الرئيس الأسد يلتقي وفداً من المشاركين في الاحتفالية المركزية لاتحاد الكتّاب العرب: الاستثمار في المشاريع الثقافية هو الاستثمار الأكثر ربحاً لأنه يبني الإنسان المنتمي والمتسلح بالمعرفة إيجاد خطاب نقدي وآليات ثقافية وحوارية خلّاقة وقادرة على مواجهة حرب المفاهيم
استقبل السيد الرئيس بشار الأسد، أمس، وفداً من المشاركين في الاحتفالية المركزية لاتحاد الكتّاب العرب بمناسبة الذكرى الخمسين لتأسيسه.
وتناول اللقاء الواقع الفكري والثقافي الذي تعيشه سورية، والتحديات التي تواجهها في ظل الحرب الثقافية، التي تشكّل أحد أخطر مستويات وأشكال الحرب الإرهابية عليها.
وأشار الرئيس الأسد إلى أهمية دور المثقف في التقييم والتحليل العلمي والمنهجي لمنظومة القيم والمفاهيم والعادات والتقاليد المنتشرة في المجتمع، وفرز ما هو مفيد لحمايته وصونه وتكريسه، وما هو سيئ للإضاءة عليه وتغييره، عبر التفاعل الواعي مع ثقافة الحداثة والتطوّر التقني في العالم.
وشدّد الرئيس الأسد على أهمية حضور المثقفين على جبهة المفاهيم والمصطلحات التي يراد تكريسها من الخارج خدمة لمشاريع ليست في صالح الوطن، وضرورة إيجاد خطاب نقدي وآليات ثقافية وحوارية خلّاقة، وقادرة على مواجهة حرب المفاهيم، وحالة الشد والجذب التي تحصل، ويراد منها تكريس وعي عام، عنوانه الانقسام والتنافر والتناحر والانفصام عن الذات وعن المجتمع بديلاً عن التنوّع والغنى الثقافي في سورية.
وأكد الرئيس الأسد على إيلاء اللغة العربية كل اهتمام بوصفها الحامل الأهم للفكر والثقافة الملتزمة قضايا وطنها ومجتمعها، وأساس الهوية العربية الجامعة بمعناها الحضاري الشامل، والمعبّر عن التنوّع والغنى في المجتمع.
واعتبر الرئيس الأسد أن الاستثمار في المشاريع الثقافية هو الاستثمار الأكثر ربحاً، لأنه يبني الإنسان المنتمي والمتسلّح بالمعرفة، ويحصّنه، ويؤهّله ليكون قادراً على تنمية ذاته ومجتمعه ووطنه.
بدورهم أكد المثقفون العرب والسوريون، المشاركون في الاحتفالية المركزية لاتحاد الكتّاب العرب، الذين حضروا اللقاء، حرصهم على أن تكون كلمتهم وصوتهم عند مستوى التحديات والتضحيات التي بذلت في سورية، مشدّدين على ضرورة الانطلاق بآليات ثقافية قادرة على التأثير، والتفاعل مع روح العصر، لنقل الكلمة الحرة، والثقافة الملتزمة وإحيائها جيلاً بعد جيل.
والأحد، أقيمت في مكتبة الأسد الوطنية الاحتفالية المركزية لاتحاد الكتّاب العرب، بمشاركة واسعة من أدباء سوريين وعرب وأجانب.