رياضة الريف.. ملفات ضخمة تحتاج للمتابعة وصعوبات تبحث عن معالجة.. والتأجيل مرفوض!
مع وصول قيادة جديدة لفرع الاتحاد الرياضي في ريف دمشق، بدا الترقب سيد الموقف في رياضة محافظة تعد الأكثر نجاحاً خلال السنوات الماضية، فمن عايش واقع المحافظة رياضياً في فترة الأزمة تحديداً يدرك مدى العمل الذي قامت به اللجنة التنفيذية، ونجاحها في المحافظة على تواجد رياضييها، وتأهيلهم لتحقيق الإنجازات في أصعب الظروف وأحلك المواقف.
وإذا كانت الدورة الانتخابية قد حملت تغييراً على صعيد قيادة الفرع فإن الآمال المعقودة تبدو كبيرة، وخاصة مع صعوبة الحفاظ على النجاحات، والانطلاق نحو الأفضل، وهذا الأمر يبدو صعباً، ويحتاج لجهود جبارة لتجاوز المطبات الكثيرة.
رياضيو الريف حمّلوا “البعث” بعض مطالبهم للمرحلة القادمة ليتم العمل على تحقيقها بعيداً عن شماعة الأزمة التي باتت من الماضي.
المنشآت أولاً
لا يخفى على أحد مقدار الضرر الذي ألحقه الإرهاب بالمنشآت الرياضية في الريف، وتأثير ذلك على العمل الرياضي برمته، لذلك يبدو الموضوع المنشآتي الملف الأكثر إلحاحاً للمعالجة في ضوء رغبة الكثير من الأندية بتنشيط ألعابها، وبالتالي حاجتها لأماكن للتدريب.
ولعل الطرح الأكثر قرباً للواقع كان الابتعاد عن تخصيص منشأة لكل ناد، والانتقال لإنشاء مركز رياضي في كل منطقة يخدم كل أنديتها، لكن هذا الأمر لن يحصل بالهين، بل هو بحاجة لمتابعة ميدانية، ووضع تصور لإكمال ما تم العمل عليه في الفترة الماضية.
وفي هذا الإطار يجب الإسراع في تعيين مدير لمنشآت المحافظة بعد فترة الفراغ الطويلة التي مر بها المنصب الذي يفترض أن يعنى بشؤونها، ويضع التصورات اللازمة لتطويرها.
استثمارات غائبة
وإذا كانت الأزمة قد أثرت بشكل مباشر على المنشآت فإنها أتت أيضاً على الاستثمارات التي تعد العصب الحيوي لتوفير الأموال اللازمة، ولكن بعد تطهير كل أرجاء المحافظة من رجس الإرهاب قبل نحو عامين، تم إيجاد صيغ لاستثمارات بسيطة توفر الحد الأدنى من الاحتياجات، فيما بقيت الأمور معلّقة في أغلب أندية المحافظة.
هذا المفصل بالتحديد يعاني من مشكلة بارزة تحتاج لحل جذري تتعلق بالعقود الموقعة مع المستثمرين في سنوات الأزمة، والتي لم تنفذ، وبعضها لم ير النور أبداً، وهذه الإشكالية تقف حجر عثرة في طريق أي استثمار جديد، وتمنع الأندية من الاستفادة من هذا المورد.
ولعل المقترح الأفضل في هذا السياق هو إعطاء الجانب القانوني الاهتمام اللازم، وتوعية إدارات الأندية بحقوقها وواجباتها الاستثمارية تلافياً لزيادة المشاكل.
شح مالي
أندية الريف رياضياً تسير بخطا ثابتة نحو استعادة موقعها الريادي في دعم المنتخبات الوطنية، ولكن أيضاً بحاجة لإلزامها بالخارطة الرياضية، ووقف تمدد كرة القدم التي بدأت تنتشر عشوائياً دون دراسة الجدوى، كما أن إنهاء الاعتماد على الإعانات المالية لابد منه لبناء رياضة حقيقية، فالكثير من الأندية تنتظر الإعانة التي يقدمها الفرع، والمساعدة المقدمة من المحافظة لتسيير أمورها دون وجود أفق حقيقي للتخلص من هذه المعضلة التي يجب أن تتضافر فيها جهود الاتحاد الرياضي والفعاليات الاجتماعية لتوفير الدعم المالي، وبالتالي التخلص من حالة العوز الذي تعيشه الأندية، وهنا لابد من الإشارة إلى أن الاتحاد الرياضي العام يتحمّل جانباً كبيراً في هذا الإطار، مع اعتبار محافظة الريف محافظة مقيمة في البطولات التي تجري في دمشق، وبالتالي حرمان رياضييها من إذن السفر الكامل، ما يزيد من المتاعب المالية.
مسؤولية مضاعفة
كل ما تقدم يشير إلى أن الفترة المقبلة ستكون مليئة بالتحديات أمام اللجنة التنفيذية الجديدة التي تضم أسماء صاحبة كفاءة، ولكن يبقى الخوف من الوقوع في مطب نسف جهود من سبق تحت حجة التجديد، وإهمال كل الجهود السالفة، وهذا أمر سينعكس سلباً على البناء على النجاح الذي نأمله، فالخطوات الأولى ستكون ذات دلالة كبيرة، والعمل على تلافي السلبيات، وملامسة أوجاع الرياضيين، ما سيحمل الكثير من المؤشرات التي ينتظرها المخلصون من رياضيي الريف.
مؤيد البش