عِطرُ الخِصَالِ
حسن حبيب سبأ
إلى أرواح شُهداء الوطن
“سامر سبأ، يامن سبأ، يزن سبأ، سموءل سبأ”
عطرَ الخصالِ سامرٌ وموقّــرٌ
أنتَ المقيمُ ونحنُ بعدَكَ هجّـــــــرا
ما متَّ أنتَ فالشّهيد مخيّـــــرٌ
بين الجِنانِ معطّراً ومطهّـــــــــرا
فانفذْ إلينا فالجناحُ مهيضـــــةٌ
واحنُ علينا والمهيضَ فجبّـــــــرا
قد جئتَ يوماً مثخناً بجراحــكَ
فحملتَ جُرحَكَ وارتحلتَ مسافرا
أسرجتَ متنَ الموتِ رحتَ تقودُه
فعلى سفوحِ المجد موتُكَ أمطــــرا
في إدلبَ الخضراء قاتلتَ العِدا
ونذرتَ روحكَ للرّدى يا ذا الثّـرى
وتركتَ أطفالاً وطالَ فراقُـــكَ
هم أربعٌ ورثوا الفَخارَ مؤطّـــــرا
كالرّمحِ “عمّارٌ” كأنّه “سامرٌ”
فالغصنُ أورقَ من أصولِكَ أزهرا
أمّا “لجينُ” كالبريق حُضُورُها
فالصّبحُ أبلجَ بل مساؤنا أقمـــــــرا
و”أليسّا” نهرٌ من حِراكِ غزالةٍ
تهبُ الدّنا حيويّةً وتبختُــــــــــــــرَا
و”عليُّ” إنّي ما رأيته إنّمـــــا
قد أخبروني بمثل وجهكَ صُــوِّرا
فذووكَ فيضٌ للحنان عليهــــــم
كالأمّ عطفاً موجعاً وتصبّـُـــــــرا
فوقَ الأبوّة حبّهم لصغـــــــاركَ
رحماءُ فيهم رأفةً وتحسّـــُــــــــرا
وطنٌ أحبّكَ أنت خير شبابــــــه
فغدى ترابُه من دمائكَ أطهـــــرَا
يا “سامر” هلّا التقيتَ بـ”يامنٍ”
يزنٌ ترجّلَ والسّموءلُ غــــــادرا
الله أكبر.. أنت أكبرُ منهُـــــــمُ
رهطٌ تسامى موغلاً نحو الــــذّرا
أخذوا بثأركَ عنوةً ممّــــن أذى
وطناً تحبّه فاصطفاكَ مخيّــــــرا
إنّ الثّلاثة أقسموا بشهيدهـــــم
فدماءُ “سامرَ” لن تضيعَ وتُهدَرا
ولجوا السّماءَ أتوكَ خيرَ ثلاثةٍ
شوقاً إليكَ تلهّفاً وتأثّــــــــــــــــرا
أبناء عمٍّ أنتمُ فتنعّمــــــــــــــُوا
إلّا الشّهيد مآله أن يعبُــــــــــــــرا
لجنانِ خلدٍ قد بناها إلهُنـــــــــا
فكساها حُسناً أجرى فيها الأنهُرا
الله يعلم قد حرقتم أضلعــــــــي
وفؤادي حزناً قد تشظّى تفجّرا
لكنّ فخري أنّكم شهداؤنـــــــــا
شرفٌ رفيعٌ نالَناَ دون الورى
أنتم وهبتُمُ للحياة نضــــــــــارةً
فتزاحُمُ الشّهداء منها أنضــَرَا
حتى السّماء تزيّنتْ بقدُومِكــــم
عدَدَ النّجوم تزايداً وتكاثـــــرا
يا جنّةَ الله التي قد أُحْضِــــرَتْ
زفّي إليكِ ثلاثةً مع “سامرا”
قولي لـ”مالك” أن يجمّع شملَهم
فـ”محمّدٌ” أدّى الصّلاة وكبّرا
طوبى لكم يا أهل بيتي إنّكُــــمُ
أبديتمُ الصّبرَ الجميل تشكّـــــرا