الاقتصاد الأميركي يثير القلق بشأن احتمال دخوله دائرة الركود
مع فقدان الاقتصاد الأمريكي لسرعة نموه، بات السؤال الذي يشغل بال المحللين الاقتصاديين هو: إلى أي مدى سيتباطأ أكبر اقتصاد في العالم؟ وإلى أي مدى سيتمكن من الإفلات من دائرة الركود؟ وعلى الرغم من أن انخفاض معدل نمو الاقتصاد إلى أقل من 2% يستخدم عادة كمؤشر على انكماش قادم للاقتصاد، فإن بعض الاقتصاديين يرون أن الاقتصاد الأمريكي يمكنه النمو بما يراوح بين 1% و1.5% دون أن يسقط في دائرة الانكماش. وتراجع ما يسمى “سرعة التهاوي” للاقتصاد الأمريكي بعد ظهور بيانات مؤشر نشاط قطاع التصنيع الأمريكي الذي سجل أقل مستوى له منذ نحو عشرة أعوام. وتعبير “سرعة التهاوي” مستمد من عالم الطيران، ويشير إلى فقدان أجنحة الطائرة على توليد الطاقة اللازمة لاستمرار التحليق إلى أعلى، في حين أنها تكون قادرة على استمرار التحليق عند المستوى القائم، مع احتمال هبوطها فيما بعد. وبحسب وكالة “بلومبيرج” للأنباء، فإن استمرار أطول فترة نمو متصلة في تاريخ الاقتصاد الأمريكي سيتوقف على استمرار قدرة المستهلكين الأمريكيين على الإنفاق بما يعوض التراجع في أداء قطاع التصنيع على خلفية الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين. وتراجعت النظرة المستقبلية للنمو الاقتصادي بالفعل، حيث تراجع قطاع التصنيع إلى دائرة الركود خلال النصف الأول من العام الحالي، كما هبط الإنفاق الاستثماري وتراجعت وتيرة نمو الوظائف، ويتوقع المحللون نمو الاقتصاد الأمريكي بمعدل 1.7% من إجمالي الناتج المحلي خلال العام المقبل. وتشير بيانات نمو إجمالي الناتج المحلي الأمريكي منذ أربعينيات القرن العشرين، إلى أنه عند انخفاض معدل النمو الحقيقي إلى أقل من 2%، فإن الاقتصاد ينتقل من دائرة النمو البطيء إلى دائرة الركود، بحسب لاسيليز، المحلل الاقتصادي الذي يتوقع وغيره من المحللين نجاح الاقتصاد في تجنب التراجع بهذه السرعة. ومنذ نهاية الركود، الذي أصاب الاقتصاد الأمريكي عام 2009، زاد إجمالي الناتج المحلي للولايات المتحدة بنحو النصف، كنسبة مئوية مثلما حدث خلال فترة النمو، التي امتدت من 1991 إلى 2001، التي كانت ثاني أطول فترة نمو في تاريخ الاقتصاد الأمريكي.