دراساتصحيفة البعث

تقرير عن تدمير الرقة

ترجمة: البعث
عن موقع “كيتلين جونستون” 14/12/2019
كلما اقترب الجيش السوري من تحرير كامل الأراضي السورية من رجس الإرهاب، كلما ازداد نباح المتآمرين وصراخهم لتشويه عملية تطهير إدلب من قبل الجيش السوري وحلفائه. بعد تحرير إدلب، هل سيحزن برج إيفل مرة أخرى ويرثي إرهابيي “داعش والنصرة” ، كما فعل مع حلب؟
قبل أيام دخلت القوات المسلحة الروسية الرقة. كانت هذه المدينة في شمال سورية عاصمة الخلافة البربرية لمدة أربع سنوات. المشهد مذهل، هناك أنقاض في ساحة البلدة التي كانت مزدهرة يوماً ما، الأحياء كلها تنقسم إلى ألف قطعة، والبنية التحتية في حالة خراب تام. سكان المدينة في حاجة ماسة إلى الغذاء والمياه النظيفة والأدوية.
هذه هي نتيجة عملية تحرير الرقة من “داعش”، التي قامت بها القوات الجوية الأمريكية في عام 2017. قُتل ما لا يقل عن 13000 مدني سوري في غارات جوية شنها التحالف الذي تقوده واشنطن. هذا ليس رقماً نهائياً حيث يتم اكتشاف بقايا جديدة من الذين قتلوا في الهجمات. غالباً ما تتم مقارنة عملية تحرير الرقة بقصف مدينة درسدن عام 1945 على يد القوات الجوية البريطانية والأمريكية. لا يزال المؤرخون يتساءلون عما إذا كان من الضروري، من وجهة نظر عسكرية، تدمير المدينة الأوروبية القديمة وقتل 25000 من سكان دريسدن. السؤال نفسه يطرح على الولايات المتحدة بشأن الرقة. ومن باب المقارنة، وجد الجيش الروسي مع الجيش السوري أثناء عملية تطهير حلب، طريقة أخرى لطرد الإرهابيين من المدينة ، دون قصف مدمر.
المراسلة العسكرية الروسية “إيفجيني دافيدوف” موجودة الآن في الرقة وتروي حال المدينة المبكي بعدما دمرها التحالف الأمريكي و”داعش”: “إنها مدينة أشباح في الليل: الشوارع مظلمة ، وبالكاد ترى أي شخص. الناس يشعلون الحطب على جوانب الطرقات للتدفئة. المولدات هي المصدر الوحيد للكهرباء. تم تصوير هذه الصور في فترة ما بعد الظهر: نرى أنقاضاً بدلاً من المناطق السكنية، حوالي 200،000 شخص كانوا يعيشون في الرقة قبل الحرب. مع الضواحي، كان هناك حوالي 500،000 نسمة في المجموع، كانت واحدة من أكبر المدن في سورية”.
دخلت قافلة المساعدات الروسية لأول مرة المدينة الرئيسية لمقاتلي “داعش”، والتي كان يتعذر الوصول إليها منذ فترة طويلة. تقول لوحة الإعلانات باللغة العربية، “مرحباً بكم في الرقة”. هناك علم روسي على المركبة المدرعة، فيما تجمعت حشود السكان في الشوارع لتحية الجنود الروس. هناك المئات من الناس الذين يعبرون عن مشاعرهم الصادقة. هكذا استقبلت القافلة الإنسانية الروسية هنا في الرقة. هناك العشرات والمئات من الناس الذين يعبرون عن فرحتهم وامتنانهم.
أصبحت الرقة ساحة تدريب مفتوحة للقصف، تم تدمير غالبية المناطق الحضرية. لقد تم تطهير الشوارع المركزية ، لكن لا يزال من الخطر الدخول إلى أزقة المدينة لأنها في حالة خراب ودمار تام.. لقد أسقط المحررون الغربيون قنابلهم وصواريخهم بسخاء. دمروا مجموعات من الكتل السكنية.. يمكن رؤية آثار المعركة في كل مكان. العربات المحترقة ليست أكثر من أكوام من القمامة. غادر نشطاء “داعش” الرقة قبل عامين، لكن الخلايا الإرهابية النائمة لا تزال نشطة في الضواحي. وأولئك الذين يحاولون العودة إلى الرقة يموتون غالبًاً بسبب الألغام التي خلفها المسلحون. ووفقاً للأرقام الرسمية، قتل 119 شخصاً بسبب الألغام الأرضية العام الماضي وحده.
يقول إبراهيم عبد المحمد أحد سكان الرقة: “نطلب من روسيا أن تحررنا من الإرهابيين. يجب طردهم من هنا لمنعهم من السير على طرقاتنا والوصول إلى الفرات. نحن في انتظار وصول القوات الحكومية إلى هنا كي يعود الأمان الذي كنا ننعم به قبل الحرب”.
الآن هناك أولئك الذين ليس لديهم مكان يذهبون إليه. لدى الكثير منهم أقارب يعيشون في مناطق تسيطر عليها الحكومة السورية، ولكن من الصعب الوصول إلى هناك بعدما تم تدمير الجسور فوق الفرات من قبل هجمات التحالف.
هذه هي الخطوات الأولى لاستعادة السلام في الرقة، حيث أرسل الجيش الروسي شاحنتين مليئتين بالطعام و تم توزيع جميع الطرود في غضون دقائق. يقول فلاديمير فارنافسكي، الضابط الروسي: “العمل على إزالة الأنقاض والألغام في المدينة لم ينته بعد. هناك نقص في المياه النقية والأدوية والمواد الغذائية. في عمل اليوم، تبرع الجيش الروسي بعدة آلاف من العبوات الغذائية إلى الرقة. إن أطباءنا العسكريين مستعدون لتقديم مساعدة طبية مؤهلة تأهيلاً عالياً لجميع المحتاجين إليها”.