أمنيـــات بلـــون الأمــــل
سلوى عباس
هي الساعات الأخيرة من عام 2019 والناس يحتفلون بليلة رأس السنة يودعون عاماً حمل حقائبه ورحل معلناً قدوم عام جديد أطل علينا بكل ما يحمل من مفاجآت وأحلام يفردها حلماً حلماً، فيدغدغ آمالنا، ويرسم لنا آفاقا بأطياف ملونة ننسجها بخيالنا وأمانينا الخضراء كربيع نثر وروده في أروقة الزمان والمكان ليفوح عبيرها عطراً شذياً.. عام رحل تاركاً وراءه الكثير من الخيبات والانكسارات والأحلام المشروخة، فالحياة تسير برتمها المعتاد لا تتوقف أبداً والأجيال تعيش تفاصيلها كما يرسمها لها القدر، وكل جيل يسلم الجيل الذي يليه راية الغد، فالشباب يمثلون امتداداً لأحلام الكبار وآمالهم التي لم يتمكنوا من تحقيقها، ليكونوا الشهود على هذه الأحلام الفتية يباركونها ويشعلون فيها جذوة الأمل. ومع بداية العام الجديد الذي يئن تحت وطأة حقائبه المترعة بغيبيات يترجمها كل واحد منا حسب ما يتمنى ويريد.. هل لنا وبعيداً عن تنبوءات العرافين والمنجمين وفبركاتهم أن نقف لحظة مع أنفسنا نراجع فيها حساباتنا.. وأن نكون صريحين في رؤيتنا لأنفسنا ولمن حولنا، ونعمل على استدراك الحلم والإمساك به من جديد.
اليوم.. ونحن نرتب أولويات أيامنا نجدد لكم شهداؤنا صدق عهد قطعناه لكم أن نكون أوفياء لرسالتكم، فننهض من أحزاننا وآلامنا ونفتح في الحياة نوافذ تطل على أمل رسمته دماءكم التي حررتنا من فصول الألم التي تعاقبت علينا لسنوات ثمان، فوردة بيضاء لأرواحكم وتهنئة من القلب أن يحمل لكم وسام الشهادة المجد والخلود. وأنتم يا جنودنا الميامين المرابضين على حدود الحلم تنسجون للوطن الذي تعاهدتم معه على الوفاء وشاح النصر ولملمة الجراح لتبقى سورية قوية ومشرقة بإيمان أبنائها بها الذين ظلوا يحملون رايتها بيرقاً موسوماً بالأمل، لتجسّدوا أنتم هذا الأمل حيث تنبت بطولاتكم شجرة من عبق الحياة. ولحبيبتنا سورية التي ترسم أحلامنا وفي لحظة من عمر الزمن يهمي كل ياسمينها في قلوبنا، ويدخل اسمها في وقع أيامنا من بوابة الشغف.
في العام الجديد.. أفتح نافذة قلبي المفضية للحياة.. وأطيّر في سمائها حمامة من أمنيات وآمال، أحمّلها وجدي وأحلامي الندية، أن يشع ضوء النهار في أرواح السوريين جميعاً، لندرك أن هناك حياة، ولتعلن فينا أعيادنا، وتطير حولنا فراشات الفرح. ووردة من حب وأمل أن تكون 2020 مباركة على الناس جميعا، وأن تكون سنة خير وعطاء للجميع.