ارتفاعات غير مبررة.. وعام جديد بـ”ريجيم” قاسٍ
دمشق– ريم ربيع
عادةً ما يترافق اقتراب أية مناسبة بارتفاع جنوني للأسعار ليحوّل العيد إلى عبء يثقل كاهل الأسرة بشراء المستلزمات الرئيسية، فبعد ارتفاع يزيد عن 100% لبعض البضائع في الشهرين الأخيرين بحجة سعر الصرف، يختتم العام الحالي بارتفاع لا يقلّ عن 50% إضافية للكثير من المنتجات ولاسيما الزراعية منها، ومعظم أسعار الخضار والفواكه سجلت 100-300 ليرة زيادة بلا أي مبرر سوى مناسبة الأعياد، فضلاً عن أسعار اللحوم والفروج التي باتت لمن استطاع إليها سبيلا، بعد أن تجاوز ثمن كيلو الفروج 1500 ل.س وكيلو لحمة الخاروف 12000 والعجل 6000 ليرة.
ومع أن مسوغات ارتفاع أسعار اللحوم تعود إلى تضاعف أسعار الأعلاف في الآونة الأخيرة، لا يبدو هناك أي تبرير منطقي لارتفاع أسعار الخضار، فالتموين تصرّ على متابعة دورياتها لرقابة الأسواق مع الحفاظ على التسعيرة النظامية في جميع الصالات الخاصة بها، والتّجار لا يفرطون بمناسبة ما دون استغلالها والاستفادة منها قدر المستطاع، والمستهلك منهمك في “تشطيب” قائمة احتياجات العيد واختصارها قدر الإمكان في ظل قناعته بعدم جدوى الحملات المزعومة، ليقتصر بذلك استقبال العام الجديد على السلطات والمقبلات المتواضعة. وبحسبة بسيطة تبيّن أن المائدة المعتادة للعائلة في ليلة رأس السنة تكلف ما لا يقلّ عن 30-35 ألف ليرة، وبعد أن اعتادت الأسر على حذف مادة أو عدة مواد من المتطلبات كل سنة، كان القرار هذا العام بالاستغناء عن اللحومات والمقبلات، وبعضهم من تخلّى عن فكرة العشاء الذي كانت تكلفته بأبسط الأحوال 10 آلاف ليرة، واختار استقبال العام الجديد بـ”ريجيم قاسٍ”.
من جهة أخرى يلاحظ انضمام محلات عدة إلى الحملة التي أطلقتها وزارة الأوقاف تحت عنوان “الدين أخلاق.. زكاتك خفض أسعارك” للبيع بسعر التكلفة وأقل، وخفضت أسعارها بنسب قاربت في بعض الأحيان 50%، فلاقت الحملة إقبالاً جيداً من المواطنين في جميع المحافظات، والذين أكدوا أن الأسعار مناسبة وتسجل فرقاً جيداً عن السوق، إلا أن هناك من يرى أن الحملة بحاجة للنشر على مستوى أكبر، وحتى تحقق الغاية منها يفترض انضمام أكبر عدد ممكن من التجار، لعلّ عدوى تخفيض الأسعار تنتقل بينهم وتنجح “الأوقاف” بما فشلت به “التجارة”.