الجيش الفرنسي يصنع الإرهابيين
ترجمة: هيفاء علي
عن موقع لو غراند سوار 21/12/2019
يقوم الجيش الفرنسي بتدريب أعداء فرنسا الذين يحاولون الوصول إلى المناصب الرئيسية بدلاً من تدريب الوطنيين، وهو ما جعل ذوي الرأي السياسي القوي في فرنسا تستنكر هذا الانخراط العسكري وتدريب عناصر إرهابية متطرفة للمستقبل.
هذا ما آلت إليه الدراسة التي نشرها مركز تحليل الإرهاب (CAT) في 19 كانون الأول الجاري، والتي تتناول تفاصيل رحلات قام بها 23 فرداً، حيث جمعت معلومات من عدد كبير من الجنود الفرنسيين الذين انضموا إلى “داعش” ما يسمح بمعرفة وظيفتهم في الجيش الفرنسي وفي تنظيم “داعش”، والخطير أن الجيش الفرنسي على دراية بسلوك قواته منذ التسعينيات، لكنه استمر في تجنيد السكان المعرضين للخطر.
لقد علمنا أن “حوالي ثلاثين جندياً فرنسياً سابقاً” قد انضموا إلى مسارح العمليات بشكل رئيسي في العراق وسورية “أو” شاركوا في هجمات إرهابية في فرنسا”. تم تدريب هؤلاء الجنود على يد الجيش الفرنسي على مدار عدة أشهر أو سنوات حيث تمكنوا من الحصول على تدريب في التعامل مع الأسلحة والمتفجرات وتقنيات القتال. قد تفسر أسباب الدين أو الصحة أو اللياقة البدنية، هذا التحول والتوجه إلى الجماعات الإرهابية: “البعض، مستبعد من الجيش الفرنسي لأسباب طبية أو عجز والبعض الآخر بسبب عدم تمكنه من الجمع بين الدين والمشاركة العسكرية، هؤلاء اختاروا الذهاب إلى المنطقة العراقية الإيرانية والسورية لاستخدام تجربتهم العسكرية في خدمة جيش من المقاتلين الإرهابيين”.
ليس هذا فحسب، فالجيش الفرنسي يعلم أنه المسؤول عن جنوده الذين قرروا خيانة فرنسا والذين “فشلوا في الانضمام إلى مسارح العمليات و تعهدوا بحمل السلاح ضد فرنسا من خلال التخطيط لهجمات على أماكن استراتيجية مختلفة. لذلك فإن الجيش الفرنسي على اطلاع جيد بالوضع المأساوي لقواته، ونعلم علم اليقين أن الجيش نفسه هو مكان التطرف كما هو الحال في السجون الفرنسية لأن التطرف حدث في صفوف الجيش الفرنسي. وأضافت الدراسة:إن التطرف بدأ بعد مغادرتهم الجيش، والأسوأ من ذلك أن خطتهم للذهاب إلى “الجهاد” وضعت قبل فترة طويلة من تجنيدهم.وهم الإرهابيون الذين في حالة الاختمار يذهبون إلى الجيش لاستخدام المعرفة العسكرية و ليس بدافع الوطنية ولكن مع إمكانية الانضمام في النهاية إلى أراضي الجهاد. يعترف التقرير بأن العناصر المتطرفة تتحول أيضاً على الأرض ضد إخوانها في السلاح عن طريق التطرف لأنها تستخف بسياسة الحرب التي تتبعها القوات الفرنسية.
وعليه، فإن الروح الإرهابية معروفة جيداً في الجيش الفرنسي لأنه في مواجهة تطرف بعض أعضائه، حيث قام الجيش الفرنسي بتنفيذ آليات مختلفة للوقاية والكشف من أجل الحد من المخاطر في صفوفه. تتراوح أسباب هذا التطرف بين إنهاء الخدمة في الجيش، وخيبة الأمل لعدم امتلاكه المنصب المنشود، ورفض الذهاب وقتل “إخوانه”. ويضيف التقرير أيضاً:إن الجنود الفرنسيين ينضمون إلى العدو في مسرح العمليات، وحتى على أرض المعركة ذاتها يعاني الجنود الفرنسيون الآخرون من انعدام الثقة بينهم وسط القتال، ناهيك عن أعمال التخريب. إن هجر الجيش الفرنسي لصالح جماعة إرهابية يمكنه أن يحدث أيضاً عندما يُطلب من الجنود الذهاب إلى مسارح العمليات ذات الدين الواحد، ويمكن أن يُفسر هذا برفض القتال ضد أولئك الذين يعتبرونهم “إخوانهم” في الدين. وكثير من حالات التطرف القلق هذه تتعلق بالجنود
“المهتدين”. ولم يخفي التقرير دور الإنترنت الكبيرالذي يضاف إلى دور شخص ثالث في القوات المسلحة، ما يجعل من الممكن تنمية هذا التطرف والدخول إلى معسكر العدو.
الغريب في الأمر أن مركز تحليل الإرهاب (CAT) مطمئن إذ يختم بالقول: “ومع ذلك، بالمقارنة مع بعض الخدمات العامة الأخرى، فإن التطرف الديني لا يزال هامشياً وسط الجيوش”.