اسكتلندا.. استفتاء جديد على الاستقلال يلوح في الأفق
في خطابها التقليدي بعد الانتخابات التي حقق فيها حزب المحافظين بقيادة جونسون أكبر انتصار له منذ ثلاثة عقود، أكدت الملكة إليزابيث أن الحكومة تعتزم تمرير مشروع قانون يقضي بتشديد عقوبة المدانين بالإرهاب، كي يقبع الإرهابيون الأكثر خطورة وراء القضبان لمدة لا تقل عن 14 عاماً.
ويستثني هذا القانون إمكانية الإفراج المبكر عن هؤلاء، ويمنع أيضاً الإفراج المبكر عن المدانين في قضايا الإرهاب الذين يعدون أقل خطورة قبل قضائهم ثلثي فترة عقوبتهم.
ويأتي هذا الحراك رداً على هجوم جسر لندن، الذي نفّذه متطرف سبق أن أفرج عنه من السجن بشروط.
وتتزايد المخاوف الدولية من التهديدات التي يشكّلها إرهابيو “داعش” في حال عودتهم إلى بلادهم، التي قامت بتصديرهم إلى سورية، وتقديم كل أشكال الدعم لهم.
ووضعت إليزابيث الخطوط العريضة لبرنامج جونسون، مؤكدة أن “الأولوية الرئيسية هي خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في 31 كانون الثاني، ثم التفاوض على اتفاق للتجارة الحرة مع الاتحاد وغيره من الاقتصادات العالمية الرائدة”، وأضافت، خلال الاحتفال بمناسبة بدء الدورة البرلمانية الجديدة: “سيسعى الوزراء بعد ذلك إلى إقامة علاقة مستقبلية مع الاتحاد الأوروبي بناء على اتفاقية تجارة حرة تعود بالنفع على المملكة المتحدة بأكملها، وسيبدؤون أيضاً مفاوضات تجارية مع الاقتصادات العالمية الرائدة الأخرى”.
وقالت الحكومة البريطانية في مذكرة موجزة صاحبت جدول أعمالها التشريعي: “طموحنا أن يكون 80 بالمئة من إجمالي التجارة الخارجية للمملكة المتحدة مشمولاً باتفاقات تجارة حرة بحلول 2022”.
وأعلنت المملكة المتحدة بالفعل أنها ستجري مفاوضات بشأن اتفاقات تجارة حرة مع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ونيوزيلندا وأستراليا واليابان.
وتعهّد رئيس وزراء بريطانيا بعد فوزه بالانتخابات بإنجاز الخروج من الاتحاد الأوروبي بأسرع ما يمكن.
إلى ذلك كشفت رئيسة وزراء اسكتلندا نيكولا ستورجن عن خطط لإجراء استفتاء جديد على الاستقلال عن بريطانيا، مؤكدة وجود سبب دستوري وديمقراطي الآن لإجراء هذا الاستفتاء.
وكان الحزب الوطني الاسكتلندي حقق فوزاً ساحقاً بالانتخابات البريطانية الأسبوع الماضي بحصوله على 47 من 59 مقعداً، ونحو نصف الأصوات.
وقالت ستورجن في مؤتمر صحفي: “إن تلك النتيجة وحصول الحزب على نتائج مماثلة في الانتخابات السابقة خلال أعوام 2015 و2017 يجعل من إجراء استفتاء جديد أمراً مفروغاً منه”، مضيفة: “اسكتلندا لا تريد حكومة حزب محافظين برئاسة بوريس جونسون تخرجنا من الاتحاد الأوروبي.. هذا هو المستقبل الذي نواجهه إذا لم تتح لنا الفرصة النظر للبديل، وهو الاستقلال عن بريطانيا”، ولفتت إلى أن المستقبل الذي اختاره الاسكتلنديون قبل ثلاث سنوات لم يعد متاحاً لهم بعد الآن، وأردفت: “هذا ليس اتحاداً جديراً باسمه، ولا يتساوى المشاركون فيه”. ورغم حصول حزب المحافظين بزعامة جونسون على أغلبية كبيرة في الانتخابات التي أجريت مؤخراً إلا أنه خسر أكثر من نصف مقاعده في اسكتلندا بعد حملته ضد إجراء استفتاء جديد على الاستقلال.