوان التركي ومرتزقته من الإرهابيين إلى منازلهم وإنهاء معاناتهم.
ففي المحور الممتد من ناحية تل تمر وصولاً إلى صوامع عالية بالريف الشمالي للحسكة تتناثر القرى وتتصل مع بعضها، وهناك أخرى متفرقة وقرى فارغة من ساكنيها نتيجة العدوان التركي واحتلالها من قبل المرتزقة الإرهابيين، حيث تنتشر على طرفي الطريق عبارات حقد خطها إرهابيو الفكر الظلامي.
مراسل سانا التقى المدنيين في المحور الممتد بين ناحية تل تمر وعالية على الطريق الدولي، حيث أكدوا أن إعلان الجيش العربي السوري افتتاح هذا الطريق الحيوي بمثابة نصر ودحر للمرتزقة الإرهابيين، ودعوة مفتوحة للأهالي كي يعودوا إلى منازلهم وقراهم، التي تركوها بفعل ممارسات مرتزقة الاحتلال التركي.
مدنيون من قرية الدشيشة على أوتستراد الحسكة حلب الدولي أشاروا في حديثهم إلى أن افتتاح الطريق الدولي سينعكس إيجاباً على جميع مناحي الحياة في المحافظة، وحالة الإعلان يرافقها انتشار لعناصر الجيش العربي السوري، وهذا يعني تأمين الطريق وتسهيل عودة الأهالي.
ويتابع الأهالي: إنه منذ اليوم الأول لبدء دخول الجيش العربي السوري إلى مناطقهم بدأ عدد كبير من الأهالي بالعودة إلى منازلهم معلنين انتهاء معاناتهم جراء النزوح وما رافقها من سوء للأوضاع نتيجة قساوة الطقس، وطالبوا بعودة سريعة لكل الخدمات الى تلك القرى وخاصة الكهرباء والمياه والاتصالات.
وبدموع الفرح يبتهل رجل سبعيني من أهالي قرية ليلان إلى الله كي يحفظ الجيش العربي السوري وينصره على أعدائه، وأن يستمر في تحقيق الانتصارات حتى تعود الحياة كما كانت سابقاً.. وبإيماءات العزة والنصر يعود ويقول: “نحن لا نريد سوى أن تكون الأمور مستقرة آمنة وأن نبقى في منازلنا دون خوف واليوم فقط سننام بكل اطمئنان”.
ومع الساعات الأولى لإعلان الجيش العربي السوري تأمين وفتح الطريق الدولي بدأت حركة النقل تعود إلى الطريق، ويقول سائق سيارة شاحنة من النوع المتوسط تحمل أثاث منزل: “سابقاً كنّا نسلك مجموعة من الطرق بحثاً عن أماكن آمنة، اليوم وبعد إعلان الجيش فتح الطريق باتت الأمور أكثر سهولة من خلال النزول باتجاه الطريق الدولي ومن ثم إلى عالية وإلى تل تمر مروراً بكل القرى، فالطريق أصبح آمناً”.
وتم الأربعاء افتتاح الطريق الدولي الحسكة حلب أمام حركة النقل العامة والسير بعد استكمال وحدات الجيش العربي السوري عمليات انتشارها وتأمين المناطق على محاور الطريق وتفكيك العديد من العبوات الناسفة والألغام في محيط صوامع عالية على أوتستراد الحسكة حلب الدولي.
يأتي ذلك فيما حذّرت روسيا من إعداد “الخوذ البيضاء” استفزازات كيميائية جديدة في محافظة إدلب، وقال مدير مركز حميميم التابع لوزارة الدفاع الروسية، اللواء يوري بورينكوف، في بيان، أمس: “رصدت وسائل الاستطلاع الروسية، على مدار اليومين الماضيين، عملية نقل راجمات صواريخ ومدرعات من قبل المجموعات الإرهابية باتجاه مدينة حلب وبلدة أبو الضهور في محافظة إدلب”، وأضاف البيان: “كما وردت إلى مركز المصالحة الروسي معلومات تفيد بأن قادة تنظيم “جبهة النصرة” الإرهابي، بالتعاون مع تنظيم “الخوذ البيضاء”، الذي يزعم أنه إنساني، يخططون في بلدات واقعة جنوب منطقة إدلب لخفض التصعيد لتنفيذ عملية مفبركة لاستخدام مواد سامة وتدمير مواقع بنية تحتية”، وأوضحت الدفاع الروسية أن “هدف هذه الاستفزازات يكمن في إعداد صور ومقاطع فيديو، ليتم في مواقع الإنترنت ووسائل الإعلام في الشرق الأوسط والغرب نشر تقارير تتضمن اتهامات إلى الجيش العربي السوري باستخدام أسلحة كيميائية ضد المواطنين المدنيين وشن ضربات عشوائية”.
ولفتت وزارة الدفاع الروسية مرات عدة إلى معلومات تفيد بوصول عملاء من المخابرات الفرنسية والبلجيكية إلى محافظة إدلب للتحضير لاستفزاز باستخدام مواد كيميائية سامة، والتقائهم مع متزعمين ميدانيين من تنظيمي “جبهة النصرة” و”الخوذ البيضاء” الإرهابيين لتنسيق كيفية تنفيذ تمثيلية كيميائية جديدة بهدف اتهام الجيش العربي السوري والقوات الجوية الروسية باستخدام مواد سامة ضد المدنيين.
يأتي ذلك فيما أكد الكاتب والمحامي التشيكي نوربيرت ناكسيرا أن وجود قوات النظام التركي على الأراضي السورية هو احتلال وخرق للقوانين والمواثيق الدولية، وأشار، في مقال نشره في موقع قضيتكم الالكتروني التشيكي، إلى أن العدوان التركي على الأراضي السورية يأتي في إطار المخططات التوسعية الرامية لإحياء ما يشبه الامبراطورية العثمانية والاستيلاء على النفط السوري، لافتًا إلى تعاون نظام رجب طيب أردوغان مع تنظيم “داعش” الإرهابي في شراء وتهريب النفط السوري المسروق على مدى سنوات، وأوضح أن انتشار الجيش العربي السوري في المناطق الحدودية مع تركيا منع أردوغان من تحقيق أهدافه ومطامعه بشكل كامل، منوّهاً بقدرة الجيش وخبرته القتالية العالية التي ظهرت في مواجهته وانتصاره على الإرهاب.
وفي بيروت، جدّد وزير الدولة اللبناني لشؤون التجارة الخارجية في حكومة تصريف الأعمال حسن مراد الدعوة إلى التنسيق مع سورية، مؤكداً أن في ذلك مصلحة للبنان، وشدّد على أهمية التواصل والتنسيق مع سورية “لتسهيل عبور المنتجات الوطنية اللبنانية إلى الدول العربية”، الأمر الذي يسهم في تحسين أوضاع الاقتصاد اللبناني، إضافة إلى تسهيل عودة المهجرين السوريين من لبنان إلى مناطقهم.