أخبارصحيفة البعث

أردوغان.. والنفط !

تكشف التناقضات في تصريحات رئيس النظام التركي، رجب طيب أردوغان، خفايا عدوانه على شمال سورية، وأن إرسال جنوده إلى شرق الفرات يحمل غايات مبيتة، ليس أولها أطماعه التاريخية في سورية، وذلك واضح من خلال تلاعبه بالتركيبة الديموغرافية للمنطقة المحتلة، ولن يكون آخر هذه الأطماع ما أعلنه على الملأ بعد إنكار عن محاولاته الوصول إلى النفط في الجزيرة السورية بذريعة “دعم إنشاء منطقة آمنة”.

قبل أسبوعين قال أردوغان: إن بلاده تلقت عرضاً بشأن تقاسم النفط في سورية، فرفضت بسبب تفضيلها “الإنسان على النفط”!، واليوم يصرّح رأس النظام التركي بعكس ذلك، ويقول: إنه اقترح على واشنطن بيع النفط السوري، وأعد المشاريع والخطط لذلك، لكن الأمريكيين رفضوا. هذا يعني أن أنقرة هي من قدّمت العرض وليس العكس، وأما الرفض الأمريكي، فليس لأنها تفضّل الإنسان على النفط أيضاً!، بل لأنها لا تسمح لأدواتها في المنطقة حتى باقتسام جزء صغير مما تنهبه تحت مسميات إنسانية، عدا عن شماعة مكافحة الإرهاب، التي أدخلت تركيا وأمريكا قواتهما إلى سورية بذريعتها، علماً أن الطرفين هما من أسس ودعم الإرهاب في المنطقة تلبية لأجنداتهما الخاصة.

بالعودة إلى عام 2017، تم الكشف عن إقامة أردوغان وابنه بلال علاقات مشبوهة مع “داعش”، عندما كان يسيطر التنظيم الإرهابي على مناطق في البادية السورية، وتمثّلت هذه العلاقة في قيام ابن أردوغان بشراء النفط من التنظيم الإرهابي في سورية والعراق، حتى إن مصادر إعلامية في روسيا رأت في إسقاط المقاتلة الروسية حينها محاولة ورسالة من النظام التركي لوقف تدمير صهاريج النفط المهربة إلى تركيا، وطبعاً فشلت المحاولة والرسالة.

ولا يمكن إغفال أن حدود المنطقة التي أراد النظام التركي احتلالها قد وضعت بحيث تشمل الاستحواذ على أهم مكامن النفط في سورية، وقد فشلت تركيا في التمدد إلى جميع المناطق التي وضعتها ضمن أهدافها، لسببين: الأول هو انطلاق الجيش العربي السوري لإنقاذ الشمال ووقف التمدّد التركي، والثاني أن المناطق النفطية الأكثر أهمية هناك تحتلها القوات الأمريكية، ولن يسمح الأصيل للوكيل باغتنام ما سلبه.. فماذا سيحمل الصدام الأمريكي – التركي من اعترافات جديدة لأردوغان حول أطماعه في سورية في القادم من الأيام؟.

وسام إبراهيم