316 طالب ماجستير سياحي وافتتاح درجة الدكتوراه “مطلب محق” اختصاصات تلبي سوق العمل ووعود “مبدئية” بتعيين ناجحي المسابقة الأخيرة
دمشق – ميس خليل
تساهم كلية السياحة في جامعة دمشق بتنمية القطاع السياحي من خلال رفده بمجموعة من الكوادر والموارد البشرية المؤهلة، عبر مجموعة اختصاصات مميزة تدرسها، كالإدارة الفندقية والسياحية والمكاتب والإرشاد السياحي، إضافة لتأهيل الطلاب ليس فقط نظرياً وإنما مهنياً وعملياً، بالتعاون مع وزارة السياحة والهيئة العامة للتدريب الفندقي والتسويق، بحيث يتم قبول ما يقارب 350 طالباً سنوياً، وتخريج 150، مع وجود ما يقارب 1800 طالب في كافة سنوات الدراسة.
عميد كلية السياحة الدكتور أيمن ديوب ذكر في تصريح “للبعث” أن الكلية تم إحداثها عام 2009 وفق نظام الساعات المعتمدة، ومن ثَم تحولت في عام 2014 للنظام الفصلي المعدل، لتعود الآن إلى النظام الفصلي العام المتعارف عليه وفق قرارات مجلس التعليم العالي الأخيرة لهذا العام، ونحن بإطار تخريج الدفعة الخامسة من خريجيها بالاختصاصات الكاملة الموجودة فيها، منوهاً إلى أن الكلية بدأت عند إحداثها بـ 200 طالب بالسنة الأولى بنظام الساعات المعتمدة، وهي اليوم تستقطب 1800 طالب في سنواتها الأربع، وهناك كليات للسياحة في جامعتي البعث وطرطوس، والتي تعتبر أحدث كلية ناشئة موجودة في القطاع السياحي.
استقطاب
ديوب ذكر أن الكلية تهتم بقطاع الدراسات العليا بشقيه الأكاديمي والتخصصي، وهناك ماجستيران أكاديميان؛ أحدهما في الاقتصاد والإدارة السياحية، والآخر بإدارة التراث الثقافي وتسويقه، وماجستيران تخصصيان؛ أحدهما في التنمية السياحية، والآخر في إدارة التراث الثقافي، وفي كل عام يتم قبول 15 طالباً في كل اختصاص، ويأتينا 5 طلاب إكمال شواغر أو مفاضلة طلبة عرب ليكون المجموع 20 طالباً في كل اختصاص، وبالتالي يكون هناك في كل عام 40 طالب دراسات عليا، ولدينا 154 طالب ماجستير أكاديمي، و162 طالب تأهيل وتخصص، بالإضافة لذلك فإن الكلية تستقطب طلاب الدراسات العليا من خريجي كليتي السياحة في جامعتي البعث وطرطوس، مع وجود 6 معيدين موفدين من قبل جامعة البعث وجامعة طرطوس لتحضير رسالة الماجستير والدكتوراه، وتم منح ما يقارب 22 درجة ماجستير في الاقتصاد والإدارة السياحية، وهناك 11 رسالة بإدارة التراث الثقافي، أما عدد المعيدين فيبلغ 15 معيداً؛ 3 إيفاد داخلي و12 إيفاد خارجي باختصاصات إدارة فندقية – منشآت سياحية – عمليات – إدارة بارات – إدارة مناسبات بهدف العودة باختصاصات مؤهلة ومميزة للكلية، كما أن هناك ميزة في كلية السياحة – بحسب ديوب- بحيث يتم استقطاب الطلاب من كل الاختصاصات سواء من الهندسة أو الآثار أو الآداب أو الاقتصاد، ويتم تأهيلهم، وتتم عملية المزج بين العلوم والكفاءات.
بفارغ الصبر
وعرج ديوب إلى ضرورة افتتاح درجة الدكتوراه، فطلاب الدراسات العليا بانتظار هذا القرار بفارغ الصبر، بحيث تقدمت الكلية وفق المجالس المختصة بإمكانية افتتاح تلك الدرجة باختصاصي الإدارة الفندقية واختصاص إدارة التراث الثقافي، وبعد استشارة الجهات المختصة في مجلس التعليم العالي ونائب رئيس الجامعة لشؤون البحث العلمي تم إعداد قرار مجلس كلية بهذا الخصوص ورفعه للمجالس، وحصلنا على موافقة اللجنة التحضيرية، وبتاريخ 8 من هذا الشهر وافقت الجامعة على أن يعرض الأمر على مجلس التعليم العالي القادم خلال أسبوعين، مع تقديم مبرراتنا الأساسية – والكلام لديوب – فالموضوع ليس موضوع منح شهادات، إنما موضوع احتياج باعتبار أن الكلية محدثة وبحاجة لكادر تدريسي مناسب، كما أن ذلك إكمال لأحقية طلابنا المعيدين في أن يصبحوا زملاء مدرسين في الكلية، ناهيك عن المعاناة التي تواجهنا في عدم عودة “بعض” المعيدين الذين يتم إيفادهم للخارج، فهناك 11 معيداً في الخارج ومنهم يغادر ولا يعود، وعليه لابد من العمل بنظام الرقابة المانعة، أي أنه عوضاً عن الإيفاد الخارجي ينبغي تعزيز فكرة الإيفاد الداخلي من خلال افتتاح درجة الدكتوراه، كما أن السياحة لا يوجد فيها تعليم خاص أو افتراضي أو حتى مفتوح، وبالتالي فإن التنافسية قليلة “ونعمل بنظام الاحكتار”.
وعن عدد أعضاء الهيئة التدريسية وحاجة الكلية للمزيد منهم أوضح ديوب أن كلية السياحة تخضع لنظام الملاكات والتعاقد الخارجي، وهناك 11 عضو هيئة تدريسية على الملاك، و4 من خارج ملاك الكلية، وأكثر من 40 مدرساً من التعاقد الخارجي مقسمين إلى 23 عضو هيئة تدريسية من الجامعات السورية كافة، و17 فنياً من المعاهد الفندقية ومن الفنادق لتدريب الطلاب على الستاجات العملية، وأمل أن يتم من خلال المسابقة القادمة لأعضاء الهيئة التدريسية إكمال كامل الاحتياجات منهم، مع العلم أن الاحتياجات مستمرة.
صناعة رابحة
وذكر ديوب أن الهدف الأساسي من افتتاح الكلية رفد سوق العمل بعدد من الخريجين ممن لديهم إمكانات نظرية وعملية في مجال الإدارة السياحية والإرشاد السياحي، وهناك سعي دائم لتعزيز العلاقات التشاركية المميزة التي وقعتها جامعة دمشق مع وزارة السياحة بكل كوادرها وإداراتها وخاصة الهيئة العامة للتدريب الفندقي والتسويق في دمر، والاتفاقيات مع غرف التجارة والصناعة وهيئة تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة والاتفاقيات مع المؤسسات المثيلة بهدف الخروج من فكرة أن السياحة ليست مجرد ضيافة، وإنما هي صناعة رابحة ومجدية، والذي جعلنا نضع تلك الرؤية – بحسب ديوب – أن عائدات السياحة تشكل 40% من الناتج المحلي؛ ولذلك يحق لنا أن نرفده بكوادر مميزة وعلمية سواء من ناحية الإرشاد السياحي والأدلاء السياحيين، كما أننا نسعى لأن يكون لدينا خريجون بعدد لغات العالم، فالسياح يأتون من كل الدول للاستمتاع بما تمتلكه سورية من أماكن سياحية ومواقع أثرية، إضافة لوضع رؤية لعام 2022 لتكون كلية السياحة ليست فقط من الكليات الناشطة في قطاع السياحة فقط، وإنما من الكليات الرافدة وبكثرة لسوق العمل، وتحصل على أكبر خطة تسويقية في القطاعين العام والخاص.
وعن التعاون مع وزارة السياحة قال ديوب نتطلع لأن يكون التكامل مطلقاً مع الوزارة؛ باعتبار أن وزارة السياحة هي المكان الذي تصب فيه كوادرنا، كما أنها تستحوذ على جزء كبير من سوق العمل.
وفيما يخص الأعداد الضئيلة المطلوبة للتعيين في مسابقة وزارة السياحة من الفئة الأولى والتي تفاجأ بها خريجو كليات السياحة في جامعات دمشق وطرطوس والبعث، فتلك المسابقة “المنتظرة” من الخريجين لم تطلب سوى 5 فقط من كليات السياحة جميعها على الرغم من الوعود والتصريحات السابقة بأن هذه المسابقة ستعين نسبة كبيرة من خريجي السياحة في الوزارة والجهات التابعة لها، وفي هذا الإطار أوضح عميد الكلية أنه تفاجأنا كإدارة كما تفاجأ الطلاب بالأعداد القليلة المطلوبة للخريجين، وأعتقد أن الأمر يعود لسببين، يرتبط الأول بأن الوزارة تركز ضمن خطتها على الفئة الثانية أكثر من الأولى أي “الجانب الفني”، والثاني يرتبط بغياب مراكز الاستخبارات التسويقية في المؤسسات “نظم المعلومات” والتي تدرس سوق العمل والشهادات الممنوحة من الجامعات لسوق العمل، وهذا ما حصل عند وزارة السياحة لعدم تدارك الحاجة الكبيرة للسوق من الخريجين، كما أن معظم الوزارات لا تطلب خريجي كليات السياحة للتعيين فيها، منوهاً إلى أنه تم التواصل مع الوزارة، وهناك وعد مبدئي من قبلها بأن يتم تعيين جميع الناجحين.
دراسة احتياجاته
الدورات التدريبية وأهميتها لطلاب كلية السياحة أشار إليها عميد الكلية من خلال توقيع جامعة دمشق لاتفاقية مع وزارة الساحة وهيئة تنمية المشروعات، فهي “الجامعة” المخول الوحيد بإجراء الاتفاقيات، واتفاقية أيضاً مع الهيئة العامة للتدريب السياحي والفندقي بهدف إجراء ستاجات ودورات تدريبية متخصصة، وآخر دورة كانت منذ مايقارب الأسبوع في الإدارة الفندقية وإدارة المكاتب وجميعها مجانية، وتم إقامة لغاية الآن 15 دورة تدريبية من خلال مركز دمر، وأكثر من 32 جولة و3 رحلات.
وعن التواصل مع سوق العمل ودراسة احتياجاته ذكر ديوب أن هناك سعياً دائماً لدراسة احتياجات سوق العمل، ونعمل على التسويق الذاتي، ونقوم بإعداد خطة جديدة لعام 2020، وحصلنا على موافقة مجلس التعليم العالي عليها عبر توصيف المقررات الجديدة بما يتناسب مع سوق العمل ليكون هناك اختصاصات أكثر دقة، منوهاً إلى أن الفنادق والمنشآت السياحية بدأت تطلب خرجي كلية السياحة من أجل إدارة منشآت سياحية بكاملها.