عون: لبنان لن يفرّط بمياهه الإقليمية
تواصلت الاعتصامات والاحتجاجات في عدد من المناطق اللبنانية للمطالبة بالإسراع بتشكيل الحكومة الجديدة، وتحسين الوضع المعيشي ومحاسبة الفاسدين، بينما أعلن الرئيس اللبناني ميشال عون رفضه التفريط بسيادة لبنان على مياهه الإقليمية.
فقد نفّذ محتجون اعتصاماً أمام مؤسسة كهرباء لبنان دائرة حلبا في شمال لبنان، وأطلقوا هتافات تطالب بمكافحة الفساد، وطلبوا من الموظفين التوقف عن العمل.
وفي طرابلس تجمّع عدد من المتظاهرين أمام شركة قاديشا في البحصاص، وطلبوا من الموظفين ترك مكاتبهم وإقفال الأبواب، كما نصبوا خيمة أمام المدخل الخارجي للشركة، بينما شهد باقي المناطق في المحافظة حركة سير طبيعية على جميع الطرقات باستثناء مسارب ساحة النور، وفتحت الدوائر الحكومية والمؤسسات التربوية والعامة أبوابها كالمعتاد.
وفي صيدا انطلقت مسيرة طلابية باتجاه شوارع المدينة وسوقها التجاري، بينما أعاد الجيش فتح الطريق عند تقاطع ايليا بعد أن كان أقفلها المحتجون ليلاً، وأعلنت معظم مدارس صيدا إغلاق أبوابها.
وشهدت مدينة زحلة شرق لبنان اعتصاماً لأصحاب كسارات عدد من القرى احتجاجاً على توقف العمل في الكسارات.
وفي بيروت، نفّذ الأسرى اللبنانيون المحررون من سجون الاحتلال الإسرائيلي وقفة احتجاجية واعتصاماً حاشداً أمام المحكمة العسكرية اللبنانية رفضاً للتدخل الأمريكي الفاضح في شؤون لبنان والمحاولات الجارية لتهريب العميل للعدو الإسرائيلي الموقوف عامر الفاخوري من المستشفى بحجّة مرضه.
وأكد الأسرى في بيان أصدروه أمس رفضهم التدخل الأمريكي والأجنبي في ملفات القضاء اللبناني، مشيرين إلى أن العميل الفاخوري كان يمنع خروج الأسرى من معتقل الخيام للعلاج إلا بعد وفاتهم.
بدوره أكد المحامي معن الخليل أن التدخل السياسي الأميركي في ملف الفاخوري فاضح، لافتاً إلى ثبات الأدلة في ملفه ومطالباً بالتعامل معه تحت سقف القانون، وبأن يستجوبه قاضي التحقيق في المستشفى ويمنع تهريبه.
وكانت المديرية العامة للأمن العام في لبنان أعلنت في أيلول الماضي اعتقال العميل الفاخوري وإحالته إلى النيابة العامة العسكرية.
وردّاً على الخروق المتكرّرة للمياه الإقليمية اللبنانية في منطقة رأس الناقورة، شدّد الرئيس اللبناني ميشال عون، على رفض لبنان أي تعدٍّ على حقوقه المشروعة ضمن مياهه الإقليمية، ودعا قائد القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان “يونيفيل”، الجنرال ستيفانو دل كول، إلى التحقيق في أسباب خرق سفينة يونانية لاستكشاف النفط تعمل لصالح قوات الاحتلال الإسرائيلي، المياه الإقليمية اللبنانية والبقاء فيها مدة 7 ساعات، وأكد أن لبنان يرفض أي تعدّ على حقوقه المشروعة ضمن مياهه الإقليمية، معتبراً أن “الخروق الإسرائيلية البحرية للسيادة اللبنانية لا تقل خطورة عن الخروق البرية والجوية التي تواصل إسرائيل القيام بها”.
بموازاة ذلك، نفى الجيش اللبناني في بيان له ما تم تداوله في بعض وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، حول تحليق طوّافة عسكرية بريطانية في مهمّة استطلاعية فوق البلوك النفطي رقم 9.
وأكد البيان أن هذه الطوافة تابعة للقوات البحرية البرازيلية، وأقلعت من على متن البارجة البرازيلية العاملة في قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل)، لتنفيذ أعمال صيانة في مقر يونيفيل في الناقورة، ضمن برنامج طيران موافق عليه مسبقاً.
وكانت وسائل إعلام ذكرت أن مروحية عسكرية دخلت الأجواء اللبنانية، وحلّقت فوق البلوك رقم 9.
وأوضح الناطق باسم “يونيفيل” في تصريحه أن هناك لغطاً بشأن ما حصل بعد تداول معلومات عن تحليق المروحية فوق البلوك رقم 9، مشيراً إلى أن هذه المروحية بريطانية الصنع، لكن قائدها برازيلي، وهي في مهمة صيانة روتينية في الناقورة.