وسائل الإعلام الأمريكية تستيقظ متأخرة
ترجمة: سمر سامي السمارة
عن موقع نيو ايسترن أوتلوك 20/12/2019
من المتوقع أن تؤدي محاكمة عزل ترامب المقرر عقدها في بداية العام الجديد إلى تبرئته، إذ تخشى أكثر وسائل الإعلام “تقدمية” إم أس إن بي سي (MSNBC) من أن يستولي على السلطة مثل موسوليني وترى أنه ليس من الممكن إعادة انتخابه فحسب، بل يمكن التوقع بإعادة انتخابه لولاية ثالثة غير قانونية.
لقد حذر ترامب مراراً من أن قاعدته يمكن أن تلجأ إلى السلاح إذا لم يتم إعادة انتخابه، ما دفع زعيم الأغلبية الجمهوري في مجلس الشيوخ “ميتش ماكونيل” للإعلان عن أنه سوف ينسق للإقالة مع محامي البيت الأبيض.
على مدى السنوات العشر الماضية، نُشرت الكثير من المقالات التي تشير إلى تحول الولايات المتحدة إلى دكتاتورية فاشية.
كان دور التلفزيون مكشوفاً للغاية، إذ يتصور المحللون السياسيون على الدوام ما هو أسوء، ولكن عندما يكون المرشح بعيداً عن المعيار أو القاعدة كما هي حال ترامب، تتحول التنبؤات إلى استعراض فودفيل (مصطلح أطلق عام 1920 لكوميديا التناقضات)، كما حدث في الفترة التمهيدية لانتخابات العام 2016. فعلى الرغم من كل التوقعات، استطاع ترامب الفوز، بفضل المجمع الانتخابي الذي تجاوز نتائج صناديق الاقتراع، والآن لقد فات الأوان بالنسبة لهؤلاء النقاد أنفسهم لتقديم تحذيرات ذات مصداقية حول الكارثة.
بعد تجريد الدستور القديم الذي يبلغ عمره مئتين وخمسين عاماً من قدسيته، لا يمكن التنديد بالتعديل الثاني، الذي يكفل الحق بحمل ” السلاح”، وليس “الاحتفاظ” به فحسب، أي أنه يمكن للأمريكيين حمل السلاح بشكل قانوني، لاستخدامه متى وجدوا ذلك ملائماً.
أدى عدم قدرة الديمقراطيين الحد من تأثير “جمعية البندقية الوطنية” التي تمتلك نفوذاً كبيراً لدى الكونغرس إلى انتشار الجماعات المسلحة، التي خُصصت بشكل رسمي للصيد أو بهدف التدريب، ولكنها على استعداد للدفاع عن رئيس مُكرس لـ “إعادة البلاد” إلى الحقبة الاستعمارية، عندما كان حكم البيض لا جدال فيه. ( كان تدخل الرئيس مؤخراً لمنع جندي أميركي من الانضباط، بعد أخذ صورة شخصية يسخر فيها من خصم ميت، قد أظهر إشارات تفوق البيض في الرتب.)
في عام 2016، ضحك مقدمو البرامج التلفزيونية على سلوك ترامب، ولكن الخوف قد يأتي في مرحلة متأخرة جداً، ومن غير المرجح أن يحتذي ترامب بنيكسون، ويمضي نحو غروب الشمس بأقل قدر من الشرف بعد الاستقالة لتجنب العزل. منذ انتخابه، وهو يقود ثورة أمريكية ثانية من شأنها أن تمنح كل أميركي سلاحاً لمكافحة تغيير المناخ.
في النهاية، ترتبط أزمة “الديمقراطية” الأمريكية بفشل الحزب الديمقراطي في المضي قدماً في صفقة فرانكلين روزفلت الجديدة. تصف “نيويورك ريفيو” حالياً الاستقلال النسبي للتلفزيون الروسي بأنه وسيلة لانتقاد الرئيس بوتين، كما لو أن الأمر لم يستغرق أكثر من خمسة وسبعين عاماً حتى يحصل الأمريكيون على صورة دقيقة نسبياً عن الاشتراكية القائمة حقاً من خلال وسائل إعلامهم! على الرغم من أنه يسمح للاشتراكية “بيرني ساندرز” و “للرأسمالية حتى النخاع” الاشتراكية الديمقراطية “إليزابيث وارين” لتحدي الوسطيين المدعومين من الحزب لأول مرة ، إلا أن أياً منهما ليس لديه نفوذ كاف لمنع انتخابات عام 2020 كما حدث عام 1933 ، عندما سمح الاشتراكيون الألمان المطيعون بتولي هتلر السلطة من خلال عملية “ديمقراطية”.