الأحمد في افتتاح أيام الفن التشكيلي: من يعش في سورية ينبغي أن يمتلك الكثير من الذاكرة
احتفاءً بإبداعات الفنانين التشكيليين السوريين، وتحت عنوان “ذاكرة الإبداع.. سورية” افتتح في الأمس في دار الأوبرا بدمشق أيام الفن التشكيلي تحت رعاية رئيس مجلس الوزراء السيد عماد خميس، وهو تحية لكل المبدعين على الأرض السورية شاركوا بإثراء المشهد السوري على امتداد الزمن، وفي كلمته قال وزير الثقافة محمد الأحمد: توقفت طويلاً عند شعار هذه السنة: “ذاكرة الإبداع.. سورية” وتوقفت بشكل خاص عند كلمة ذاكرة، فمن يعش في سورية ينبغي أن يمتلك الكثير من الذاكرة، إذ كيف يمكن الإحاطة بهذا التاريخ الممتد في عمق الماضي من دون ذاكرة رحبة تتسع لكل ما أنتجه إنساننا السوري على مر الزمن من مبتكرات فتحت للبشرية أبواباً كانت مغلقة، ومهدت دروباً كانت وعرة، إن ما تركه الأجداد ليس مجرد أوابد رائعة الجمال، ولا نقوشاً وتماثيل بالغة التعبير والرهافة فحسب، وإنما تركوا لنا قبل كل شيء سجلاً لأحوالهم الروحية وهواجسهم وهويتهم، تركوا لنا ذاكرة كي لا ننسى من نحن، وتركوا لنا إرثاً نرتكز إليه، وتحدياً كي نواصل ما بدؤوه، وكنزاً غنياً كي تستلهموا منه، أعزائي الفنانين التشكيليين السوريين، وتشعروا أنكم لا تبدعون من فراغ، وإنما تستندون إلى سواعد أجدادكم القوية، الذين ما يزال إبداعهم يشع بنوره علينا عبر آلاف السنين.
وأضاف: نجتمع اليوم في الدورة الثانية من أيام الفن التشكيلي السوري، ونحن ننشد من هذا الاحتفال أن نؤسس لبناء دمشق، وسورية تتعافى والحياة الطبيعية تعود بكامل مجرياتها، وعبر هذه الأيام الفعاليات كثيرة كان الفيلم القصير بعنوان “معرض المعارض” وكان هناك معرض للفنانين السوريين المكرمين، ومعرض الخريف ومعرض لفنانين بعد الرواد والمعرض السنوي للخط العربي والخزف والتصوير الضوئي، وكذلك لاتغيب الثقافة عن أيام الفن التشكيلي، فلدينا ثلاث ندوات غاية في الأهمية بعنوان: “خريج الفنون الجميلة إلى أين، وسائل التواصل الاجتماعي والفن التشكيلي، حال وواقع الفن التشكيلي اليوم”، ونحن انتصرنا بفضل جيشنا وبفضل المبدعين الذين حموا سورية وحصنوها بالأعمال العظيمة التي تشتغل عليها وزارة الثقافة.
بدوره قال وزير الإعلام: أعتبر أيام الفن التشكيلي السوري تحدياً في هذا الزمن الذي أراد فيه الإرهاب أن ينشر ثقافة الموت ونحن مشروعنا الحياة، وعنوان الفن التشكيلي هو تلوين الحياة الذي يعكس الثقافة والواقع والحياة والفلسفة.
وأوضح مدير مديرية الفنون عماد كسحوت أن الفن السوري أثبت أنه حاضر ومتأصل من خلال ماقدمه الفنانون الرواد والأجيال اللاحقة للفن من أعمال متميزة وأننا في وزارة الثقافة نسعى عبر كل الوسائل الممكنة وبالتعاون مع جميع الجهات الرسمية والخاصة للنهوض بواقع الفن التشكيلي السوري ورفع الذائقة الفنية عند الجمهور من خلال تكثيف المعارض والملتقيات وورشات العمل. وتأتي فعالية أيام الفن التشكيلي السوري ضمن النشاطات التي نتمنى أن ترتقي بالنشاطات الأخرى وتكون بمثابة مهرجان كبير بهدف زيادة وتعميق التواصل مع الفنانين السوريين، وإعطاء نقلة نوعية لنشاطاتها وتنشيط الفعل الثقافي وتسليط الضوء على ملامح المحترف التشكيلي الذي حقق حضوراً طيباً في الساحة العالمية، وأصبحت التجربة السورية من التجارب العربية الرائدة ويتم الاستدلال بمبدعيها وبما قدموه للفن بشكل عام.
وكرمت وزارة الثقافة ثلاثة من الفنانين الراحلين هم: إقبال قارصلي أول فنانة سورية أقامت معرضاً فردياً، وعبد القادر أرناؤوط رائد الفن في سورية، وغسان السباعي، ومن القامات الكبيرة الموجودة بيننا الباحث والدكتور عبد الله السيد، والفنانان غسان جديد، وغسان نعنع.
جمان بركات