شنار يدعو إلى محاكمة أردوغان بتهمة الخيانة الوطنية
تتزايد الانتقادات الرسمية والشعبية في الداخل التركي لسياسات رئيس النظام رجب طيب أردوغان، الذي تسبّب، من خلال سعيه إلى تسمين ثرواته الشخصية عبر نهب ثروات المنطقة، بتوريط تركيا في كثير من الملفات الدولية الشائكة، عبر نقضه للكثير من المعاهدات، واستعداء جميع دول الجوار باستخدام الإرهاب وسيلة لتحقيق مآربه، وذلك خدمة للمشروع الأمريكي الصهيوني في المنطقة.
وفي هذا السياق، دعا نائب رئيس الوزراء التركي وزير المالية السابق عبد اللطيف شنار، إلى محاكمة أردوغان بتهمة الخيانة الوطنية، وأشار، في حديث لقناة “بيزيم تي في” التركية، إلى أن الولايات المتحدة تستخدم نظام أردوغان أداة في تنفيذ مخططاتها، وقال: إن مخطط أردوغان لإنشاء قناة بين البحر الأسود وبحر مرمرة هو “مشروع أمريكي بامتياز، وتسعى واشنطن من خلاله لإدخال سفنها الحربية الكبيرة إلى البحر الأسود، وهو ما تمنعه اتفاقية مونترو لعام 1936″، مضيفاً: “يبدو واضحاً أن هناك اتفاقاً أو صفقة سرية بين أردوغان والرئيس الأمريكي دونالد ترامب في هذا الموضوع مقابل أن تغلق واشنطن ملف التحقيق حول مصادر ثروة أردوغان الشخصية وثروة عائلته”.
وبيّن شنار أن هذا “المشروع في حال إتمامه سيخلق لاسطنبول أولاً ومن ثم لتركيا مشكلات بيئية وجيولوجية، وبالتالي سياسية وأمنية كبيرة”، وقال: “في هذه الحالة يجب أن يحاكم أردوغان على فعلته هذه بتهمة الخيانة الوطنية، لأن ما يقوم وسيقوم به في هذا الموضوع خطير جداً”.
وكان سكان من اسطنبول وقّعوا مؤخراً على عرائض احتجاج لإبداء اعتراضهم على مشروع أردوغان إنشاء قناة تربط بين البحر الأسود وبحر مرمرة، مؤكدين أنه يلحق دماراً بيئياً بالمدينة.
من جهته، أكد عضو البرلمان عن حزب الشعب الجمهوري التركي أوتكو جاكير أوزار، أن سلطات النظام التركي تواصل قمعها واستهدافها الصحفيين المعارضين لسياساتها، كاشفاً أنها أودعت عشرات الصحفيين السجن خلال 2019.
وقال أوزار في تقرير أعدّه حول قمع سلطات النظام التركي للصحفيين خلال عام 2019: إن “عدد الصحفيين الموجودين في السجون وصل إلى 150 صحفياً بعضهم قيد الاعتقال وآخرون محكوم عليهم بالسجن فترات مختلفة”.
ولفت أوزار إلى أن الصحفيين مثلوا خلال هذا العام 733 مرة أمام محاكم النظام التركي بتهم مختلفة أغلبها “الإساءة” لأردوغان، وحكمت المحاكم على 76 صحفياً بالسجون لفترات مختلفة مجموعها 249 عاماً و11 شهراً و15 يوماً، مشيراً إلى أن سلطات النظام التركي حجبت 17 موقعاً إخبارياً، كما حكمت محاكمه بالسجن لفترات مختلفة مجموعها 56 سنة بحق 11 من عمال المطابع التي طبعت منشورات وكتباً معارضة لسياسات هذا النظام.
وكان معهد الصحافة الدولي أكد في تقرير له الشهر الماضي أن نظام أردوغان هو السجان الأقسى للصحفيين في العالم وأن أكثر من 120 صحفياً تركياً مازالوا يقبعون في سجونه، الأمر الذي يمثّل رقماً قياسياً عالمياً.
يشار إلى أن أردوغان استغل محاولة الانقلاب التي شهدتها تركيا في تموز عام 2016 ليفرض حالة الطوارئ في البلاد، ويزجّ عشرات الآلاف من العسكريين والمدنيين في السجون، ويفصل الآلاف من وظائفهم، فضلاً عن تضييقه بشكل كبير على وسائل الإعلام.
وفي الشأن الاقتصادي، أظهرت بيانات من معهد الإحصاءات أن عجز التجارة الخارجية لتركيا قفز بنسبة 232.2% على أساس سنوي في تشرين الثاني الماضي، ووصل إلى 2.234 مليار دولار. وأوضح المعهد أن صادرات تركيا ارتفعت بنسبة 0.1% على أساس سنوي إلى 15.503 مليار دولار، في حين أن الواردات قفزت بنسبة 9.7% إلى 17.737 مليار دولار.