تأمين المتطلبات الضرورية الفورية لإعادة العملية التعليمية للمناطق المحررة العزب لـ”البعث”: عناية خاصة لـ350 ألف طالب في المنطقة الشمالية الشرقية دراسة إمكانية زيادة التعويض المعيشي.. واستدراك الفجوة بين ذهنية المدرس والكتب المطوّرة
تدرك وزارة التربية حجم المسؤوليات الملقاة على عاتقها مع انتصارات الجيش العربي السوري على أرض الميدان، وتحرير أغلب المناطق من العصابات الإرهابية، حيث يعمل “الجيش التربوي” كخلية نحل على وقع هذه الانتصارات لتأمين المتطلبات الضرورية لإعادة العملية التعليمية إليها فور تحرير أي منطقة، ولاسيما مع تمسك طلابنا بالكتاب والدفتر والقلم متسلحين بإرادة صامدة في وجه الإرهاب والتكفير الظلامي، وتصميمهم على رسم المستقبل المشرق لبناء الوطن.
ومع توسع رقعة الأمن والأمان والوصول إلى تحرير الشمال السوري، لم تتوانَ وزارة التربية عن وضع خطة عاجلة بما يتعلق بالاستجابة لمناهج الوزارة، حيث أوضح وزير التربية عماد موفق العزب أن الوزارة قامت على الفور – بالتعاون مع الجهات المعنية – بترميم المدارس وتأمين المقاعد وتهيئة البنية التحتية، وتأمين الأطر التعليمية من المعلمين والمدرسين والإداريين، ترجمة لسياسة التعليم المجاني والإلزامي، ووصول الخدمة التعليمية للجميع أينما كانوا ومهما كانت الظروف والمعوقات، حيث قامت الوزارة بتأمين الكتب المدرسية والقرطاسية للتلاميذ والمعلمين، وسارعت في ترميم المدارس وتجهيزها في الشمال، وركزت في خطتها على إعطاء أهمية خاصة للغة العربية والتربية الوطنية، ولاسيما في ظل وجود طلاب بحاجة إلى رعاية خاصة وأساليب تعليمية دقيقة.
وكشف وزير التربية في لقاء خاص مع “البعث” عن وجود 350 ألف طالب في المنطقة الشمالية والشرقية بحاجة لرعاية، قسم منهم لا يجيد اللغة العربية، إلا أن المشكلة الكبيرة تتعلق بالقسم الآخر؛ كونه لم يدرس مناهج الوزارة ولا يجيد اللغة العربية لا قراءة ولا كتابة؛ مما جعلنا نستنفر كامل الطاقة والطواقم التربوية من خلال سلسلة اجتماعات وورش لتحديد وحصر عدد الطلاب والشرائح العمرية، مبيناً أنه تم اعتماد مناهج الفئة “ب” لمن فاتهم أكثر من عامين دراسيين، وترميم المدارس وتأمين كم كبير من المدرسين الاختصاصين نظراً لأوضاع الطلاب، إضافة إلى طباعة المناهج المذكورة، وإرسالها بالسرعة الكلية للبدء بالعملية التعليمية.
وبالنسبة لمناطق الفصائل الكردية، نوه وزير التربية باستجابة أهالي الطلاب وإصرارهم على تدريس أبنائهم المناهج الوطنية، والتركيز على اللغة العربية، علماً أن المفارقة كانت عند قادة الفصائل الكردية الذين يسجلون أبناءهم في المدارس الحكومية من مبدأ قناعتهم أن مناهج وزارة التربية هي الضمان الحقيقي لمستقبل أبنائهم، وذلك بعد فشل رهانهم على الدول الداعمة لهم، وخاصة أن المناهج التي كانت تدرس هناك مطبوعة في تركيا، لتؤكد الوقائع حقيقة المؤامرة والخطة الممنهجة لطمس اللغة العربية والتربية الوطنية.
دورات واختبارات
وحول المناهج المطورة واصطدام عقلية المدرس التقليدي مع التطوير ومواكبة التطور المعرفي، لم يخفِ وزير التربية أن الوزارة أسرعت في عملية تطوير المناهج حسب الإعداد والتأهيل والدورات للكوادر التدريسية، مشيراً إلى الإجراءات التي اتخذتها الوزارة لاستدراك وردم الفجوة بين ذهنية المدرس والمناهج المطورة من خلال دورات تدريبية حقيقية للمعلمين والمدرسين المساعدين، والمدرسين الذين يقومون بالتدريس على المناهج المطورة، حيث تم التدريب على المناهج المطورة لصيف العام 2017م الذين سيقومون بتدريس الصفوف (الأول – الرابع – السابع – الأول الثانوي)، وقد تدَّرب /22323/ معلماً ومدرساً مساعداً ومدرساً، أما في صيف 2018م فقد تم تدريب المعلمين والمدرسين المساعدين والمدرسين الذين سيقومون بتدريس الصفوف (الثاني – الخامس – الثامن – الثاني الثانوي)، وقد تم التدريب بشكل اختصاصي، وقد تدَّرب /43490/ معلماً ومدرساً مساعداً ومدرساً في المحافظات كافة.
وخلال صيف العام 2019 وجهت وزارة التربية بأن يكون التدريب لصيف عام 2019 مثمراً وفعالاً، ولفت وزير التربية إلى أن خطة وزارة التربية أدرجت مناهج دراسية مطورة للمرحلة الثالثة للصفوف ( الثالث – السادس – التاسع – الثالث الثانوي)، وتم تدريب المدرسين والمعلمين الذين سيقومون بتدريس هذه المناهج في العام الدراسي 2019/2020 لإكسابهم المهارات والمعارف خلال صيف 2018/2019 بما يتوافق مع المناهج المطورة.
ومن خلال متابعتنا لأداء المعنيين في وزارة التربية يلاحظ تلافي الثغرات المتعلقة بنوعية وطريقة التدريب، حيث يوضح وزير التربية أنه تم إنجاز مرحلة التدريب المركز في الفترة من 1-11/4/2019، واجتاز اختبار الترشيح المركزي /296/ متدرباً خضعوا لمقابلات شفوية، ومن ثَم للتدريب المركزي، وكان عدد الذين اجتازوا الاختبار النهائي للتدريب /272/ مدرباً مركزياً وزعت عليهم شهادات اجتياز للدورة التدريبية المركزية، إضافة إلى أنه تم إنجاز مرحلة التدريب المحلي شبه المركزية في الفترة من 1-9/5/2019 في محافظات (دمشق – حماة- اللاذقية )، حيث اجتاز اختبار الترشيح المحلي الذي نفذ بتاريخ 13/4/2019م /544/ متدرباً خضعوا للتدريب، وكان عدد الذين اجتازوا الاختبار النهائي للتدريب المحلي /535/ مدرباً محلياً، وانطلق التدريب الميداني في 1/7/2019 من خلال عمل مؤسساتي بالتعاون مع المديريات المعنية في الوزارة، من خلال اللجنة العليا للتدريب، وتعتبر مديرية الإعداد والتدريب التربوي نواة هذه اللجنة على خمس فترات تدريبية لمدة /9/ أيام تدريبية فعلية متواصلة في المحافظات كافة، انتهت في 25/8/2019، وبلغ عدد المتدربين /25281/ معلماً ومدرساً.
وأفصح وزير التربية عن دراسة لإحداث مركز وطني للتأهيل والتدريب التربوي؛ وذلك من أجل تدريب الأطر التعليمية ضمن الخدمة من خلال برامج تدريبية مُعتمدة تعمل على سد الاحتياجات التدريبية الفعلية في الميدان التربوي بهدف الارتقاء بمهارات وقدرات الأطر التعليمية العاملة في وزارة التربية، وتحقيق التنمية المهنية المستدامة لهذه الأطر.
ولم يغفل العزب تأهيل الأطر التعليمية ما قبل الخدمة من خلال برامج خاصة مُعتمدة لإكساب وتطوير المهارات التربوية للأطر التعليمية، حيث سيتم منح شهادة لمزاولة مهنة التعليم في مدارس القطر، ولن يتم السماح لمن لم يحصل على هذه الشهادة بمزاولة مهنة التعليم.
وتعمل الوزارة على اعتماد مدخل النشاط، ليكون المتعلم محوراً للعملية التعليمية، ومتابعة تدريب المعلمين والمدرسين على مجموعة من المحاور، أهمها / الطرائق النشطة في التعلم، التقويم البديل والتقويم المستمر، إدارة الصفوف والضبط الإيجابي للصف – التعامل مع الصفوف ذات الأعداد الكبيرة – دمج التقانة في التعليم – استخدام الوسائل التعليمية /، وتدريب الأطر التوجيهية والإشرافية لمتابعة عمل المعلم داخل الغرفة الصفية، ورصد نقاط القوة والضعف في أدائه، ووضع الخطط العلاجية لاستكمال تدريبه وتلافي الثغرات في الأداء، حيث شدد الوزير على أهمية الجولات الميدانية للموجهين التربويين على المحافظات، وحضور الدروس وتصحيح الأخطاء، والتقييم بشكل دائم للكوادر التدريسية، علماً أن الوزارة ستعتمد طريقة جديدة في قبول مسابقة الموجهين، ولاسيما من ناحية الامتحان وتقدير الدرجات والتقييم وذلك من أجل الوصول إلى موجهين تربويين قادرين على مواكبة التطوير والتعامل مع الواقع حسب المناهج المطورة، إضافة إلى دراسة لتطبيق نظام الاختيارات على إدارات المدارس؛ مما يساهم بنسبة كبيرة في عملية التطوير عند وصول إدارات مؤهلة ومدربة وكفوءة.
واعتبر وزير التربية أن نسبة تزيد عن 60% من المدرسين أصبحوا يتبعون الأساليب المعتمدة في المناهج حالياً، والعدد في تزايد مع تكثيف الدورات والجولات الميدانية للوصول إلى بيئة مدرسية ملائمة للمناهج المطورة، لافتاً إلى أهمية دور الأسرة في المشاركة والمساهمة بتطبيق المناهج الحديثة من خلال متابعة أبنائهم، والتواصل الدائم مع المدرسة، وتصحيح أخطاء أبنائهم وتقويمها، وتفعيل ثقافة المناقشة والتفكير والابتكار، وإبداء الرأي.
لسد النقص
وحول تعويض نقص المدرسين رغم إجراء مسابقات مدرسين لسد النقص الحاصل في المدارس، وصدور قرارات التعيين وفق الناجحين والأعداد المطلوبة بقيت المدارس تعاني ثغرات ونقصاً في عدد المدرسين وخاصة للمواد الاختصاصية “رياضيات وفلسفة ولغة وعربي”؛ مما ترك حالة استغراب واستهجان من المتابعين للشأن التربوي، ولاسيما أن خطة التعيينات يجب أن تتضمن احتياجات المديريات في المحافظات كافة وفق العدد المطلوب لكل مادة؛ مما جعل الوزارة تخطو خطوات جادة ومهمة في تعويض النقص الحاصل في الكوادر التدريسية، حيث أكد وزير التربية أن الوزارة تسعى مؤخراً من خلال إجراء المسابقات لتعيين الكوادر التعليمية بصورة دائمة، حيث تم إجراء مسابقة لتعيين /3100/ معلم صف لرفع سوية الكادر التعليمي بمرحلة التعليم الأساسي بموجب القرار رقم 2857/943 تاريخ 22/11/2016م لصالح مديريات التربية في محافظة / ريف دمشق- حماة- حلب- الرقة- الحسكة – دير الزور/، وتم تعيين كافة الناجحين وعددهم /2057/ ناجحاً.
كما تم إجراء مسابقتين لتعيين عدد من المواطنين من الفئتين الأولى والثانية بموجب القرارين رقم 749/943 تاريخ 7/3/2017م، ورقم 5374/943 تاريخ 29/11/2017م، وتم تعيين كافة الناجحين في كلتا المسابقتين، وعددهم /19374/ مدرساً ومدرسة من الفئة الأولى، و/19474/ مدرساً ومدرسة من الفئة الثانية.
كما صدر القرار رقم 1126/943 تاريخ 30/4/2019م المتضمن إعلان وزارة التربية عن إجراء مسابقة لانتقاء /15000/ معلم ومعلمة لتعيينهم بوظيفة معلم من الفئة الثانية من حملة الشهادة الثانوية العامة أو ما يعادلها، إضافة إلى إصدار القرار رقم 3002/943 تاريخ 25/11/2019م المتضمن إعلان وزارة التربية عن إجراء مسابقة للتعاقد مع عدد من المواطنين بموجب عقود سنوية من الفئة الأولى من حملة الشهادات الجامعية وعددهم/14948/، علماً أن الوزارة ستستمر بهذا النهج على مدار السنوات القادمة من أجل تدارك أي نقص.
ترقيات وأولويات
وحول تحسين الوضع الوظيفي للمدرسين قال وزير التربية: إن الترقية الوظيفية هي عبارة عن عملية مخططة منظمة تتوافق مع النمو المهني للمعلمين والمدرسين، وتشجعهم بشكل مستمر بما ينسجم والمراتب الوظيفية المعمول بها في كثير من دول العالم؛ فالهدف من الترقية الوظيفية هي تشجيع المعلمين والمدرسين على المواكبة والارتقاء بمستوى أدائهم المهني، وتشكل الحوافز المعنوية والإدارية والمادية أساساً للارتقاء بمستوى الأداء المهني للمعلمين بما ينعكس إيجاباً على جودة المنتج التربوي.
أما عن إمكانية زيادة التعويض المعيشي، فطمأن وزير التربية المدرسين أن الوزارة تدرس إمكانية زيادة التعويض المعيشي؛ كونه ضرورة لاستقرار المدرس وتحسين أدائه التدريسي، إلا أن الوزارة تنظر إلى الأمور حسب الأولويات، وخاصة أنها بصدد تعيين مدرسين من خلال المسابقات المعلن عنها؛ مما سيزيد الأعباء المالية حالياً، ولكن بعد ذلك من المؤكد ستعمل على دراسة زيادة التعويض؛ مما سيساهم في استقرار العملية التعليمية.
ومع الإعلان عن هذه المسابقات والتعيينات تعمل وزارة التربية بالتوازي لإعادة تأهيل وترميم ما دمره الإرهاب من مدارس لتضع في أولوياتها بناء على الاحتياجات الأكثر ضرورة لسير العملية التعليمية، حيث بين وزير التربية أن الوزارة تقوم بإعادة تأهيل المدارس التي دمرها الإرهاب لضمان عودة الأهالي للمناطق التي حررها الجيش العربي السوري، حيث بلغ عدد المدارس التي تم تأهيلها خلال العام /2019/ (2294) مدرسة، وشمل التأهيل البنية التحتية والمستلزمات المدرسية، ويتم الآن وضع خطة تشمل إعادة التأهيل لجميع المدارس التي لم تؤهل بعد.
تقييم مستمر
يرى الوزير العزب أن الزيارة الميدانية للاطلاع على الواقع التربوي إحدى أهم الوسائل التي تساعد في تعرف الواقع التربوي والتخطيط لتطويره، كما تشكل نقطة انطلاق لتقييم الواقع التربوي ومعالجة نقاط الضعف وتعزيز جوانب قوته، وتحفز العاملين على الارتقاء بمستوى أدائهم لتقديم الخدمة التعليمية بجودة عالية، معتبراً أن التغيير مستمر من أجل تحسين العمل وتطوير العملية التربوية والتعليمية، علماً أن مديري التربية تحت المجهر، ولن يتم التساهل أو التراخي مع أي مقصر، فالتقييمات مستمرة، ومن يتم تكليفه أيضاً يوضع تحت الاختبار.
غزارة الأخبار
وبعد إنذار المقصرين وكشفه عن تغييرات قادمة في بعض المحافظات لمديري التربية، لم يتردد الوزير في الاعتراف بغزارة الأخبار التربوية على صفحات التواصل الاجتماعي. أما حول كثرة صوره الشخصية في “الفيس بوك”، فقد أكد العزب أنه لم يطلب من أحد نشر أي صورة له، إلا الصور المتعلقة بالعمل والاجتماعات واللقاءات، واعتبر أن غزارة الأخبار حسب أهميتها تضيء على الجهود المبذولة من الكوادر التربوية، وتعطي صورة واضحة وشفافة عن عمل الوزارة، ولاسيما أن الإعلام شريك أساسي في بناء وحسن سير العملية التعليمية.
الحقيبة المدرسية
ومن أخبار وزارة التربية التي لاقت ترحيباً من المجتمع وأهالي الطلاب تشكيل لجنة من أجل دراسة تخفيف الحقيبة المدرسية، ولاسيما أن الطلاب أصبحوا يشكون من ثقل المقررات وخاصة طلاب الحلقة الأولى، ليبين وزير التربية أن اللجنة مستمرة بعملها، حيث توصلت إلى أكثر من مقترح يتم دراستها حالياً، كجمع أكثر من مقرر في كتاب واحد وفق نماذج لمجموعة مواد، إضافة إلى تخصيص دفتر واحد لجميع المواد.
واعتبر الوزير أن حقيبة التلميذ في الحلقة الأولى مازالت ضمن الحدود الطبيعية وحسب الوزن المتعارف عليه عالمياً من 10إلى 15% من وزن التلميذ، وذلك بعد أخذ عينة من الصف الأول ووزن الكتب والدفاتر لبرنامج أحد الأيام.
مادة القانون
وكانت وزارة التربية أدرجت ثقافة القانون في المناهج من خلال الأنشطة اللاصفية والمهارات الحياتية لتعزيز ثقافة القانون في المناهج؛ بهدف تحقيق المشاركة المجتمعية، والوصول إلى رؤية وطنية متكاملة في هذا الإطار، حيث أكد أن الوزارة وضعت ضوابط لآلية إدراج ثقافة القانون ضمن المناهج، على ألا تؤدي إلى زيادة حجم الحقيبة المدرسية للطالب، فكان التركيز على عدم إفراد مادة خاصة تضاف إلى الخطة الدرسية، بل من خلال فقرات بسيطة تضاف لبعض المواد المتفرقة، وتراعي مختلف المستويات الصفية والمراحل العمرية، وإدراجها من خلال الأنشطة اللا صفية والمهارات الحياتية، والتي تكون أكثر فاعلية وقابلية للاكتساب بالنسبة للطالب. علماً أن اللجنة المشكلة لهذا الغرض والمؤلفة من اختصاصيين في مجال القانون والمناهج التربوية وعلم النفس القضائي وعلم الاجتماع والقياس والتقويم والمهارات الحياتية، استكملت أعمالها بغية تصميم أنشطة مهارات حياتية لتعزيز ثقافة القانون والمواطنة.
قبل موعدها
وبما أننا نتحدث عن الكتب المدرسية فقد أوضح الوزير أن الخطة الطباعية الكاملة أنجزت للفصل الثاني للعام الدراسي 2019-2020، ووزعت على فروع المؤسسة في المحافظات، حيث عملت بدورها على توزيعها على مستودعاتها الفرعية، ومن ثَم المدارس المنتشرة في أنحاء القطر، وكانت المرة الأولى التي يتم فيها توزيع كتب الفصل الدراسي الثاني على المدارس في الشهر الثاني عشر، بعد أن كان يتم في بداية الشهر الأول من العام الميلادي التالي.
وبالنسبة للامتحانات أكد وزير التربية أن أسئلة امتحانات الشهادات العامة في نهاية العام الدراسي ستكون من ضمن الكتاب المقرر واضحة بعيدة عن التعجيز، وستبنى على غرار أسئلة الامتحانات الموحدة، وبذلك يكون الأبناء قد تدربوا على طبيعة الأسئلة وشكلها، وانحصر تركيزهم في الكتاب المقرر، وابتعدوا عن النماذج الامتحانية السابقة، مبيناً أن أسئلة الامتحانات الموحدة بنيت بشكل مدروس، وخضعت لإشراف الوزارة المباشر، علماً أن الوزارة أجرت اختباراً وطنياً موحداً للصفين التاسع الأساسي والثالث الثانوي بفرعيه العلمي والأدبي؛ بهدف تدريب الأبناء على نماذج الاختبارات للمناهج المطورة، وتهيئتهم لاختبارات شهادتي التعليم الأساسي والثانوية العامة في نهاية العام الدراسي، موضحاً حرص الوزارة على تأمين الأجواء الامتحانية الهادئة والمريحة.
وفي سياق الامتحانات فقد جرت امتحانات الفصل الأول في مدارس المناطق المحررة في إدلب حيث تقدم /3980/ طالباً موزعين على /48/ مدرسة في مناطق سنجار و”أبو الضهور” وريف خان شيخون في الريف المحرر.
رفد السوق
ولم يغفل وزير التربية ضرورة الاهتمام والارتقاء بالتعليم المهني والتقني لرفد سوق العمل، حيث وقعت الوزارة أكثر من مذكرة تفاهم مع غرف التجارة والصناعة بهدف التغلب على الصعوبات الناجمة عن الظروف التي تحول دون حصول الطلاب على المهارات العملية اللازمة لسوق العمل. وتضمنت المذكرة التي وقعتها وزارة التربية مع غرفة تجارة حمص إكساب نظام التعليم التجاري المرونة في التطبيق لتحقيق أهدافه، وتأمين فرص عمل لعدد من الخريجين، والمساعدة في تأمين فرص لتدريب الطلاب لدى المنشآت التجارية على شهر الإنتاج (المتبع في نظام التعليم التجاري قبل حصولهم على وثيقة تخرج من المعهد)، إضافة لتقديم ورشات عمل، وجلسات حوارية مع خبراء اقتصاديين، ورجال أعمال، وتنظيم زيارات للطلاب إلى الغرفة للاطلاع على نشاطاتها وخدماتها، والاستفادة من الدورات التدريبية التي تنظمها، والمشاركة في وضع مقترحات وأسس نظام التعليم التجاري المزدوج ( التلمذة التجارية).
مهارات حياتية
يشار إلى أن وزارة التربية وضعت خطة منهجية لتدريب مدربين على أدلة المهارات الحياتية، حيث دربت (225) متدرباً من مختلف المحافظات، وهم /100/ مدير مدرسة، و/100/ معلم ومعلمة، و/25/ موجهاً، ويقع على عاتقهم تدريب عدد من المتدربين من المعلمين والطلاب، وصولاً إلى تدريب ما يقارب نحو/3608/ معلمين ومعلمات، و/66289/ طالباً وطالبة، وتقديم التغذية الراجعة لهم، بهدف تعزيز الأبعاد الأربعة للتعلم من أجل المعرفة، والعمل، وبناء الشخصية، والعيش المشترك، وأثر ذلك في تطوير المجتمعات، وأهمية التربية على المواطنة عبر المهارات الحياتية الموجودة في المناهج، حيث اعتبر وزير التربية أن المهارات الحياتية التي توجهت الوزارة بالتعاون مع منظمة اليونسيف لإدخالها في العملية التربوية، تعد أساساً لتعلم المناهج التربوية المختلفة، وصولاً إلى تمكين جيل اليوم من تحقيق قفزة نوعية في التعلم تجعله قادراً على بناء منظومته المعرفية اللازمة لخياراته المستقبلية للوصول إلى كفايات القرن الحادي والعشرين التي تجعل المهارات الحياتية وسيلة هامة للتعلم من أجل المواطنة.
لقاء: علي حسون