مباحثات بين “البعث” و”روسيا الموحّدة” لتنفيذ الاتفاقات الموقّعة الهلال: الارتقاء بالعلاقات لتحقيق تطلعات الشعبين الصديقين
دمشق- بسام عمار:
تناولت جلسة المباحثات، التي عقدت أمس في مبنى القيادة المركزية، بين قيادة حزب البعث، برئاسة الأمين العام المساعد الرفيق هلال الهلال، ووفد روسيا الموحّدة برئاسة ديمتري سابلين عضو مجلس الدوما، عضو هيئة الرئاسة في المجلس العام لحزب روسيا الموحّدة، الرئيس المشترك للجنة العمل الخاصة بتنفيذ الاتفاقية بين الحزبين، علاقات التعاون المشترك، والسبل الكفيلة بتطويرها والارتقاء بها مستقبلاً، بما يعود بالفائدة على الحزبين والبلدين الصديقين.
وأعرب الرفيق الهلال عن سعادته وأعضاء القيادة بعقد هذا اللقاء وهذه الزيارة لمقر قيادة الحزب، والذي يمتاز بتاريخه النضالي العريق ومبادئه وأفكاره وبنائه المتميّز لمؤسسات الدولة.
ونوّه الرفيق الهلال بأن أهمية الزيارة تأتي من المكانة الكبيرة لأعضاء الوفد، والموضوعات التي تمّت مناقشتها، وخطط العمل المستقبلية لتطوير العلاقات بين الحزبين، إضافة لكونها تأتي استكمالاً للمناقشات والمباحثات السابقة، والزيارة الأخيرة لوفد القيادة إلى موسكو، والتي كانت مفيدة وناجحة جداً، مشيراً إلى أن الزيارات المتبادلة بين الحزبين بدأت تؤتي ثمارها من خلال النتائج المهمة التي حققتها على مختلف الصعد، وأن توقيع اتفاقية التعاون بين الحزبين أصبحت بعد فترة قصيرة أنموذجاً يُحتذى به في العلاقات بين الأحزاب، والقيادة عندما تريد توقيع أي اتفاقية مع أحزاب أخرى تكون هذه الاتفاقية هي المرجع الأساسي لها.
وأضاف الرفيق الهلال: إننا نتطلع لتطوير علاقات التعاون، وهذا يتم من خلال تبادل الزيارات والوفود الحزبية على مختلف مستوياتها بشكل مستمر، وتبادل الخبرات والتجارب للاستفادة منها، ولاسيما على صعيد الثقافة والإعداد بين مدارس الإعداد المركزية، مؤكداً حرص الرفيق الأمين العام للحزب السيد الرئيس بشار الأسد على تعزيز العلاقات الخارجية لحزب البعث مع الأصدقاء عموماً، ومع حزب روسيا الموحدة خصوصاً، منوّهاً بأن الزيارة تتزامن مع انتخابات حزبية ونقابية تتم الآن على مختلف مستويات المؤسسات الحزبية، والهدف منها تعزيز وتنشيط العمل الحزبي، وتكريس الأسس الديمقراطية، ورفد هذه المؤسسات بدماء جديدة تملك الخبرة والكفاءة، مشيراً إلى أن تجربة الانتخابات في الحزب من التجارب الرائدة والمتقدّمة.
وأكد الرفيق الأمين العام المساعد على أهمية الموضوعات التي ستتناولها اجتماعات اللجنة المشتركة السورية الروسية التي ستعقد قريباً لجهة تطوير العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات، وأن ترتقي هذه العلاقات لتطلعات الشعبين وقيادتي البلدين، لافتاً إلى أن القيادة وجّهت محافظة ريف دمشق لاتخاذ الاستعدادات الخاصة لتوقيع الاتفاقية الخاصة بين المحافظة وريف موسكو، ووجّهت الوزارات المعنية لتقديم كل الدعم والعون للمشاريع الروسية المزمع إقامتها في سورية، مبيناً أن إعادة الإعمار ستكون بالخبرات الوطنية، ومساهمة الأصدقاء الذين وقفوا إلى جانب سورية خلال هذه الحرب، وعلى رأسهم الأصدقاء الروس، منوّهاً بأن الدولة السورية، وبالتوازي مع الحرب على الإرهاب، تقوم بعملية تغيير وتطوير في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والتشريعات وغيرها.
وختم الرفيق الهلال حديثة بتوجيه الشكر والتقدير للشعب الروسي الصديق وقيادته المتمثّلة بالرئيس فلاديمير بوتين للدعم الكبير المقدّم للشعب السوري خلال أعوام الحرب، ولاسيما للتضحيات الكبيرة التي تقدّمها القوات المسلحة الروسية، وكانت ذروتها عندما امتزجت دماء أفرادها مع إخوتهم في الجيش العربي السوري، ليصنعوا ملحمة النصر، والتي سيحتفل بها الشعبان قريباً، مشدّداً على أن علاقات الأخوة بين الشعبين هي اليوم أنموذج يُحتذى به في العلاقات الدولية.
بدوره أعرب سابلين عن سعادته بزيارة مقر القيادة، وبالتطوّر الكبير الذي تشهده العلاقات بين الشعبين بشكل عام، وبين الحزبين بشكل خاص، والتي هي اليوم في أوجها، مشيراً إلى الرغبة بتبادل الخبرات وزيارات الوفود، والاستفادة من تجربة حزب البعث في الانتخابات الحزبية، منوّهاً بأهمية اجتماعات اللجنة المشتركة المقبلة، وما سيصدر عنها من نتائج ستعزز العلاقات بين البلدين، والاتفاقية التي ستوقّع بين ريف موسكو وريف حلب وبعض المحافظات خلال الأشهر القادمة، مشدّداً على أن الدماء المشتركة للجيشين قد صنعت علاقات أخوة تاريخية ونصراً قريباً.
حضر المباحثات الرفاق د. مهدي دخل الله ود. محسن بلال والمهندسة هدى الحمصي، أعضاء القيادة المركزية، ومن حزب روسيا الموحّدة: فاسيلي بروفكو وسيرغي ساخنينكو وروسلان سليمانوف وسيرغي ستوفبون ونيلي كوسكوفا وأوليغ بوبكوف واليكسي فونتيكوف وافجينيا فيليتنوف وماريا متاواج، القياديون في الحزب.
يذكر بأن الوفد الروسي يضم عدداً من مدراء الشركات الصناعية والإنتاجية وشركات المعلوماتية الروسية، وقد عقدوا عدة اجتماعات ولقاءات لبحث العلاقات بين البلدين وسبل تطويرها وتعزيزها.