رعب في الكيان الصهيوني من ملاحقة “الجنائية الدولية”
مخاوف جدّيّة بدأت تعصف بمسؤولي كيان الاحتلال الإسرائيلي، إثر إعلان المحكمة الجنائية الدولية انتهاء مرحلة الدراسة الأولية لفتح تحقيق في جرائم الاحتلال في الأراضي الفلسطينية المحتلة، فقد قالت القناة الـ12 الإسرائيلية: “إنّ قرار المحكمة الجنائية الدولية إطلاق تحقيق شامل يمهّد الطريق لملاحقة مسؤولين إسرائيليين سياسيين وعسكريين وضباط رفيعي المستوى دولياً”، مشيرةً إلى أن من بين هؤلاء المسؤولين، الذين يواجهون خطر إصدار مذكرات توقيف دولية بحقّهم، رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ووزراء سابقين ورؤساء أركان قوات الاحتلال وجهاز المخابرات الداخلي “الشاباك” الذين تولّوا مناصب خلال السنوات الخمس الأخيرة.
القناة نقلت عن مصادر دبلوماسية تأكيدها أن شركات إسرائيلية خاصة قد تشارك في إجراءات الدفاع عن هؤلاء المسؤولين الذين يتعرّضون للملاحقة، في إشارة إلى أن حكومة الاحتلال لن تتعاون مع محقّقي المحكمة بأيّ صفة رسمية.
حالة التخبّط والذعر التي انتابت مسؤولي كيان الاحتلال جاءت في أعقاب إعلان المدّعية العامة في المحكمة الجنائية الدولية فاتو بنسودا يوم الجمعة الماضي عن نيّتها إطلاق تحقيق شامل في جرائم كيان الاحتلال في الأراضي الفلسطينية، وهو ما رحّب به الفلسطينيون، حيث أوضحت الخارجية الفلسطينية أن هذه الخطوة الأولى من نوعها التي تتخذها المدّعية العامة منذ إعلانها بدء الدراسة الأولية بتاريخ الـ16 من كانون الثاني 2015، وأنها تطوّر مهم لفتح التحقيق في جرائم الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية وقطاع غزة، ولا سيما أنها ترقى إلى مستوى جرائم حرب، مشدّدةً على أنها ستواصل التعاون مع المحكمة حتى تحقق العدالة لضحايا الشعب الفلسطيني ومحاسبة المسؤولين الإسرائيليين على جرائمهم، في الوقت الذي أعلن فيه وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو رفض إدارته لهذا التحقيق الدولي.
وسبق أن أكدت منظمات دولية قيام كيان الاحتلال بارتكاب الجرائم والفظائع بحقّ الفلسطينيين في الأراضي المحتلة، وآخرها ما خلص إليه تقرير أعدته لجنة تابعة للأمم المتحدة ونشر في شباط الماضي إلى أدلة بشأن ارتكاب قوات الاحتلال جرائم ضد الإنسانية أو جرائم حرب خلال اعتداءاتها العنيفة على مسيرات العودة الفلسطينية في قطاع غزة عام 2018.
اللجنة قالت في تقريرها: “إنّ قناصة عسكريين أطلقوا النار على آلاف المتظاهرين العزّل في مواقع المظاهرات”، مؤكدةً أنها وجدت أسباباً منطقية تدفع إلى الاعتقاد أن القناصة الإسرائيليين أطلقوا النار على صحفيين وعاملين صحيين وأطفال وأشخاص ذوي إعاقة، فيما أكدت مصادر فلسطينية أن أكثر من 300 فلسطيني استشهدوا وأصيب عشرات الآلاف خلال اعتداءات قوات الاحتلال على تلك المسيرات.
وبات جليّاً دور الانحياز الأمريكي الفاضح إلى جانب كيان الاحتلال في تماديه بانتهاك حقوق الفلسطينيين وتصعيد جرائم القتل والتهجير والاستيلاء على الأراضي وهدم المنازل وتوسيع المستوطنات، سواءً في الدعم المادي واللوجيستي أو الدعم السياسي في المحافل الدولية بمعارضة أي قرار يدين كيان الاحتلال ويثبت جرائمه.