انتقادات غاضبة على تويتر: التطبيع خيانة
اعتصم حشد من المواطنين الأردنيين اليوم أمام مجلس النواب في العاصمة عمان للمطالبة بإسقاط اتفاقية الغاز المبرمة مع كيان الاحتلال، فيما لم يمرّ الغزل المتبادل بين وزير الخارجية الإماراتي ورئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، على موقع “تويتر” أمس الأول، مرور الكرام، فقد تفاعل الناشطون العرب على مواقع التواصل الاجتماعي باستخدام هاشتاغ “التطبيع خيانة”، كرد فعل على نشر بن زايد مقالة في مجلة بريطانية، تحت عنوان: “تحالف عربي إسرائيلي يتشكّل في الشرق الأوسط”، أعاد نتنياهو نشرها معلقاً بالقول: “أرحب بالتقارب الذي يحدث بين إسرائيل والكثير من الدول العربية. لقد آن الأوان لتحقيق التطبيع والسلام”، حسب تعبيره.
ورفع المعتصمون في الأردن شعارات رافضة للاتفاقية كتب عليها “غاز العدو احتلال”، مطالبين مجلس النواب بإلغاء الاتفاقية، والذي شرعت اللجنة القانونية فيه بإعداد مشروع قانون لإلغائه، فيما طالب رئيس مجلس النواب الأردني عاطف الطراونة بالإسراع بالمذكرة النيابية التي تطالب الحكومة بإلغاء الاتفاق المبرم مع كيان الاحتلال لتزويد الأردن بالغاز بداية عام 2020 ولمدة 15 عاماً بقيمة 10 مليارات دولار.
ودعا الطراونة، خلال جلسة لمجلس النواب اللجنة القانونية النيابية، إلى منح صفة الاستعجال لمقترح نيابي بقانون يمنع استيراد الغاز من “إسرائيل” تمّ تقديمه عبر مذكرة نيابية وقّع عليها 58 نائباً من أعضاء المجلس البالغ عددهم 130 نائباً.
وأوضح رئيس اللجنة القانونية عبد المنعم العودات أن المقترح وصل اللجنة في الثاني عشر من الشهر الحالي وستقوم اللجنة بدراسة أبعاده القانونية.
يذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي يطالب بها نواب أردنيون بإلغاء اتفاقية الغاز مع الاحتلال الإسرائيلي، ففي الـ 26 من آذار الماضي طالب مجلس النواب الحكومة بإلغاء الاتفاقية، وحينها قال رئيس مجلس النواب: “إن اتفاقية الغاز مع العدو المحتل مرفوضة برلمانياً وشعبياً وعلى الحكومة إلغاؤها”.
يأتي ذلك فيما اعتبر الناشطون على موقع “تويتر” أنّ طرح مسألة التطبيع علناً بين “إسرائيل” ودولة الإمارات، ليس مجرد “تطبيع” بل تخاذل وخيانة بحق الشعب الفلسطيني والقضية التي تُجمع على أحقيتها الشعوب العربية الرافضة للسلام مع كيان محتل، ورأوا أن الشعوب العربية، بمقاومتها ورفضها، ستبقى دائماً عائقاً أمام تحقيق التطبيع مع الاحتلال، مهما حاول بعض الحكام العرب الترويج له أو محاولة تطبيقه رسمياً.
كما انهالت التعليقات المنتقدة والغاضبة على تغريدة كل من بن زايد ونتنياهو، حيث أكد الناشطون من مختلف الدول العربية، ومنها قطر والسعودية والإمارات والبحرين، أنّ لا سلام مع الاحتلال الاسرائيلي، مشدّدين على استمرار دعم القضية الفلسطينية والمطالبة بتحرير الأراضي المحتلة.
وكانت فصائل المقاومة قد ردّت على تغريدة بن زايد، بالإشارة إلى أنّ ترحيب نتنياهو بها “يعكس عمق العلاقة وتهاوي تلك الأنظمة، بالإضافة إلى خطورة ما يجري على قضيتنا”، وشدّدت على أن “الاحتلال سيظل كياناً غير شرعي والتطبيع معه خيانة”، مؤكداً أنه “ينبغي عزل كيان الاحتلال ودعم شعبنا في معاقبة قادته المجرمين في المحكمة الجنائية الدولية”.
وكشفت مجلة نيويوركر الأمريكية في حزيران من العام الماضي النقاب عن أن العلاقات السرية بين الامارات وكيان الاحتلال تعود إلى تسعينيات القرن الماضي، وبدأت تتسارع مع سلسلة من الاجتماعات بين مسؤولين إماراتيين وإسرائيليين في واشنطن بعد التوقيع على اتفاقية أوسلو في عام 1993.
ميدانياً، اقتحمت قوات الاحتلال بلدة العيسوية شمال القدس المحتلة، واعتقلت أربعة فلسطينيين، فيما اقتحم 79 مستوطناً الأقصى من جهة باب المغاربة، ونفذوا جولات استفزازية في باحاته، بحراسة مشددة من قوات الاحتلال.