معرض تحيّة للفنان وحيد مغاربة ورقة الحنين إلى الأرض
جاء في بطاقة الدعوة: “برعاية الأستاذ محمّد الأحمد وزير الثقافة تدعو جمعية أصدقاء الفنان فتحي محمّد للفنون التشكيلية بالتعاون مع مديرية الثقافة واتحاد الفنانين التشكيليين في حلب، يدعون إلى معرض “تحية للفنان وحيد مغاربة”، وذلك في صالة الأسد للفنون الجميلة. والفنان وحيد مغاربة وًلِدَ في حلب عام 1942، وتوفي في عام 1918، وقد قال عن طفولته بأنه لم يكن يحب الدراسة، وكان وقته مخصصاً بكامله للرسم، لكن أساتذته كانوا يشجعونه عندما رأوه موهوباً في الرسم، وفي المرحلة الثانوية رسم مناظر طبيعية كانت تعتمد على الأشجار وأشعة الشمس التي غالباً ما تكون خلف الجبال، أمّا في مرحلة ما بعد الثانوية فقد رسمت والدي وجدي وأقاربي، وفي هذه المرحلة تعرف على الفنانين: (أسعد المدرس وإسماعيل حسني وغياث الناصر) وقامت بينهم علاقة حميمية وكلّ جهدهم الوصول إلى عالم الفن المبهجة.
في منتصف الستينيات أقام الفنان معرضاً مع عدد من زملائه في مركز الفنون التشكيلية، بعنوان “معرض فناني الريشة الذهبية” وظهرت لوحاته كأنه يريد الخروج عن الرؤية التقليدية المدرسية، في تلك الفترة كانت القضية الفلسطينية محور الناس في الشارع، واستطاعت أن تستقطب الفنان، وظهر ذلك في المعرض الذي أقامه في صالة المتحف الوطني عام 1969، وأكد من خلال لوحاته أصالة المقاومة وأنها تمضي قدماً في طريق الثورة.
رسم الفنان وحيد مغاربة بعض الشخصيات الأدبية والفنية، فقد رسم الدكتور سلمان قطاية والدكتور طه كيالي، ورسم الفنان لؤي كيالي، وقد برزت براعته في رسم العلامة خير الدين الأسدي.
امتدت دائرة نشاطه إلى بيروت، فأقام معرضاً في دار الآداب، ظلت تتحدث عنه الأوساط الثقافية مطولاً، وأقام في نفس السنة معرضاً مع لؤي كيالي وسعد يكن في صالة “الفن والأدب” في بيروت، وقد كتب عنه سمير صايغ في صحيفة الأنوار ما يلي: “يستجيب وحيد مغاربة بعفوية إلى الدعوة التي وجهت إليه ليستفيد من التراث الفني للشرق، فهو تراث هائل في اتجاهاته وألوانه”. ثم سافر الفنان مغاربة إلى روما عاصمة الفن، ويقول عن رحلته تلك: “وأخذت أنهل من ينبوع الفن الخالد، وأشاهد المعارض وروعة فن التصوير والنحت، واستمتع برؤية مئات التماثيل المنثورة في كلّ مكان، لم أقلد أحداً، ولم أسرق تجربة فنان آخر، ولكني تأثرت بمجموع ما رأيت، وتفاعلت معه إلى تلك الدرجة التي تضمن لي تفردي واستقلالي وشرقيتي”.
أقام ثلاثة معارض في روما، وكتبت عنه الصحف الإيطالية، مشيرة إلى أبرز خصائص إنتاجه الفني، ثم عاد إلى الوطن وأقام معرضاً في حلب في صالة المتحف الوطني، ضمّ 36 عملاً فنياً، انعكست فيها التجربة ألأوروبية على أسلوبه. في نهاية الثمانينيات أقام في دار أمية للفنون معرضاً لخص فيه تجاربه السابقة من خلال المشاهد المعروفة في مدينة حلب، وأغناها بالموضوعات التشكيلية الرائعة والمعاصرة.
استمرت المعارض لديه في صالة بلاد الشام، وصالة الخانجي، وكلّها تؤكد كما يقول الأديب وليد إخلاصي: “على خروج الفطري لديه لما هو حضاري، والتاريخي يصبح كشفاً عن رؤية المستقبل، وهكذا تراكمت لوحاته لتشكل كلاً واحداً في جدار يرتفع في حياتنا بصلابة الحجر الحلبي ورقة الحنين إلى الأرض”.
ساهم الفنان وحيد مغاربة في الرسوم التوضيحية للدكتور سلمان قطاية لمجلة 2000 التي تصدر في لندن.
أعد رسوم “تاريخ الطب عند العرب” للدكتور سلمان قطاية.
نال جائزة حلب 1971- كرمته محافظة حلب على مجمل أعماله عام 2001
فيصل خرتش