صدامات في بيروت.. ورفض لبناني واسع للتدخلات الأمريكية
اندلعت صدامات عنيفة بين محتجين وقوات مكافحة الشغب وسط العاصمة اللبنانية بيروت، بينما أكد مسؤولون لبنانيون رفضهم للتدخلات الأمريكية في الشأن اللبناني، داعين إلى الوقوف إلى جانب المقاومة في الاستهداف الذي تتعرّض له، وإلى الإسراع بتشكيل حكومة لبنانية تلتزم الثوابت الوطنية.
ودارت مواجهات بين المتظاهرين ورجال الأمن أمام ساحة النجمة ومحيط مقر البرلمان، حيث استخدمت قوات مكافحة الشغب قنابل الغاز المسيل للدموع وآليات مجهزة بخراطيم المياه لتفريق المحتجين، وتمكنت قوات الأمن من طرد المحتجين من محيط البرلمان ليتراجعوا إلى ساحة الشهداء، إلا أنهم حاولوا بعد ذلك العودة مجدداً إلى مداخل مقر مجلس النواب.
ودفعت القوات الأمنية بتعزيزات عسكرية إلى وسط العاصمة من أجل التصدي للمتظاهرين، الذين رشقوا عناصر شرطة مكافحة الشغب بالحجارة، ليرد عناصرها بإطلاق قنابل الغاز المسيلة للدموع، فيما تجوّل المدير العام لقوى الأمن الداخلي وسط العاصمة، حيث تحدّث إلى المتظاهرين، داعياً إياهم إلى الحفاظ على سلمية المظاهرات، وأكد ضرورة إجراء تحقيقات في الحوادث التي وقعت ليلة الأحد، قائلاً: إن “التصرف بعنف يؤدي إلى العنف”.
وسبق ذلك حصول توتر بين القوى الأمنية ومعترضين رفضوا إقامة وقفة تضامنية مع مجموعة متهمة بالترويج “للحياد” في قضايا المنطقة وأهمها مقاومة “إسرائيل”.
وقالت وكالة الأنباء اللبنانية: إن المتظاهرين أقفلوا شارع رياض الصلح في صيدا بحاويات النفايات، تضامناً مع المحتجين في بيروت، بينما وجّهت دعوات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إلى التجمع في ساحة الاعتصام عند تقاطع إيليا.
وفي البقاع الغربي تم إقفال تقاطع جب جنين- كامد اللوز، والطريق الدولية شتورا- ضهر البيدر، ثم المسلك الشرقي للأوتوستراد الدولي بين طرابلس وبيروت، وقطعت أيضاً الطريق الدولية عند مستديرة ببنين- العبدة في عكار.
ورفضاً للتدخلات الأمريكية المتكررة في الشأن الداخلي اللبناني ومحاولات استهداف المقاومة عبر الأزمة الحالية التي تشهدها البلاد، أدان رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النيابية النائب اللبناني محمد رعد التدخل الأمريكي الفاضح في الشؤون اللبنانية الداخلية، وقال: إن “الجانب الأمريكي وضع ثقله في معركة الضغط الاقتصادي على لبنان بهدف إلغاء المقاومة خدمة لمصالح الكيان الإسرائيلي المحتل تمهيداً لجر لبنان للقبول بشروط العدو ومطامعه”، مشدّداً على أن لبنان رفض التنازل عن شبر واحد من ترابه ومياهه، وسيواجه هذه المخططات بمقاومته وشعبه.
بدوره أدان اللقاء الإسلامي الوطني في لبنان في بيان له التدخلات الأمريكية في الشؤون اللبنانية وأساليب الضغط والإملاءات التي تمارسها الولايات المتحدة عليه، مؤكداً أن هذه الحملة الأمريكية الصهيونية تستهدف لبنان ومقاومته ووحدته الداخلية.
من جانبه، دعا وزير الدولة اللبناني لشؤون التجارة الخارجية في حكومة تصريف الأعمال حسن مراد إلى الإسراع بتشكيل حكومة لبنانية تلتزم الثوابت الوطنية، وتتواصل مع الشقيقة سورية لما في ذلك من مصلحة للبنان، وشدّد على “أهمية استخراج الثروات النفطية والمحافظة على الثروة المائية التي يطمع بها العدو الإسرائيلي الذي لا يكفّ عن محاولات سرقة هذه الثروات”.
بدوره جدّد رئيس الهيئة التنفيذية في حركة أمل مصطفى فوعاني الدعوة إلى تمتين العلاقات مع سورية، وقال فوعاني خلال لقاء سياسي: يجب الاستفادة مما يحصل في محيطنا لتمتين العلاقات مع الشقيقة سورية وفتح باب الحوار المباشر والتنسيق مع الدولة السورية في مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، ولاسيما ملف إعادة المهجّرين السوريين إلى مناطقهم، ودعا إلى التنبّه لما يحصل من استهداف ممنهج لخط المقاومة والممانعة من المشروع الأمريكي الإسرائيلي في المنطقة، والوقوف في وجه العدوانية الإسرائيلية المستمرة ومحاولات الخارج استغلال الوضع في لبنان والمنطقة لتمرير صفقات تستهدف شعوبنا.
كما أعلن عضو المجلس المركزي في حزب الله الشيخ نبيل قاووق، أن أميركا اختارت أن تكون في الموقع المعادي للبنان، واصفاً زيارة الموفد الأميركي ديفيد هيل للبنان بالمسمومة والمشؤومة لأنها تستهدف تحريض اللبنانيين وإشعال نار الفتنة الداخلية، كما تستهدف قوة لبنان في مواجهة العدو الإسرائيلي. وأوضح قاووق أن المشروع الأميركي في لبنان بات مفضوحاً ومكشوفاً في أهدافه وأدواته وأساليبه، لذا من الطبيعي أن نقف علناً في مواجهة مشاريع أميركا، ولا نسمح لها بأن تحقق أي مكاسب على حساب المقاومة.