تقرير غربي: تعاون وثيق بين “الخوذ البيضاء” والتنظيمات الإرهابية المتطرّفة 9 شهداء بينهم أطفال في تفجيرين إرهابيين استهدفا مبروكة وتل أبيض
استشهد خمسة مدنيين، وأصيب 15 آخرون بجروح، جراء انفجار عربة مفخخة في بلدة مبروكة بريف منطقة رأس العين بالحسكة، التي تنتشر فيها قوات الاحتلال التركي ومرتزقته من الإرهابيين، فيما استشهد 4 مدنيين، بينهم طفلان، وأصيب 4 آخرون، جراء انفجار لغم بسيارة في مدينة تل أبيض بريف الرقة الشمالي.
وأكدت مصادر أهلية أن “عربة مفخخة انفجرت، أمس، بجانب مطعم شعبي في بلدة مبروكة بريف رأس العين الغربي أدت إلى استشهاد 5 مدنيين وإصابة 15 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة”، وتسبب الانفجار أيضاً في وقوع دمار كبير في المطعم، وأضرار كبيرة في المنازل المحيطة، واحتراق عدد من السيارات.
وشهدت مدينة رأس العين وعدد من القرى المحيطة بها، الواقعة تحت سيطرة قوات الاحتلال التركي ومرتزقته من التنظيمات الإرهابية بريف الحسكة الشمالي الغربي، خلال الأسابيع الماضية، انفجار العديد من السيارات والدراجات المفخخة، أسفرت عن استشهاد وجرح العشرات في صفوف المدنيين، كان آخرها في الخامس من الشهر الجاري، حيث استشهد مدنيان وأصيب 6 آخرون بجروح نتيجة انفجار سيارتين مفخختين في مدينة رأس العين.
إلى ذلك أفادت مصادر محلية بأن لغماً انفجر بسيارة بالقرب من البوابة الحدودية في مدينة تل أبيض بريف الرقة الشمالي، ما تسبب باستشهاد 4 مدنيين، بينهم طفلان، وإصابة 4 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة.
وتسود حالة من انعدام الأمن والاستقرار في المناطق التي تنتشر فيها التنظيمات الإرهابية المدعومة من قوات الاحتلال التركي، حيث تتواصل أعمال السرقة والنهب للممتلكات والقتل والخطف والابتزاز التي يقوم بها الإرهابيون، وتدمير منازل الأهالي والاستيلاء على أخرى وإسكان عائلات الإرهابيين فيها.
يأتي ذلك فيما كشفت الصحفية والباحثة البريطانية فانيسا بيلي حقائق جديدة حول إرهابيي منظمة “الخوذ البيضاء”، التي سوّق لها الإعلام الغربي على أنها منظمة إنسانية، وقدّمتها بعد دراسات وثّقت ارتباط هذه المنظمة بالمجموعات الإرهابية في سورية، وبتمويل بريطاني.
الصحفية بيلي، وبعد جمعها معلومات موثّقة، حول دور المنظمة الإرهابية في الحرب على سورية، أكدت في لقاء أجراه معها الكاتب الكندي مارك تاليانو نشره موقع “غلوبال ريسيرش” أن هذا التنظيم هو أداة دعائية تدعم الأطماع والمخططات الاستعمارية للدول الغربية، وتؤيد جرائم الإرهابيين في سورية، مستشهدة بما سجّلته من حقائق ووقائع حول التعاون الوثيق بين المنظمة وتنظيمات إرهابية متطرفة أخرى مثل “جبهة النصرة” و”حركة نور الدين الزنكي” في شرق حلب وأماكن أخرى.
بيلي أشارت إلى أن الحكومات الغربية التابعة للولايات المتحدة هي التي أسست منظمة “الخوذ البيضاء”، والتي هي أساساً جزء لا يتجزأ من استراتيجية الحرب الهمجية التي يتم اتباعها بشكل دائم، إلى جانب أجندة السياسة الخارجية، لما يسمى “التحالف الأمريكي”، حيث تعتمد على تشويه سمعة الحكومات المستهدفة من أجل تبرير تدخل عسكري مباشر أو بالوكالة أو باللجوء إلى الإرهاب الاقتصادي تحت ستار العقوبات.
الصحفية البريطانية أوضحت أن انتصار سورية على الإرهاب العالمي سوف يصب في مصلحة العالم، ويضمن مستقبلاً آمناً للإنسانية جمعاء، وسورية بذلك تحمي مواطني دول الاتحاد الاوروبي وبريطانيا والولايات المتحدة من المواجهة الحتمية مع تلك المجموعات الإرهابية وإمكانية تدفقهم إلى بلدانهم، وأن هذا الانتصار سيسجل أن التاريخ تكتبه الدول التي تمّ استهدافها، وسيفضح الهيمنة المدمرة للولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة والعالم، وبيّنت أن استراتيجية الحرب الهجينة للقوى العالمية كشفتها انتصارات سورية العسكرية ضد الغزو الوكيل الممول بشكل كبير من قبل تحالف واشنطن المزعوم، الذي يضم تركيا و”إسرائيل”، مضيفة: “نحن كصحفيين ونشطاء من خلال دفاعنا عن سورية ندافع بفعالية عن القانون الدولي الذي تنتهكه دولنا المارقة، ونتضامن مع المقاومة غير المسبوقة ضد الإرهاب العالمي.. ندافع عن حق السوريين في تقرير مستقبلهم دون أي تدخل أجنبي”.
وفي ردها على سؤال حول سبب محاولات منعها من التعبير عن رأيها خلال عدة ندوات عقدتها في كندا، أوضحت بيلي أن الكثير من وسائل الإعلام ومراكز الأبحاث ووكالات الأمم المتحدة تحاول منعها من الحديث لأن وجهة نظرها ورأي الشعب السوري تكشف فبركات العدوان الإجرامي الذي شنه التحالف الأمريكي ضد سورية لمدة تسع سنوات وتدحضها.
بالتوازي، وجه الادعاء العام البرتغالي تهم الإرهاب لثمانية أشخاص لارتباطهم بتنظيم داعش الإرهابي والقتال ضمن صفوفه في سورية، وقال ممثلو الادعاء في بيان: إن الأشخاص الثمانية انضموا إلى تنظيم “داعش” الإرهابي وتوجهوا إلى سورية مع زوجاتهم وأطفالهم، ووجهت إليهم تهم الانضمام إلى منظمة إرهابية ودعمها وتجنيد أشخاص في صفوفها، وأضاف البيان: يشتبه بضلوع هؤلاء الأشخاص بخطف الصحفي البريطاني جون كانتلي والمصور الهولندي جيرون اورليمنز عام2012.
وتم فتح القضية عام 2013 بعد أن تلقت السلطات البرتغالية معلومات حول عمليات الاختطاف من السلطات البريطانية وتمت مراقبة أولئك الأشخاص وتحركاتهم منذ ذلك الحين.
وأشار البيان إلى أن اثنين من هؤلاء الأشخاص في البرتغال وتمّ استجوابهما، فيما لا يزال الستة الآخرون متوارين عن الأنظار.
سياسياً، أكد المبعوث الصيني الخاص إلى سورية شيه شياو يان أنه بإمكان الصين وروسيا أن تقوما معاً بدور لإيجاد حل سريع ودائم للأزمة في سورية، وقال للصحفيين في موسكو: “إنني حالياً في موسكو للمرة الثانية خلال العام الجاري من أجل مواصلة اتصالاتي ومشاوراتي والتنسيق مع الجانب الروسي”، مضيفاً: “بمقدورنا معاً لعب دور في محاولة إيجاد حل دائم في سورية بأسرع وقت ممكن”.
وجدّد شيه في آب الماضي الدعوة إلى بذل المزيد من الجهود لإحراز تقدّم في العملية السياسية لحل الأزمة في سورية، بالتوازي مع مواصلة عملية مكافحة الإرهاب فيها.
وفي طهران، شدّد سكرتير مجلس الأمن الروسي، نيكولاي باتروشيف، على ضرورة مواصلة المبادرات السياسية في إطار عملية أستانا لحل الأزمة في سورية ومنع عودة الإرهاب من جديد، وقال، خلال لقائه أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني على هامش مؤتمر الأمن الإقليمي المنعقد في طهران، “إن التعاون بين جميع الأطراف ضروري لأجل إحلال الأمن والاستقرار في سورية”.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين جدّد التأكيد على ضرورة الاستمرار بمكافحة الإرهاب في سورية، ومواصلة الحوار لإيجاد حل سياسي للأزمة فيها.
جاء ذلك خلال اتصال هاتفي أجراه بوتين مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون.
ولفت بيان صدر عن الكرملين إلى أنه جرى خلال الاتصال بحث الأوضاع في سورية، وسير تطبيق الاتفاقات الروسية التركية الخاصة بشمال شرق البلاد ومنطقة إدلب.
يذكر أن الرئيس الروسي أكد في اتصال هاتفي في الحادي عشر من الشهر الجاري مع رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان ضرورة التنفيذ الكامل للتفاهمات الروسية التركية بشأن مكافحة الإرهاب في إدلب وشمال شرق سورية.