مشروعات مشتركة وتحالفات استراتيجية مع شركات ونقابات “البناء والتعمير” ..آليات هدم عملاقة قادمة وترحيل وإعادة تدوير
دمشق – كنانة علي
تشكل مرحلة الإعمار تحدياً كبيراً لكل القطاعات، ما يتطلب تعزيز القدرات وتنمية المهارات وإدخال تقنيات واختصاصات جديدة في عمليات البناء والتشييد، وانطلاقاً من أهمية وصعوبة المرحلة ومن التوجيهات بأن إعادة البناء والإعمار ستكون بأيدي وطنية، تقوم الشركة العامة للبناء والتعمير بالاستعداد للمرحلة من خلال تطوير عملها على عدة محاور منها، ما يتعلق بتحديث وتطوير آلياتها ومعداتها الهندسية كماً ونوعاً، عبر رفد أسطولها بمعدات جديدة، وكان آخرها تأمين ثلاث مضخات حديثة بتمويل ذاتي واحدة على ارتفاع 65م واثنتان على ارتفاع 46م، بالإضافة إلى عدد من الجبالات والبواكر والقلابات والتركسات وتأمين آلة قص ولحام cnc حديثة ومتطورة صينية الصنع لفرع الإنشاء السريع، بالتوازي مع صيانة الآلات القديمة وإعادة تأهيلها، لأن العمل الآلي يشكل نسبة مهمة في تطوير عمل الشركة، ومنها ما يتعلق باستخدام أساليب وتقنيات حديثة في عمليات البناء.
وحسب مدير الشركة المهندس عامر هلال فإن من أهم توجهات المرحلة المقبلة مواكبة التوجهات بضرورة تحضير لمرحلة إعادة الإعمار والبناء وإيجاد طرق سريعة ومباشرة بوسائط وتكنولوجيا البناء الحديث، حيث قامت الشركة بالتواصل مع بعض الشركات العالمية في الدول الصديقة (آخرها إيران ضمن زيارة وفد الوزارة) للتعاون في مجالات عديدة منها (التشييد– تقنيات الصناعات المعدنية– التجهيزات الميكانيكية والكهربائية للمشافي والجامعات والمباني العامة) للاستفادة من الخبرات المتوفرة لديهم، وتأمين متطلبات العمل للقطاعات التي اعتمدتها الشركة للعمل والاطلاع على أحدث تقنيات البناء والتشييد السريع، حيث كان من أهم أولويات المرحلة القادمة تطوير آلية عمل الشركة لزيادة كفاءتها من خلال الأبحاث والتطوير والتصنيع لقوالب العناصر الإنشائية والبحث والتواصل مع الشركات العالمية في الدول الصديقة بهدف استيراد وتوطين تكنولوجيا الإنشاء السريع والانتقال لمرحلة صناعة البناء وتطوير عمل فرع الإنشاء والانتقال إلى مرحلة العمل الآلي بنسبة عالية.
ويبدو اهتمام هلال واضحاً لجهة تطوير خبرات الشركة في مواضيع التدعيم والصيانة من خلال التعاون مع الجامعات والشركات المتخصصة، بالإضافة إلى تطوير المراكز الإنتاجية باتجاه أعمال متنوعة وبمواصفات عالمية حديثة وتقنيات متطورة تؤمن حاجة السوق، خاصة لجهة إعادة الإعمار والبناء وتطوير الآليات والمعدات وتجهيزاتها، من خلال زيادة الخطة الاستثمارية وتأمين آليات حديثة ومتطورة تلبّي متطلبات المرحلة القادمة تشمل آليات هدم عملاقة والترحيل وإعادة تدوير نواتج الهدم والعمل على إقامة مشروعات مشتركة وإقامة تحالفات استراتيجية مع شركات أخرى عامة وخاصة أو نقابات من خلال تقاسم الموارد والمهارات والأسواق والتعاون في الأبحاث والنتاج والتسويق للحصول على الحصة السوقية التي تستحقها الشركة وزيادة رقعة السوق.
يؤكد مدير الشركة أن الأخيرة عانت كغيرها من الشركات الإنشائية العامة من سرقة آليات تابعة لها وتعرض بعضها للتخريب والوزارة تعمل حالياً على إعادة بناء جميع الشركات الإنشائية التابعة لها، ودعمها مالياً ولوجستياً بتأمين الخطط الاستثمارية اللازمة لتنفيذ خططها، حيث تم إصلاح جزء من الآليات الهندسية من خلال مؤازرة الوزارة بالخطط الإسعافية، وتأمين آليات جديدة مؤخراً، وهناك عقد موقع مع إحدى الشركات الروسية تتضمّن جبالات وقلابات وتركسات ومجابل بيتونية، كما خصصت الشركة في العام 2019 بمبلغ حوالي 721 مليون ليرة كخطة استثمارية لتأمين آليات ومعدات حديثة تساهم في تحقيق الخطة الإنتاجية وتأمين متطلباتها المستقبلية ضمن التحضير للمرحلة المقبلة.
ومع معاناة الشركات الإنشائية من تسرب العمالة وقلة الموارد يقر هلال بأن معظم الفروع تأثرت بالظروف وبالحصار الاقتصادي وانعكس ذلك على مجمل نشاط الشركة وسير العملية الإنتاجية فيها تنفيذاً وتخطيطاً وتجلى ذلك في تأثر مستلزمات الإنتاج وارتفاع الأسعار عن قيمها العقدية بسبب ارتفاع أسعار المواد بشكل عام نتيجة الظروف وعدم استقرار سعر القطع الأجنبي الذي انعكس على تأمين المواد، ما أدى إلى عدم مقدرة العارضين والموردين على تقديم موادهم وخدماتهم وانعكاس ذلك على السيولة النقدية في الشركة وعدم إمكانية تأمين كافة التجهيزات المطلوبة والمدرجة بالخطة نتيجة العقوبات، ولكن الشركة وبجهود كبيرة استطاعت على تنفيذ الخطة الإنتاجية المقررة لها وتذليل بعض الصعوبات باستمرار تعزيز الثقة مع كافة الجهات من خلال تنفيذ المشاريع، بأفضل الشروط والمواصفات الفنية المطلوبة وتسديد التزاماتها مع الموردين وتلافي ما أمكن من نقص في الكوادر البشرية من خلال زيادة ساعات العمل وتحدي الظروف الصعبة وزيادة الثقة بالشركة ونمو أعمالها من خلال إدارات ديناميكية فعالة ومؤثرة تسعى إلى التحسن المستمر تلبي احتياجات وتوقعات الزبائن وتطوير خبرات الشركة في مواضيع التدعيم والصيانة من خلال التعاون مع الجامعات والشركات المتخصصة والتعاون مع القطاع الخاص كشريك وطني يساهم في العملية الإنتاجية ومن خلال استخدام وحدات الإنتاج، وذلك ضمن النسب المسموحة في بلاغات رئاسة مجلس الوزراء والمحددة بنسبة 15 % لاستخدام اليد العاملة و20% لاستئجار الآليات وعرضها على مجلس إدارة الشركة وعلى الرغم من الظروف، إلا أنه تم تسديد الرواتب لكافة العاملين وفي مواعيدها المحددة من العائد المالي للكشوف المالية للأعمال التي تقوم الشركة بتنفيذها للجهات العامة.
ويضيف هلال أن الشركة تمتلك من نقاط القوة ما يؤهلها لتنفيذ المشاريع الهامة والحيوية والاستراتيجية، حيث يوجد ما يقارب 7000 عامل مهندس وفني وإداري وقوى عاملة ومهنية وعدد لا بأس فيه من الآليات الهندسية والإنتاجية، إضافة إلى الآليات الجديدة التي تم شراؤها من خلال الخطط الاستثمارية المرصودة لها، بالإضافة إلى الآليات المقدمة من الوزارة ووجود معمل مسبق الصنع في فرع دمشق بطاقة إنتاجية 48000 متر مربع سنوياً تم تخريبه بدخول العصابات الإرهابية، ولكن تمت إعادة تأهيله ليعود إلى الخدمة مجدداً ويكون مساهماً أساسياً في الإنتاج وإعادة الإعمار.
ويعوّل مدير الشركة على جبهات عمل يتم تنفيذها تعود بمجملها إلى القطاع العام ضمن خطة العام الحالي تقدر 32 مليار ليرة، وهي غير كافية بالقياس بالإمكانيات والقدرات الفنية والبشرية الموجودة في الشركة تشمل الأبنية السكنية والسكن الشبابي في محافظات دمشق وريف دمشق والسويداء وطرطوس واللاذقية وحمص وحماة وأبنية تعليم في جامعة تشرين باللاذقية ومدارس حكومية في مختلف المحافظات ومشافي حكومية في السويداء مشفى شهبا ثم تسليمه مؤخراً بمواصفات عالية ومشفى خزنة والعيادات الشاملة في طرطوس وإعادة تأهيل مشفى ابن الوليد في حمص ومباني حكومية لوزارة المالية في طرطوس وقصر العدل في السويداء ومبنى التأمينات الاجتماعية والخدمات الفنية والاتصالات باللاذقية ومحطات المعالجة كفر ريساس في السويداء والقليعة في الدلبة في طرطوس والتفريعة السككية الحديدة في حمص والمنطقة الصناعية في الشيخ نجار بحلب والمنطقة الصناعية في الدريكيش والحرفية في الحفة باللاذقية، ومساهمة الشركة في ترحيل الأنقاض في المناطق المحررة في ريف دمشق ودرعا وتنفيذ العديد من التشييدات الهامة والاستراتيجية على كامل مساحة البلد.