ذكرﻳﺎت ﻋﻦ اﻟﺮﺟﻞ اﻟﻌﻈﻴﻢ
ﻟﻘﺪ ﻣﻀﺖ 8 ﺳﻨﻮات ﻋﻠﻰ رﺣﻴﻞ رﺋﻴﺲ ﻟﺠﻨﺔ اﻟﺪﻓﺎع اﻟﻮﻃﻨﻲ كيم ﺟﻮﻧﻎ إﻳﻞ (17كاﻧﻮن اﻷول/ دﻳﺴﻤﺒﺮ 2011) ﻓﻲ ﺟﻤﻬﻮرﻳﺔ كورﻳﺎ اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ.
ﻳﻘﺎل إن ذاكرة اﻹﻧﺴﺎن ﺗُﻤﺤﻰ ﻣﻊ ﻣﺮور اﻷوﻗﺎت، ﻏﻴﺮ أن ﺣﻨﻴﻦ اﻟﺸﻌﺐ اﻟﻜﻮري إﻟﻴﻪ وذكرﻳﺎﺗﻪ ﻋﻨﻪ ﺗﺸﺘﺪ ﻋﻠﻰ ﻣﺮ اﻷﻳﺎم.
رﺟﻞ ﻋﺎﻃﻔﻲ
كان رﺋﻴﺲ ﻟﺠﻨﺔ اﻟﺪﻓﺎع اﻟﻮﻃﻨﻲ كيم جونغ إيل رﺟﻼً ﻋﺎﻃﻔﻴﺎً ﺟﺪاً ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺣﻴﺔ اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ. كان ﻳﺘﻤﻴﺰ ﻣﻨﺬ ﻃﻔﻮﻟﺘﻪ ﺑﺮﻗﺔ اﻟﻘﻠﺐ واﻟﺘﻔﺎؤل، وﻳﺤﺐ أن ﻳﺨﺘﻠﻂ ﺑﺎﻟﺮﻓﺎق واﻟﺠﻤﺎهير، وكان ﻳﻔﻬﻢ ﺟﻴﺪاً ﻋﻠﻰ اﻟﺪوام ﻣﺎ ﻳﺪور ﻓﻲ ﺧﻠﺪ اﻵﺧﺮﻳﻦ، وﻳﺘﺼﻒ ﺑﺎﻟﻤﻨﻄﻘﻴﺔ ﻓﻲ كل اﻷﻣﻮر واﻷرﻳﺤﻴﺔ اﻟﻌﻈﻴﻤﺔ ﺣﺘﻰ ﻳﻔﺘﺢ ﻟﻪ زﻣﻼؤﻩ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ﻣﻨﺬ ﺻﺒﺎﻩ، وﻳﺘﺒﻌﻮﻧﻪ ﺑﻜﻞ ﺟﻮارﺣﻬﻢ. ﻟﺬا، ﻓﺈن اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻀﻤﻪ كانت داﺋﻤﺎً ﻓﻴﺎﺿﺔ ﺑﺎﻟﻨﺸﺎط واﻟﺤﻴﻮﻳﺔ، وﻳﺴﻮدها اﻟﺠﻮ ﻣﻦ اﻟﺒﻬﺠﺔ واﻻﻧﺸﺮاح ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﻘﺎل.
كما كان ﻋﺎدة ﻣﻮﻟﻌﺎً ﺟﺪاً ﺑﺎﻟﻤﻮﺳﻴﻘا واﻷدب، ﻓﻜﺎن ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺠﺪ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻨﻔﺮداً ﻣﻦ ﺣﻴﻦ ﻵﺧﺮ، ﻳﻘﻀﻲ أوﻗﺎﺗﻪ ﻋﺒﺮ ﺳﻤﺎع اﻟﻤﻮﺳﻴﻘا أو ﻣﻄﺎﻟﻌﺔ اﻟﻜﺘﺐ.
وﻓﻲ أﻳﺎﻣﻪ اﻟﺪراﺳﻴﺔ، أﻟّﻒ العدﻳﺪ ﻣﻦ اﻷﺷﻌﺎر واﻷﻏﺎﻧﻲ ﻣﺜﻞ “ﻏﺮﻓﺔ درﺳنا”،”ﺗﻔﻜﻴﺮ ﻓﻲ اﻟﻤﻮدة اﻟﺮﻓﺎﻗﻴﺔ”، “أﻏﻨﻴﺔ اﻟﺘﺒﺮﻳﻜﺎت” و”أﻣﻲ” ﺣﺘﻰ ﺗﻌﺠّﺐ اﻟﺨﺒﺮاء أﻳﻀﺎً ﻣﻦ ﻣﺴﺘﻮى ﺗﺄﻟﻴﻔﻪ ﻋﻠﻰ ﺣﺪ ﻗﻮل اﻟﻨﺎس. ﻋﻠﻰ اﻷﺧﺺ، ﻳﻤﻜﻦ اﻋﺘﺒﺎر أن وﻟﻌﻪ ﺑﺎﻟﻤﻮﺳﻴﻘا كان ﻓﺮﻳﺪاً، إذ ﻗﺎل ذات وﻗﺖ: إن أول ﻣﺎ ﻳﺤﺒﻪ هو اﻟﻤﻮﺳﻴﻘا، وكان رأﻳﻪ ﻓﻲ اﻟﻤﻮﺳﻴﻘا واﻟﻔﻦ وﻣﻌﺎرﻓﻪ اﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﻬﻤﺎ اﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺔ ﺗﺘﺠﺎوز ﻣﺴﺘﻮى اﻻﺧﺘﺼﺎﺻﻴﻴﻦ إﻟﻰ ﺣﺪ وﺻﻔﻪ ﺑﺎﻟﻌﺒﻘﺮي.
ﻓﻴﻤﻜﻦ اﻟﻘﻮل: إن كل اﻟﻨﺠﺎﺣﺎت اﻟﻤﺮﻣﻮﻗﺔ اﻟﺘﻲ ﻇﻠﺖ ﺟﻤﻬﻮرﻳﺔ كورﻳﺎ اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺗﺤﺮزها ﻣﻨﺬ اﻟﺴﺒﻌﻴﻨيات ﻣﻦ اﻟﻘﺮن اﻟﻤﺎﺿﻲ ﻓﻲ ﺣﻘﻞ اﻷدب واﻟﻔﻦ ﻣﺜﻞ اﻷوﺑﺮا واﻟﻤﺴﺮﺣﻴﺔ واﻟﺴﻴﻨﻤﺎ واﻟﻤﻮﺳﻴﻘا ﺟﺎءت ﺛﻤﺮة ﻟﻜﻔﺎءات رﺋﻴﺲ ﻟﺠﻨﺔ اﻟﺪﻓﺎع اﻟﻮﻃﻨﻲ كيم ﺟﻮﻧﻎ إﻳﻞ.
ﺳﺒﻖ أن كتبت اﻟﺼﺤﻴﻔﺔ اﻟﺼﻴﻨﻴﺔ “اﻟﺼﺤﻴﻔﺔ اﻷﺳﺒﻮﻋﻴﺔ ﻟﻠﺸﺨﺼﻴﺎت” ﻓﻲ ﻣﻘﺎﻟﺔ ﻣﻌﻨﻮﻧﺔ بـ”ﻣﺨﺮج ﺳﻴﻨﻤﺎﺋﻲ ﺑﺎرز” أن اﻟﻘﺎﺋﺪ كيم ﺟﻮﻧﻎ إﻳﻞ أﻋﻄﻰ ﺗﻮﺟﻴﻬﺎﺗﻪ اﻟﺪؤوﺑﺔ ﻟﻌﻤﻞ إﺑﺪاع اﻷﻓﻼم اﻟﺴﻴﻨﻤﺎﺋﻴﺔ، ﻣﻮﺿﺤﺔ أﻧﻪ كان ﻋﻠﻰ إﻟﻤﺎم ﻋﻤﻴﻖ ﺑﺤﻘﻞ اﻟﺴﻴﻨﻤﺎ ﻣﻨﺬ زﻣﻦ ﺑﻌﻴﺪ، وأﺳﻬﻢ إﺳﻬﺎﻣﺎً كبيراً ﻓﻲ ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﻔﻦ اﻟﺴﻴﻨﻤﺎﺋﻲ ﻟﻠﺒﻼد، أﺛﻨﺎء ﻋﻤﻠﻪ ﻓﻲ اﻟﻠﺠﻨﺔ اﻟﻤﺮكزﻳﺔ ﻟﺤﺰب اﻟﻌﻤﻞ اﻟﻜﻮري.
رﺟﻞ ﻣﺘﺤﻤﺲ
ﻓﻲ ﺗﻮﺻﻴﻒ رﺋﻴﺲ ﻟﺠﻨﺔ اﻟﺪﻓﺎع اﻟﻮﻃﻨﻲ كيم ﺟﻮﻧﻎ إﻳﻞ اﻟﺬي أدﻟﻰ ﺑﻪ ﻣﻌﻠﻤﻪ ﻓﻲ أﻳﺎم ﺻﺒﺎﻩ، ﺟﺎء ﻣﺎ ﻳﻠﻲ:
– ﺑﻤﺎ أن ﺳﺠﺎﻳﺎ اﻟﺘﻠﻤﻴﺬ كيم ﺟﻮﻧﻎ إﻳﻞ ﺗﺸﺒﻪ ﺟﺮﻳﺎن ﻣﻴﺎﻩ اﻟﻨﻬﺮ اﻟﻌﺎرﻣﺔ، ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﻳﻌﺮف اﻟﺮكود واﻟﻤﺮاوﺣﺔ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻧﻪ، وﻳﺴﻌﻰ إﻟﻰ اﻟﺘﻘﺪّم وﺣﺪﻩ.
– وﻳﺘﻤﻴﺰ اﻟﺘﻠﻤﻴﺬ كيم ﺟﻮﻧﻎ إﻳﻞ ﺑﺈكمال كل اﻷﻋﻤﺎل ﺣﺘﻰ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﻣﻬﻤﺎ كاﻧﺖ اﻟﻈﺮوف.
كان ﻣﻦ ﻋﺎدﺗﻪ ﻣﻨﺬ ﻃﻔﻮﻟﺘﻪ أﻧﻪ إذا ﺑﺪأ اﻟﻌﻤﻞ أﻳﺎً كان، ﻳﺼﺐ ﻋﺼﺎرة روﺣﻪ له إﻟﻰ ﺣﺪ ﻧﺴﻴﺎﻧﻪ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻤﺤﻴﻂ، وﺣﺪث أﻻ ﻳﻨﺘﺒﻪ ﺣﺘﻰ إﻟﻰ هزﻳﻢ اﻟﺮﻋﺪ وهطﻮل اﻟﻤﻄﺮ ﻓﻲ اﻟﺨﺎرج، أﺛﻨﺎء ﻗﺮاءة اﻟﻜﺘﺐ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﻘﺎل. ﻣﻦ هنا ﻳﻤﻜﻦ اﻋﺘﺒﺎر أن ﻣﺆهلاﺗﻪ اﻟﻘﺪﻳﺮة اﻟﻤﺘﻌﺪدة اﻟﺠﻮاﻧﺐ كانت ﻧﺘﺎﺟﺎً ﻋﻦ ﺣﻤﺎﺳﺘﻪ وﺟﻬﻮدﻩ اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﻌﺮف اﻟﻜﻠﻞ، ﻓﻀﻼً ﻋﻦ ﻣﻮهبته اﻟﻔﻄﺮﻳﺔ، وﻣﺎزال ﻳﺪور اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ أﻧﻪ ﻗﺮأ اﻟﻜﺘﺐ أكثر ﻣﻦ “ارﺗﻔﺎع ﻗﺎﻋﺪة ﺑﺮج ﻓﻜﺮة زوﺗﺸﻴﻪ” ﺑﻬﺪف ﺻﻴﺎﻏﺔ اﻟﻨﻈﺮﻳﺎت اﻟﺜﻮرﻳﺔ ﻟﻠﺮﺋﻴﺲ كيم إيل ﺳﻮﻧﻎ، وﻓﻲ أﺛﻨﺎء ﺗﻮﺟﻴﻬﻪ ﻟﻌﻤﻠﻴﺔ إﺑﺪاع اﻷدب واﻟﻔﻦ، ﻳﺆدي هذا اﻟﻌﻤﻞ ﺣﺘﻰ ﺳﺎﻋﺔ ﻣﺘﺄﺧﺮة ﻣﻦ اﻟﻠﻴﻞ ﺑﻌﺪ ﻣﻌﺎﻟﺠﺔ كميات هاﺋﻠﺔ ﻣﻦ اﻷﻋﻤﺎل اﻷﺧﺮى ﻓﻲ اﻟﻨﻬﺎر ﺑﺤﻴﺚ ﻻ ﻳﻌﺮف ﻣﻘﺮﺑﻮﻩ ﻣﺘﻰ ﻳﺨﻠﺪ إﻟﻰ اﻟﻨﻮم، وﻳﺴﺘﻴﻘﻆ ﻣﻨﻪ. ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ ﻳﻤﻜﻦ اﻋﺘﺒﺎر أن ﻣﻌﺮكة اﻟﺴﺮﻋﺔ (ﺗﻌﻨﻲ دﻓﻊ اﻟﻌﻤﻞ ﻗﺪﻣﺎً ﺑﺎﻟﺴﺮﻋﺔ اﻟﻘﺼﻮى ﺑﺘﻌﺒﺌﺔ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻘﻮى، وﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ، ﺿﻤﺎن ﺟﻮدﺗﻪ ﻋﻠﻰ أﻋﻠﻰ اﻟﻤﺴﺘﻮﻳﺎت) ﻓﻲ ﺟﻤﻬﻮرﻳﺔ كوريا اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ، هي ﻓﻲ أدق ﺗﻌﺒﻴﺮ ﺗﺠﺴﻴﺪ ﻷﺳﻠﻮب اﻹﺑﺪاع ﻋﻠﻰ ﻃﺮﻳقة كيم ﺟﻮﻧﻎ إﻳﻞ، وأﺻﺒﺤﺖ هذﻩ اﻟﺤﺮكة ﻗﻮة داﻓﻌﺔ ﺟﺒّﺎرة ﻹﺣﺪاث ﻧﻬﻮض وﺗﻘﺪم ﺳﺮﻳﻊ ﻓﻲ ﺑﻨﺎء اﻻﺷﺘﺮاكية اﻟﻜﻮرﻳﺔ.
رﺟﻞ ﺷﺪﻳﺪ اﻹﺣﺴﺎس ﺑﺎﻟﻮاﺟﺐ اﻷﺧﻼﻗﻲ
أكثر ﻣﺎ ﻳﻤﻴﺰ اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻟﺪى رﺋﻴﺲ ﻟﺠﻨﺔ اﻟﺪﻓﺎع اﻟﻮﻃﻨﻲ كيم ﺟﻮﻧﻎ إﻳﻞ هو اﻻﻋﺘﺰاز ﺑﺎﻟﻮاﺟﺐ اﻷﺧﻼﻗﻲ اﻹﻧﺴﺎﻧﻲ أﻳﻤﺎ اﻋﺘﺰاز. ﻗﺪ ﺗﺬكّر أﺣﺪاً ﻗﻀﻰ ﻣﻌﻪ أﻳﺎم ﺻﺒﺎﻩ أﻧﻪ كان ﻳﺘﻤﻴﺰ ﺑﺠﺎذﺑﻴﺔ ﻓﺮﻳﺪة ﻳﺨﻠﺐ ﺑﻬﺎ أﻟﺒﺎب اﻟﻨﺎس، وﻳﺴﺘﻤﻴﻠﻬﻢ إﻟﻴﻪ دﻓﻌﺔ واﺣﺪة أﻳﻨﻤﺎ كان، وهو ﻣﺎ ﻳﻘﻮم ﻋﻠﻰ ﻣﺤﺒﺘﻪ اﻟﻨﺰﻳﻬﺔ ﻟﺮﻓﺎﻗﻪ، وﻃﺎﺑﻌﻪ اﻟﻔﺮﻳﺪ وكفاءاته اﻻﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺔ. كان ﻳﺴﺎﻋﺪ داﺋﻤﺎً رﻓﺎﻗﻪ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺸاﻃﺮوﻧﻪ اﻟﺤﻴاة، وهو ﻳﻄﺮح كل أﻣﻮرﻩ ﺟﺎﻧﺒﺎً إذا ﺣﻞ ﻣﻜﺮوﻩ ﺑﺼﺤﺘﻬﻢ أو أﻓﺮاد ﻋﺎﺋﻼﺗﻬﻢ. وذات وﻗﺖ ﺣﺪث أن ﺗﻨﺤّﻰ ﻟﺮﻓﻴﻘﻪ اﻟﻨﺤﻴﻞ ﻣﻤﻄﺮﺗﻪ ﻳﻮم هطول اﻷﻣﻄﺎر ﺑﻐﺰارة، وذهب إﻟﻰ ﺑﻴﺘﻪ ﻣﺘﻌﺮﺿﺎً ﻟﻠﻤﻄﺮ، وﻣﻦ أﺟﻞ رﻓﻴﻘﻪ اﻟﺬي ﺗﻌﺎﻧﻲ أﺳﺮﺗﻪ ﻣﻦ اﻟﺼﻌﻮﺑﺎت ﺑﻌﺪ اﻟﺤﺮب، أﻋﻄﺎﻩ ﺛﻮﺑﻪ اﻟﺸﺘﻮي رﻏﻢ ارﺗﺪاﺋﻪ اﻟﻤﻌﻄﻒ اﻟﺒﺎﻟﻲ واﻟﺼﻐﻴﺮ، وكان ﻳﻄﻤﺌﻦ ﻣﻦ ﺣﻴﻦ ﻵﺧﺮ ﻋﻠﻰ ﺻﺤﺔ ﻣﻌﻠﻤﻴﻪ، وهم ﻓﻲ أﻳﺎم دراﺳﺘﻪ اﻟﻤﺪرﺳﻴﺔ واﻟﺠﺎﻣﻌﻴﺔ، وﻳﺒﻌﺚ ﺑﺘﺤﻴﺘﻪ إﻟﻴﻬﻢ دون أن ﻳﻨﺴﺎهم ﺣﺘﻰ ﺑﻌﺪ ﻣﺮور ﻋﺸﺮات اﻟﺴﻨﻴﻦ، وﺑﺬﻟﻚ ﻳﻠﺘﺰم ﺑﺈﺧﻼص ﺑﻮاﺟﺐ اﻟﺘﻠﻤﻴﺬ اﻷﺧﻼﻗﻲ إزاء اﻟﻤﻌﻠﻢ، وكان إذا ﻓﺎرق اﻟﺪﻧﻴﺎ اﻟﺮﻓﺎق اﻟﺬﻳﻦ كاﻧﻮا ﻳﺸﺎركوﻧﻪ اﻟﻌﻤﻞ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﺎﻷﻟﻢ ﻳﺤﺰ ﻓﺆادﻩ، وﻳﻌﺘﻨﻲ ﺑﺤﺮص ﺑﺎﻟﻎ ﺑﺤﻴﺎة أوﻻدهم وأﻓﺮاد أﺳﺮهم. ﺣﻘﺎً، ﻳﻤﻜﻦ اﻟﻘﻮل: إن اﻷﺟﻮاء اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ اﻟﺴاﺋﺪة ﻓﻲ ﺟﻤﻬﻮرﻳﺔ كورﻳﺎ اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﻤﻰ ﺑـ”ﺑﻠﺪ ﺗﺰدهر ﻓﻴﻪ ﻣﺤﺒﺔ اﻹﻧﺴﺎن”، و”أﺳﺮة كبيرة واﺣﺪة”، هي ﺑﺎﻟﺬات ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ اﻧﻌﻜﺎس ﺷﻌﻮر رﺋﻴﺲ ﻟﺠﻨﺔ اﻟﺪﻓﺎع اﻟﻮﻃﻨﻲ كيم ﺟﻮﻧﻎ إﻳﻞ ﺑﺎﻟﻮاﺟﺐ اﻷﺧﻼﻗﻲ ﻋﻠﻰ ﺳﻴﺎﺳﺔ هذا اﻟﺒﻠﺪ كما هو ﻋﻠﻴﻪ.