قوى عروبية ترفض “قانون قيصر” المشين واللاشرعي: محاولة يائسة لرفع معنويات الإرهابيين وإطالة أمد الأزمة في سورية
ندّدت العديد من الأحزاب والشخصيات العربية والدولية بالإجراءات الاقتصادية القسرية الأمريكية الجديدة ضد سورية، مؤكدة أن هذه الإجراءات ليست سوى محاولة يائسة وعقيمة للتأثير على انتصارات الجيش العربي السوري، وصموده بوجه الحرب الكونية، وأدواتها المتعددة، وشدّدت على أن سورية، التي انتصرت في مواجهة العدوان العسكري، قادرة على الانتصار على العدوان الاقتصادي.
وتمارس الولايات المتحدة الأمريكية، بالتعاون مع النظام التركي، سرقة موصوفة للنفط والغاز السوري في منطقة الجزيرة، وتفرض في الوقت نفسه إجراءات قسرية وحصاراً غير مشروع لمنع وصول إمدادات الطاقة من نفط وغاز إلى سورية.
ففي اليمن، أكد عبد الملك حسن الحجري، مستشار المجلس السياسي الأعلى، الأمين العام لحزب الكرامة، أن تقدّم الجيش العربي السوري وتضييقه الخناق على التنظيمات الإرهابية المدعومة من الولايات المتحدة وعملائها هو الدافع الأساسي للقانون الأمريكي، مضيفاً: “إن هذا القانون يتزامن مع استهداف منشآت النفط السورية وسرقتها بأسلوب لا يختلف كثيراً عن حقيقة العدو الأمريكي المتجرّد من كل القيم الإنسانية، والباحث عن نهب ثروات شعوب الأمة تنفيذاً لأجندته الاستعمارية، التي تعد جزءاً لا يتجزأ من المشروع الأمريكي الصهيوني الغربي لاستهداف المنطقة”.
إلى ذلك قال الأمين العام للحزب القومي الاجتماعي عبد العزيز أحمد محمد البكير: إن السياسة الأمريكية تستهدف كل الدول العربية، وعلى وجه الخصوص سورية، وتعمل على استصدار قوانين لفرض عقوبات على شعبها، فيما أكد رئيس الدائرة السياسية لحزب شباب العدالة والتنمية، فرحان هاشم، “أن الولايات المتحدة تحاول رفع معنويات أدواتها الإرهابية وإطالة أمد الصراع في سورية من خلال سرقة النفط السوري ودعم تلك الجماعات لخدمة مشاريعها وأطماعها الاستعمارية”.
كما لفت الأمين العام لحزب الكرامة، عبد الملك حسن الحجري، إلى أن الانتصارات التي يحققها الجيش العربي السوري لتحرير أراضي وطنه من الإرهاب وتضييقه الخناق على التنظيمات الإرهابية في إدلب تشكّل الدافع الأساسي لـ “قانون قيصر”، داعياً إلى إدانة هذه الإجراءات القسرية الأمريكية وسرقة النفط السوري والتضامن مع سورية.
وفي مصر، استنكر حزب مصر العربي الاشتراكي في بيان ما يسمى “قانون قيصر”، مشدّداً على أن هذا “القانون المشين يهدف إلى دعم ومساعدة التنظيمات الإرهابية التي تتلقى ضربات موجعة على يد الجيش العربي السوري”، وأوضح “أن الإدارة الأمريكية هي التي صنعت الإرهاب وموّلت تنظيماته، وقد اعترفت بذلك مراراً، واليوم نراها تسعى إلى محاصرة سورية التي تصدّت لها ولمخططها طيلة السنوات الماضية”، مشيرا إلى أن الصمت العربي هو المسؤول الأول عن استمرار واشنطن في سياساتها المعادية للمنطقة، داعياً إلى اتخاذ موقف واضح لمواجهة هذا القانون العدواني.
وأكد المحلل العسكري المصري اللواء حمدي جبر أن تزامن الإجراءات الاقتصادية القسرية الأمريكية ضد الشعب السوري مع استهداف المنشآت النفطية السورية يفضح حقيقة المخطط الأمريكي الرامي إلى محاولة عرقلة تقدّم الجيش العربي السوري وانتصاراته على الإرهاب، ولا سيما في محافظة إدلب، وأضاف: إن واشنطن منزعجة من الانتصارات التي يحققها الجيش العربي السوري على التنظيمات الإرهابية التي تنفذ المخططات الأمريكية، معرباً عن ثقته بأن هذه الاجراءات الأمريكية العدائية لن تؤثّر على إرادة الجيش في تحقيق الانتصار النهائي وتحرير الأرض السورية من التنظيمات الإرهابية وداعميها، ودعا إلى تبني موقف عربي حاسم لمواجهة تلك السياسات الأمريكية التي تخدم الكيان الصهيوني ومؤامراته.
كما أدان عضو مجلس النواب المصري أحمد امبابي “قانون قيصر”، مؤكداً أنه يخدم الإرهاب ويحاول الوقوف في وجه سورية وجيشها الذي يستكمل معاركه للقضاء عليه، وقال: “الإرهاب صنيعة الولايات المتحدة وعملائها في المنطقة.. وهم اليوم يصدرون قوانين تكمل مخططاتهم وتساند عملاءهم من التنظيمات الإرهابية، ولكن الملفت للنظر هو توقيت هذا القانون العدائي مع الاعتداءات الإرهابية على المنشآت النفطية السورية، الأمر الذي يؤكد تطابق وتناغم المخططات المعادية للدولة السورية”.
وفي لبنان، أكد الباحث في العلاقات الدولية، رياض عيد، أن هذه الإجراءات تشكّل محاولة لعرقلة انتصارات سورية ضد الإرهاب وتعطيل تحرير آخر جيب للتنظيمات التكفيرية الإرهابية في إدلب، ولفت إلى تزامن هذه الإجراءات مع استهداف الولايات المتحدة لمنابع النفط السورية ومحاولتها السيطرة عليها بهدف منع الاقتصاد السوري من التعافي وإعاقة مشاريع إعادة إعمار ما دمّرته الحرب الإرهابية الأمريكية الصهيونية، مؤكداً أن “قانون قيصر” يعد “خرقاً لأحكام القانون الدولي الإنساني ويرقى إلى مستوى الجرائم ضد الإنسانية”.
وفي الأردن، أكد الرفيق عضو القيادة المركزية لحزب البعث العربي التقدمي، نضال طعاني، أن “قانون قيصر” ظالم ولا يعتبر بأي حال صالحاً للتطبيق على الأمم والشعوب والدول، وجاء لإطالة أمد الأزمة والحرب الإرهابية المصدّرة إلى سورية من الخارج”، مشدّداً على رفض البرلمانيين الأردنيين لهذا القانون، وتأييدهم فرض سيطرة الدولة السورية على كل أراضيها.
وفي العراق، قال عبد الرضا الحميد، رئيس اللجنة الشعبية العراقية لنصرة سورية والمقاومة، إن “قانون قيصر” يأتي بعد الانتصارات التي يحققها الجيش العربي السوري على التنظيمات الإرهابية ومشغليها من الأمريكيين والغربيين وبعض أنظمة الخليج والتي أفقدت الإدارة الأمريكية صوابها ودفعتها للبحث عن وسائل أخرى في محاولة لتعيد بعض ماء وجهها المراق، وشدّد على أن سورية، التي تمكنت، بصمود شعبها وبسالة جيشها وحكمة قيادتها، من تمزيق أخطر صفحات الحرب الكونية ضدها، وهي الصفحة العسكرية، ستحقق الانتصار في المعركة الاقتصادية الجديدة وستلحق الفشل والخذلان بجميع أعدائها ومستهدفيها.
بدوره أكد خالد حسن الناطق الرسمي باسم حركة القوميين العرب، إقليم العراق، أن أعداء الأمة من أمريكيين وصهاينة خسروا الحرب ضد سورية بفضل التلاحم الأسطوري بين الشعب السوري وجيشه وقيادته، لافتاً إلى أن “قانون قيصر” محاولة أخيرة من داعمي الإرهاب لإنقاذ إرهابييهم من مصيرهم المحتوم، فيما وصف المحلل السياسي العراقي، هيثم الخزعلي، “قانون قيصر” بأنه تجاوز للأعراف والمواثيق الدولية، التي تحرّم فرض عقوبات على أي دولة وشعب لم يشكلا تهديداً للأمن والسلم في العالم، وأضاف: إن الولايات المتحدة تبيح لنفسها ما تمنعه عن غيرها في محاولة فجة لفرض هيمنتها على العالم، في وقت بدأ هذا العالم يدرك خطورة السلوك الأمريكي المزدوج على أمن وسلام المجتمع الدولي.
من جانبه أكد المحلل السياسي العراقي، عباس العرداوي، أن الانتصار الذي حققته سورية عبر تحطيم المخططات الإرهابية والتقسيمية المتتالية جعل البيت الأبيض يتخبط في أدوار الجريمة، معتبراً أن “قانون قيصر” هو محاولة لتحقيق ما عجزت واشنطن عن تحقيقه بالحرب والإرهاب والمفخخات، وأوضح أن الرهان على حصار سورية خاسر، وأضاف: أمريكا محتل خاسر يحاول أن يكرّس وجوده تحت هذه المسميات بهدف حماية الكيان الصهيوني وعصاباته الإجرامية، مشدداً على أن الإجرام هو الصفة الملازمة للولايات المتحدة ورئيسها الذي لا يهمه سوى خدمة كيان العدو الإسرائيلي.
وفي هنغاريا، اعتبر الدكتور عبد المنعم قدورة، رئيس مركز الدراسات والإعلام، رئيس تحرير مجلة الدانوب الأزرق، أنه يمكن فهم الإجراءات الأمريكية الجديدة على أنها “إحدى تجليات الامبريالية المأزومة بسبب فشل سياساتها في استهداف سورية والمنطقة، وهو ما يظهر واضحاً في الخلل السياسي الذي يحيط بإدارة تجاوزت كل ما هو قانوني في العلاقات الدولية”، لافتاً إلى أن “قانون قيصر” “ما هو الا بدعة في العلاقات بين الدول تحمل بذور الانتقام بعد الفشل في أكثر من بقعة جغرافية على صعيد العالم”، وأضاف: “كان من الأجدى بالذين سنّوا هذا الإجراء أن يكفوا عن نهب ثروات الشعب السوري والاعتداء على سيادته وأن يتوقّفوا عن دعم قطاع الطرق وعصابات المرتزقة وتدمير منشآت سورية النفطية ونهبها”، مبيناً أن الهدف من هذا الإجراء يبقى “المضي قدماً في الثأر من شعب عربي حافظ على كيانه ودولته وعروبته وإنسانيته”.