لبنان.. استمرار المشاورات لتسمية رئيس الحكومة
استمرت المشاورات في لبنان، قبل ساعات من بدء الاستشارات النيابية لتكليف رئيسٍ لتأليف الحكومة العتيدة، بالتوازي مع استمرار الاحتجاجات في الشوارع للمطالبة بتشكيل حكومة جديدة تنقذ لبنان من مشكلاته الاقتصادية، وأشارت مصادر إلى أن الساعات المقبلة قد تحمل، حسب بعض الأوساط، محاولة لترميم العلاقة بين رئيس حكومة تصريف الأعمال والرئاسة اللبنانية، بعد التباعد بينهما، عقب تأجيل الاستشارات، والبيانات التي صدرت عن تيار المستقبل والتيار الوطني الحر.
وستعلن كتل برلمانية موقفها من الاستشارات، ولاسيما أن عدداً منها أبقى خياراته طيّ الكتمان، حسب المصادر ذاتها، والتي أضافت: إن دولة خارجية كبرى رشّحت نواف سلام، ويجب دعمه، لكنها قالت في الوقت نفسه: إن نواف سلام سيكون بنظر ما يعرف بقوى الثامن من آذار، ولاسيما أنصار المقاومة، مرشح مواجهة، ولفتت إلى أن “القوى المؤيّدة للمقاومة في لبنان بشكلٍ عام ستتعامل مع سلام باعتباره مرشحاً أميركياً للمواجهة”.
وفي السياق، أكد النائب فؤاد مخزومي أنه لا يرشّح الحريري لرئاسة الحكومة العتيدة، إذ إن المنظومة المتبعة منذ تسعينيات القرن الماضي أوصلت إلى الخراب وفق تعبيره، ودعا إلى السير باسم نواف سلام، معبّراً عن تخوّفه من تأجيل الاستشارات النيابية، وقال: “أنا لست مرشحاً، لكن عندي مشروعاً اقتصادياً إنقاذياً، ومن سيتبنّاه سوف أكون إلى جانبه، سواء كنت في الحكومة أم خارجها”.
من جهته، دعا رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري الأجهزة الأمنية إلى ملاحقة مثيري الفتنة، مُحذِّراً من المندسين الذين يتلاعبون بمصير البلاد.
النائب علي بزي نقل عن بري تشديده على أن الاستشارات النيابية مكانها في المؤسسات الدستورية، وليس في تأجيج الصراعات وتفخيخ الساحات.
دولياً، عبّرت الأمم المتحدة عن قلقها من تأخّر الحل السياسي في لبنان، وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك: ينبغي على اللبنانيين أنفسهم أن يقرّروا الحل، فيما قال وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية جبران باسيل: “نحن ندفع ثمن عدم تأييد توجهات داعمي مبدأ الاندماج وصولاً إلى التوطين”.
كلمة باسيل جاءت خلال المنتدى الدولي الأول للاجئين في جنيف، وأكد فيها أن ما حصل دليل على تدمير بلد وتهجير شعب بسبب إرغامه على وصفات سياسية معلّبة لم يكن معدّاً لها.
في غضون ذلك، تواصلت الاعتصامات والاحتجاجات في عدد من المناطق اللبنانية للمطالبة بالإسراع بتشكيل الحكومة الجديدة وتحسين الوضع المعيشي ومحاسبة الفاسدين، وذكرت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام أنه في بيروت اقتحم محتجون مبنى التفتيش المركزي، وطالبوا بالعمل على كشف الفاسدين ومحاسبتهم.
وفي طرابلس أغلق المحتجون أوتوستراد البداوي بالاتجاهين، بينما تعمل وحدات من الجيش اللبناني على فتح الطرق المغلقة.
واعتصم محتجون في مدينة حلبا بمحافظة عكار شمال لبنان أمام الدوائر والمؤسسات الرسمية مردّدين الهتافات المطالبة بمكافحة الفساد.
وكانت صيدا والنبطية وكفرمان وطرابلس شهدت ليل أمس الأول اعتصامات ومظاهرات احتجاجية.
في الأثناء، أوقف الجيش اللبناني عدداً من الأشخاص الذين قاموا بتخريب الممتلكات العامة في طرابلس، وأشارت قيادة الجيش اللبناني في بيان لها إلى أن وحدة من مديرية المخابرات داهمت أماكن أشخاص قاموا بأعمال تخريب في مدينة طرابلس، وأوقفت أربعة منهم مع الدراجات التي استعملوها في أعمال التخريب، ولفت البيان إلى أنه تم أيضاً توقيف أربعة أشخاص في طرابلس لحيازتهم أسلحة ومخدرات وقيامهم بإطلاق النار باتجاه مواطنين، مبيّناً أنه تم البدء بالتحقيق مع الموقوفين بإشراف القضاء المختص.