الشغب من جديد
مرة جديدة نجد أنفسنا مضطرين للحديث عن ظاهرة الشغب، وذلك بعدما شاهدنا ما حصل في المباراة الثالثة الفاصلة بين الوحدة والوثبة في الدور نصف النهائي من كأس الجمهورية لكرة السلة، فبعد أن سعدنا من منظر الجماهير الكبيرة وهي تحضر لصالة الفيحاء لمتابعة اللقاء على أرض الواقع، فكان المنظر هو الأجمل ولم نشهد مثيلاً له منذ بطولة دمشق الدولية التي كانت تقام فيما مضى، يبدو أن قلة من الجماهير الغاضبة لم يعجبها هذا المنظر الحضاري مع خسارة فريقها فقامت بافتعال مشاكل لا تمت للرياضة بأية صلة.
الكثير من إشارات الاستفهام العريضة سجلناها على المباراة، فقد رأينا فيها كل فنون الألعاب القتالية من كاراتيه، وكيك بوكسينغ، وتايكوندو، وكأن الفريقين أرادا إظهار مواهبهم في هذه الألعاب، ورافق هذه الاشتباكات سيل من الشتائم الخادشة للحياء التي تعدت على قدسية الرياضة، ومبادئها، وأخلاقها النبيلة.
لا ندري لماذا كل هذا قد حدث، وإذا كانت الرياضة ستنتهي بمثل ما انتهت إليه هذه المباراة، فما الفائدة منها، والغريب في المباراة أن ما حدث كان أمام مرأى القيادة الرياضية؟!.
اتحاد كرة السلة مطالب باتخاذ قرارات رادعة في هذه المباراة، ومعاقبة كل من تسبب بمشاكلها، وشارك في أحداثها غير المبررة، فهذه الحادثة تسيء كثيراً إلى الرياضة عموماً، وإلى كرة السلة خصوصاً، وإذا لم يتخذ اتحاد اللعبة القرارات المفترضة فإنه سيفتح الباب مشرعاً أمام المزيد من الإساءة للعبة، والمزيد من الشغب في صالات السلة.
الدعوة الأخيرة موجهة لعناصر حفظ النظام والقائمين عليه، فمن غير المقبول ترك المشاغبين، والتعرّض لمن جاء ليحضر المباراة بصفة متفرج، حيث تعرّض هؤلاء للإساءة دون وجه حق؟!.
عماد درويش