انتخابات اتحاد كرة القدم حلت عقدة النجوم السابقين.. فماذا عن باقي العقد؟
انتخبت الجمعية العمومية لاتحاد كرة القدم اتحاداً جديداً لقيادة المرحلة القادمة هو السابع والعشرون برئاسة اللاعب الدولي السابق ورئيس اتحاد الشرطة الرياضي العميد حاتم الغايب، وعضوية خليط من لاعبين قدامى: “الكردغلي- الخوري”، وعناصر شابة: “الباشا”، لتنهي بذلك حالة انتقالية عاشتها كرتنا مرات عديدة في العقد الأخير بداية من لجنة معتصم غوتوق بعد استقالة اتحاد أحمد الجبان، مروراً بلجنة إبراهيم أبازيد بعد استقالة اتحاد فاروق سرية، وصولاً إلى لجنة أبازيد أيضاً بعد استقالة اتحاد فادي الدباس، انتخابات لا شك حملت في جعبتها الكثير من المعطيات التي من المفترض إذا توفرت الإرادة والعمل أن تنهض كرتنا من المشاكل التي تعاني منها، وتسير في الطريق الصحيح الذي يمكنها أندية ومنتخبات وطنية من أن تتبوأ مراتب متقدمة آسيوياً وعالمياً.
مطلب الجمهور
الانتخابات لبت مبدئياً مطالب كوادر اللعبة المتكررة في الدورات الانتخابية المتوالية بأن تستلم قيادة الاتحاد شخصية تدرجت في العمل الرياضي، والعميد الغايب تنطبق عليه هذه الأماني، فقد كان لاعباً لفترة طويلة في صفوف نادي الشرطة، وفي المنتخبات الوطنية، وصولاً لتسلّم مقاليد العمل الإداري في ناديه، وفي إدارة الرياضة السورية كونه عضواً في المكتب التنفيذي للاتحاد الرياضي، ورئيساً لاتحاد الشرطة الرياضي، ما يعني أنه على دراية كاملة بما تعاني منه كرتنا على كافة المستويات، سواء الفنية، أو الإدارية، أو اللوجستية، وهذا من المفترض أن يسهل عمله ويجعله قادراً مباشرة على التدخل ووضع اليد على الجرح النازف، وقد أعلن الغايب في برنامجه الانتخابي عن الكثير من القضايا التي ينوي العمل عليها للنهوض بكرتنا، ولكن يبقى التطبيق على أرض الواقع؟.
عمل مؤسساتي
خلال الدورات السابقة كرّس رؤساء الاتحادات نظام العمل الفردي الذي اختصر فيه رئيس الاتحاد المسؤوليات بشخصه، أما باقي الأعضاء فهم للأسف كومبارس يبحث كل عضو عن مكاسب بإدارة شؤون منتخب، أو لجنة مركزية، أو حضور اجتماع في هذه الدولة أو تلك، وهذا يفرض على الاتحاد الجديد الذي كما ذكرنا يتمتع للمرة الأولى بعناصر جديدة وغير تقليدية، إضافة إلى لاعبين مخضرمين لهم وزنهم في الشارع الكروي، أن يغير في آلية التعامل التي كانت سائدة سابقاً، وأن نرى بالفعل اتحاداً يعمل كمؤسسة متكاملة بالأهداف، والبرامج الواضحة، والأهم الجداول الزمنية الخاضعة للمحاسبة، وإلا سنكون بالفعل أمام تكرار لمشاهد الاتحادات السابقة مع الخيبات وضياع الحلم للكثير من الأهداف التي يمكن تحقيقها لكرتنا.
استقطاب الجميع
الأمر المهم الذي يجب ألا يغفله القائمون على الاتحاد الجديد هو طي صفحة الانتخابات، والعمل مع الجميع دون استثناء، والاستفادة مما ورد في البرامج الانتخابية للمرشّحين، سواء لرئاسة أو عضوية الاتحاد، لاسيما فيما يتعلق بالتواصل مع الاتحادات القارية، كما أعلن المرشّح فاروق سرية مثلاً، وأن نفعّل التشاركية كما طرح المرشّح أنس السباعي، فكرتنا اليوم بحاجة إلى كل جهد يصب في سبيل إخراجها من الأزمة التي تعيشها، ولاسيما فيما يتعلق بالحصار الذي يمارس عليها، وحرمانها من اللعب على الأرض، وانتهاء بالاستفادة من المستحقات والتعويضات المالية التي يحصل الاتحاد عليها من الاتحادين الآسيوي والدولي.
بين الفيحاء والبرامكة
النقطة الجوهر والفيصل في كل ما تقدم تبقى العلاقة بين اتحاد الكرة المنتخب والمكتب التنفيذي للاتحاد الرياضي العام واللجنة الأولمبية، شكلها، وطبيعتها، ومدى التوافق والانسجام بين الطرفين، فالتصور الأولي يقول إن خبرة رئيس الاتحاد وعضويته في المكتب التنفيذي ستفك عقدة مهمة بلا شك في آلية التعامل، وإن كانت التصريحات التي أطلقها العميد الغايب بعيد انتخابه فيما يتعلق بمدرب المنتخب الوطني الأول على خلفية تصريحات رئيس الاتحاد الرياضي العام السابقة باستمراره، توحي بأن هناك الكثير من الأمور التي لن يتم هضمها بسهولة بين الفيحاء والبرامكة، فالمكتب التنفيذي يعلن دائماً أن قرار اتحاد الكرة مستقل، وهو لا يتدخل في عمله إطلاقاً لا هو ولا غيره من الاتحادات الرياضية، واتحاد الكرة يريد حصر الأمور الفنية فيه فقط، ورفض أي تدخل، ولكن تبقى بوابة اللجنة الأولمبية الطريق القانوني للضغط، وتمرير ما يريده المكتب التنفيذي، فهل سنرى تفاهماً بين الطرفين ينعكس بشكل إيجابي، أم ستبقى الأمور على حالها؟.
سنان حسن