ثقافةصحيفة البعث

وسائل التواصل الاجتماعي والفن التشكيلي

 

فرضت وسائل التواصل الاجتماعي وجودها وتأثيراتها على مختلف نواحي الحياة والفن التشكيلي كان أحد هذه الجوانب الذي برزت إيجابية هذه المنصات وسلبياتها على تفاصيله، هذا ما ناقشته ندوة “وسائل التواصل الاجتماعي والفن التشكيلي” التي أقيمت في كلية الفنون الجميلة ضمن أيام الفن التشكيلي في جو من التفاعلية والغنى والفائدة، أدارها الفنان التشكيلي أكسم طلاع الذي أوضح أننا نناقش قضية هامة ويومية وقريبة وتعني الجميع فنحن أمام وسيلة خطيرة متاحة للكل وتؤدي وظيفة حساسة.

أداة تسويق
وأوضح طلاع بأن الفن التشكيلي أحد منتجات الإنسان ومن حقه أن يكون متاحاً للجميع ولكن كيف يتم عرضه على وسائل التواصل، مشيراً إلى ضرورة التعامل مع هذا الفضاء بحذر شديد ووعي من جميع الأطراف المشاركة فيه الناشر والمتلقي، مؤكداً أن وسائل التوصل الاجتماعي أداة تسويق وإعلان وحوار وممكن أن تكون فوضوية وتذهب إلى أماكن غير منضبطة، لذلك لابد من جهة تقود الحوار سواء أكاديمية أو إعلامية أو رسمية.
من جانبه أكد الناقد سعد القاسم أن وسائل التواصل الاجتماعي والإنترنت وفرت إمكانيات غير متوقعة لوصول المعلومات للجميع وهذا ظهر عبر قطاعات مختلفة منها الفنون الجميلة، مما مكننا من التعرف على نتاج البلدان الأخرى ومستواها الفني ورؤية متاحف عالمية وصالات عرض مهمة وصفحات لفنانين عالميين ووفرت ما لم يكن متوفراً بما يخص المعلومة والصورة الصحيحة للعمل الفني، وغيرت مفهوم الفنان العالمي وباختصار أصبح التواصل أوسع ولم يعد مقتصراً على أسس محددة، مشيراً إلى أن هناك سوريين من داخل وخارج سورية عملوا صفحات على درجة من الأهمية فيها معلومات عن تاريخ الفن التشكيلي السوري، مما أدى إلى تصحيح وتصويب بعض المعلومات، كما ساهمت صفحات الفنانين الرواد برؤية أعمالهم، مؤكداً مرة جديدة بأنه ليست كل الصور وردية فقد فتح المجال للتزوير والفوضى وانعدام التقدير الصحيح وأصبحت حالة التواصل الاجتماعي “اللايكات” تعتمد على اختلاف المعرفة والثقافة والاطلاع كما تمت الإساءة لفنانين كبار والترويج لآخرين لا يستحقون، لافتاً أنه يتم التمييز بين العمل الجيد والسيء عبر الثقافة التي تساعد على التمييز والإطلاع على كيفية تطور الفن، لافتاً إلى أن الإنترنت أمر واقع ووسائل التواصل الاجتماعي هي جزء أصيل من حياتنا وعلينا فقط التركيز على كيف نجعلها مفيدة للفن التشكيلي فالتجارب ساعدت على التواصل مع العالم وخلقت حوارا بين الفنان والجمهور وأصبح لدينا فرصة للتمييز وباختصار وسائل التواصل الاجتماعي منحت الفن التشكيلي فرصة نادرة للتوثيق.

إعلام جديد
من جهته أكد د عبد الناصر ونوس بأن هذا الموضوع حساس ومهم ونعيشه يومياً، وسواء شئنا أم أبينا فنحن نشارك في منصات وسائل التواصل الاجتماعي فهي ليست ترفا بل هي حاجة أساسية لذا علينا التعامل معها من خلال مشروع نستثمر به إيجابياتها، فالانترنت الذي أوجد هذه الصفحات قلب العالم ونقلنا إلى الإعلام الجديد ولاسيما بعد فشل الإعلام الرسمي في كل دول العالم فهو لا يملك الروح التي تملكها آنية الانترنت، ولكن السؤال المطروح هو كيف نستفيد منه كفنانين تشكيليين؟ ولاسيما أن مصمم الغرافيك صار جزءا مهما من تصميم ونقل وتجميل وإظهار وخلق أيقونة وصناعة هذه المنصات، ورأى ونوس أنه بغض النظر عن الحالة السلبية لوسائل التواصل الاجتماعي وإذا استبعدنا التنمر فهذه المنصات هي حالة إيجابية بالمطلق، توصلنا إلى مجموعة روابط ومعلومات وتوثق علاقاتنا مع آلاف الفنانين، مؤكداً أن سورية هي من أوائل الدول العربية التي دخلت عالم الإنترنت، وجعلته متاحاً لملايين المشتركين ولو أن الجانب السلبي فيه كان ملموساً لابتعد عنه الناس ولكن تعاملنا معه هو دليل انسجامنا معه، ثم أشار إلى مجموعة أسئلة نطرحها بما يخص تعاملنا مع هذا الفضاء الافتراضي وهي: هل وسائل التواصل الاجتماعي قادرة على توجيه الفنانين نحو فكرة معينة؟ هل تؤدي دورا في تشكيل هوية الفنانين الشباب؟ هل تؤثر على القيم التي تمثل هوية الفرد والمجتمع؟ وإذا كان جواب هذه الأسئلة هو نعم، عندها يجب أن نكون متواجدين في هذا الفضاء جميعاً(الاتحاد، الكلية، الفنانين) وأن نتخذ لنا مكاناً فيه ليرتاده الفنانون الشباب ونخلق مواضيع تلامسه فالشباب هم من يرسمون ملامح المستقبل.
لوردا فوزي