أخبارصحيفة البعث

ملتقى أمني إقليمي في طهران: التركيز على محاربة الإرهاب

دعا أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني، خلال ملتقى الحوار الأمني الإقليمي، إلى استمرار التواصل بين الجهات الأمنية للدول الإقليمية، من أجل تحقيق الأمن والاستقرار لشعوبها، لافتاً، إلى أن “الإرهاب والتطرف شرّ حلّ في منطقتنا ومازال موجوداً، كما لا تزال تأثيراته تتواصل على السلام والأمن والرخاء في دولنا، وبالتالي لا سبيل لنا إلا التعاون والتكاتف لمواجهة هذا الخطر”، وأوضح أن انكسار “داعش” في العراق وسورية، “يولّد مخاوف أمنية من انتقال عناصر هذا التنظيم الإرهابي إلى أفغانستان، لإعادة تنظيمهم وتسخيرهم لشن هجمات داخل البلاد وجيرانها”، مبيناً أن استمرار الوجود السلبي للأطراف الأجنبية في المنطقة ساعد في وجود الإرهاب وانتشاره.

وشدّد شمخاني على أن استمرار مسار عدم الامتثال من جانب أوروبا بما يتعلق بالاتفاق النووي، سيجبر بلاده على اتخاذ الخطوات القادمة لإيجاد توازن في التعهدات النووية.

وانطلقت أعمال الاجتماع الثاني للحوار الأمني الإقليمي في طهران، والذي يركّز على الأزمات في أفغانستان ومكافحة الإرهاب، بحضور وزراء الأمن الوطني، وكبار مستشاري الأمن من إيران وروسيا والصين والهند وأفغانستان وطاجيكستان وأوزبكستان.

وفي سياق متصل، أكد شمخاني خلال لقائه أمين مجلس الأمن القومي الروسي، نيكولاي باتروشيف، على هامش الملتقى، على ضرورة مواصلة تعزيز جهود البلدين لتعزيز الاستقرار والأمن في المنطقة، بالنظر إلى التاريخ الناجح للتعاون الاستراتيجي بين طهران وموسكو في مكافحة الإرهاب، وأضاف: “إن انعدام الأمن في المنطقة، هو ما تسعى إليه قوى من خارج المنطقة، وخاصة الولايات المتحدة والكيان الصهيوني”، مشدداً على أن “التحلي باليقظة المستمرة والتعاون الجماعي الإقليمي، بإمكانه أن يسهم في ضمان السلام والاستقرار مع صد شرور الأعداء”.

بدوره، طالب باتروشيف بأن “تمتع إيران بحقها القانوني في الاتفاق النووي والتنفيذ الكامل لالتزامات الدول الأخرى، ما يعد ضرورة حتمية لحماية هذا الاتفاق”.

من جهته، صرّح وزير الأمن القومي الصيني تشين ونغ تشاينا، أن التحديات الأمنية في أفغانستان معقدة للغاية ومتعددة الأوجه ولها أبعاد سياسية وعسكرية وثقافية واجتماعية واقتصادية، مشيراً إلى أن أفغانستان تواجه تحديات داخلية ووطنية كبيرة من أجل تحقيق السلام، كما تطرّق إلى أن “الحوار بين الأطراف الأفغانية وإنهاء التواجد الأجنبي والتدخل الخارجي في أفغانستان، هو ضرورة حتمية لاستتباب السلام الشامل والمستدام في البلاد”.

بالتوازي، أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني أن التدخلات الأميركية هي السبب الرئيسي لمشكلات المنطقة، بما في ذلك الحظر المفروض على إيران، وقال، خلال لقائه رئيس الوزراء الماليزي مهاتير محمد في كوالالمبور: إن إيران تعرضت خلال العامين الماضيين لحظر أحادي وجائر، موضحاً أن الحظر الأميركي على إيران يتعارض مع القرار الأممي 2231، وأن أميركا انسحبت من الاتفاق النووي من دون أي مبرر، وأكد أن واشنطن فشلت في ممارسة الحظر ضد إيران بسبب مقاومة الشعب الإيراني، مضيفاً خلال الأشهر الخمسة الماضية تمكنا رغم الضغوط الأميركية القصوى من تحسين وضعنا الاقتصادي.

وكان روحاني أكد خلال لقائه الإيرانيين المقيمين في ماليزيا أن قدرة إيران على مقاومة مختلف الضغوط الخارجية أصبحت أكبر مما مضى بفضل صمود وتماسك الشعب الإيراني.

في الأثناء، أكدت وزارة الخارجية الإيرانية أن سياسات إيران تقوم على أسس حسن الجوار، وعدم التدخل في شؤون دول المنطقة، وقال المتحدث باسم الوزارة عباس موسوي: “لطالما تابعنا هذه السياسة مع الدول الست الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي، وأبلغناهم بأساليب عديدة أننا مستعدون للتعايش السلمي معهم”، وأضاف: “هناك بعض الدول الجارة معنا التي لا تحمل هذه الرؤية، وتشعر أن بقاءها قائم على إقصاء الآخرين”، مبيناً أن هكذا مواقف، والأسوأ من ذلك التعويل على الخارج، واستجداء دعم الأجانب من أجل توفير الأمن يشكل واحدة من الآفات التي تعرضت لها المنطقة.

يأتي ذلك فيما جدّد نائب وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، في حديث لتلفزيون “سي جي تي إن” الصيني، التأكيد على رفض بلاده إجراء محادثات مع الولايات المتحدة، وقال: “إن طهران ليست مستعدة للتفاوض مع واشنطن على أي مستوى لأن أمريكا بانسحابها من الاتفاق النووي جعلت التفاوض معها تجربة سيئة وغير ناجحة”، موضحاً أن إيران لن تتفاوض أبداً تحت الضغط لأن التفاوض تحت الضغط يمثّل استسلاماً، وبيّن أن إيران تريد الحفاظ على هذا الاتفاق، ولا تسعى إلى إنهائه، مشيراً إلى أن تخفيض إيران التزاماتها في إطار الاتفاق النووي كان رداً على الإجراءات الأمريكية.

ولفت عراقجي إلى أن الحظر الأمريكي على إيران خلق صعوبات لها إلا أنه خلق أيضاً فرصاً، فبعد 18 شهراً من إعادة فرضه استطاعت تأسيس اقتصاد أكثر استقراراً، والتعافي من الصدمة الأولية من خلال التجارة المستمرة مع الشركاء والتخطيط لاقتصاد لا يعتمد على النفط.

ونوّه عراقجي بالدور الروسي والصيني في المنطقة، لافتاً إلى أن البلدين لهما روابط تاريخية مع بعض دول الشرق الأوسط، كما يلعبان دوراً بنّاء في حل المشكلات.