صحيفة البعثمحليات

صرف “الرصافة” الصحي.. يهدد ينابيع البيضا ومصياف

حماة – منير الأحمد

يتطلع أهالي بلدة البيضا في منطقة مصياف المشهورة بطبيعتها الخلابة والمميزة بشلالاتها وينابيع مياهها العذبة إلى إيجاد حل عاجل لمشروع الصرف الصحي الذي تعتزم بلدة الرصافة تنفيذه بعد وضع دراسة لتصريف مياه الصرف الصحي في نهر بلدة البيضا، والذي يعتمد عليه الأهالي كمصدر مهم لري المحاصيل الزراعية التي تمتد الأراضي المزروعة فيها على مساحة 70 دونماً.

وأبدى أهالي قرية البيضا تخوفهم من تنفيذ هذا المشروع الذي لا تقتصر أضراره على قرية البيضا فقط وإنما على مدينة مصياف كونه توجد قناة لجر المياه من نهر البيضا تصل حتى قلعة مدينة مصياف، وهذا الأمر له أخطاره بأن تتسرب مياه الصرف الصحي من الحفر الفنية وتلوث ينابيع نهر البيضا، وبالتالي تلوث المنطقة بأكملها، فضلاً عن انتشار الروائح الكريهة بسبب التسريبات الناتجة عن الحفر الفنية، لافتين إلى أن هذه الحفر الفنية مهما كانت نسبة تنفيذها فهي لا يمكن أن تتحمل كمية الهطل المطري الغزير الذي تتميز به منطقة مصياف، وبالتالي تتسرب المياه الملوثة منها إلى مصادر مياه الشرب والري.

وتساءل رئيس مجلس قرية البيضا فرزت حداد عن التعديلات التي طرحت على المشروع، ولاسيما أن العديد من الجهات المعنية في المحافظة طرحت الموضوع عدة مرات وخلصت إلى نتيجة وهي بتنفيذ مشروع صرف صحي يصل بين قريتي الرصافة والبيضا على الطريق الرئيسي بطول 3800متر وبقيمة تقديرية تبلغ 145 مليون ليرة وربطه بالمحور الإقليمي للصرف الصرف لقرية البيضا ما يجنب المنطقة أي تلوث، وقد تم تشكيل لجنة مختصة من مديرية الخدمات الفنية والمحافظة والصرف الصحي وقريتي البيضا والرصافة، وقد لاقى هذا المشروع القبول لدى جميع الأطراف، مبيّناً أن أهالي قرية البيضا أبدوا موافقتهم على أن تمر خطوط مشروع الصرف الصحي بطول 3800 متر عبر أراضيهم ودون أي مقابل وبعيداً عن مجرى نهر البيضا حتى لا يتم تلويث النهر الذي يعد مقصداً للعديد من الأهالي وممارسة رياضة السباحة صيفاً ومنتزهاً شعبياً للتمتع بجمال الطبيعة من حوله، إلا أننا تفاجأنا بمقترح جديد لشركة الصرف الصحي بحماة، وهي تنفيذ حفر فنية في قرية الرصافة بدلاً من المشروع السابق، وهذا الأمر دعانا للاعتراض عليه، وكذلك الأمر بالنسبة لأهالي قرية الرصافة كونه سيكون سبباً في تلوث مصادر الينابيع ومياه الشرب في المنطقة مطالباً الجهات المعنية بسرعة التحرك قبل وقوع الكارثة، خاصة أن نهر البيضا يبلغ طوله 8 كم بدءاً من ينابيعه في قرية الرصافة ومجراه الذي يمتد حتى قرية السويدة وكافة الأراضي الزراعية من حوله تروى منه، أضف إلى ذلك وجود 4 طواحين مائية أثرية.

واستغرب مختار قرية البيضا طارق عيسى الآلية التي تم وضع مشروع الصرف الصحي عليها، ولاسيما أن المنطقة تتميز بأنها منطقة سياحية وتشهد خلال فترة الصيف أعداداً كبيرة من الزوار يصل عددهم إلى 10 آلاف، فالبيضا كما هو معروف منطقة سياحية وزراعية تشتهر بطبيعتها الخلابة وتميزها بشلالات البيضا وينابيع المياه العذبة والمنتزهات التي تتواجد على أطرافها والتي أصبح مقصداً للسياحة الداخلية.

من جانبهم دعا أهالي قرية الرصافة إلى العدول عن المقترح الذي تقدمت به شركة الصرف الصحي بحماة وتخوفهم من طفح مياه الصرف الصحي من الحفر الفنية، خاصة خلال فصل الشتاء، فلا يمكن أن تتحمل هذه الحفر غزارة مياه الأمطار التي تصل كما هي العادة في فصل الشتاء إلى أكثر من 2000مم، وهذا له منعكسات خطيرة على المنطقة كونها منطقة جبلية وهي خزان للمياه الجوفية والينابيع، كما أن بلدية الرصافة لا توجد لديها أي معدات وآليات لشفط مياه الصرف الصحي، وبالتالي يستحيل تنفيذ هذا المشروع مناشدين الجهات المُختصة ومحافظ حماة بالتدخل العاجل وتنفيذ المشروع السابق الذي اقترحت تنفيذه لجنة مختصة من مديرية الخدمات الفنية والمحافظة والصرف الصحي وقريتي البيضا والرصافة وأن تكون هناك خطوط الصرف الصحي تربط بين القريتين بالمحور الإقليمي.

ويبقى أمل أهالي بلدة البيضا بأن تنظر الجهات المعنية بطلبهم وتعديل مكان تنفيذ المشروع لتبقى البلدة بمتنزهاتها وشلالاتها مقصداً للسياحة الداخلية لأهالي المنطقة.