“تمتين الهوية الوطنية وتعزيز روابطها” ختام ندوة التداخلات الإقليمية والدولية
دمشق-بسام عمار:
بمحور “تمتين الهوية الوطنية وتعزيز روابطها في وجه التحديات”، اختتمت الندوة الفكرية الدولية حول التداخلات الإقليمية والدولية واختلاف المشروعات السياسية، والتي أقامتها مديرية الثقافة بدمشق أمس.
وأوضحت الدكتورة بثينة شعبان المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية، في الجلسة الأولى حول “المرتكزات الوطنية ودورها في حماية الهوية الوطنية”، أهمية الندوة، كون عنوانها واقعاً نعيشه، مشيرة إلى أن مفهوم العولمة، وفق ما يقصده الغرب، هو أن تكون دول العالم متمثّلة للفكر الغربي والحضارة الغربية وكل ما يمثّله الغرب، أي أن تذوب ثقافات الدول وهويات الشعوب وأن تصبح معولمة في إطار غربي، منوّهة بأن هذه الدول، حتى في دعواتها للديمقراطية وحقوق الإنسان، كما تدعي، كانت تتحدّث عن الديمقراطية الليبرالية التي صممتها وعاشتها، حيث أنها لا تعترف بأي ديمقراطية لا تمثّل وجهة نظرها، فهي على سبيل المثال لا تعترف بأن هناك ديمقراطية في إيران والصين وروسيا وغيرها، منوّهة بأن الغرب يريد بالتوازي تفتيت الهوية الوطنية ووضع اليد على مصادر الثروات، وأضافت: إن الغرب بدا يتحدّث عن غياب الديمقراطية في العراق وليبيا والسودان وسورية، وهي دول علمانية تؤمن بالمواطنة ولها دستور وبرلمان، في حين لم يتحدّث عن ضرورة وجود الديمقراطية في البحرين وقطر والسعودية والأردن والمغرب، والهدف تصديع الهوية الوطنية التي لا تتناسب مع ما يريده الغرب لهذه البلدان.
وأضافت د. شعبان: إن الحرب على سورية أيقظت فينا إحساساً ملحاً بأهمية الهوية الوطنية وضرورة الحفاظ عليها، مؤكدة أن الإرهابيين، وهم أداة بيد الدول العدوانية، قامت بسرقة مقدرات الوطن وحرفنا وتراثنا كونها تعبّر عن هويتنا الوطنية ومرتكزاتها، وبالتالي نبقى بدون هوية وأناساً مسطحين لا تاريخ لنا، وبالتالي يسهل على الخصم حكمنا من بعيد، منوّهة بأنه بالتوازي مع ذلك هناك حملة إعلامية ضد سورية هدفها تشويه الحقيقة والنيل من هويتنا الوطنية، والتي عشنا كسوريين تحت كنفها، داعية إلى ضرورة التركيز على مكوّنات الهوية الوطنية وتجذيرها في نفوس الأبناء لاسيما في مرحلة التنشئة، مؤكدة أن القيادة السورية وجدت خلال هذه الحرب أن من الأولويات دحر الإرهاب للحفاظ على الهوية الوطنية كونها المستهدف الرئيسي فيها، وتعريف العالم بهويتنا وحضارتنا وتاريخنا.
وبيّن الدكتور عبد الحسين شعبان من العراق، فيما يتعلّق بـ “الثابت والمتغيّر في الهوية الوطنية”، أن هذه الهوية تتناول جوانب عدة، واستهداف الآثار في سورية والعراق هدفه استهداف التنوع الثقافي، مبيناً أن القرن الحالي هو قرن صراعات الهويات، الأمر الذي يفرض تصليب الهوية الوطنية.
وحول دور “المؤسسات المجتمعية وتشكيل الهوية الوطنية”، بيّن الدكتور توفيق داوود أن المقصود بهذه المؤسسات هي الأسرة والمدرسة والجامعة ودور العبادة ووسائل الإعلام، حيث أنها تلعب دوراً كبيراً في تشكيل وحماية الهوية الوطنية، وبالتالي يجب أن يكون القائمين عليها يملكون الخبرة، وأن تقوم بالدور المطلوب منها في هذا المجال.
وتحدّث عطية مسوح عن “جدل الداخل والخارج في حماية الهوية الوطنية”، مبيناً أن الخارج يسعى إلى تصديع هذه الهوية، وبالتالي يجب العمل على تقويتها ومعالجة حالات التصدّع التي قد تصيبها، مضيفاً: إن مكوّنات الهوية الوطنية كبير جداً، ويجب أن تكون غنية بالثقافات المتنوّعة والمتعددة.