“كيفوركيان” لم تفارقه الكاميرا 68 عاماً
في الثمانين من عمره يحمل “كريكور كيفوريان” كاميرته ويصور وجوه الأطفال، حياة الناس في القامشلي بكل تفاصيلها، يدخل الحديقة، ويتجه للملعب، من حي لآخر، سيراً على قدميه، يقطع المسافات، يلتقط صورة، لكبير في السن وامرأة عجوز، وطفل مبتسم، وهو أوّل من أدخل فكرة التصوير الجوال في المدينة، وحافظ عليها حتى يومنا هذا، وله حصة بمباريات الكرة، ومناسبات المنطقة، أحب التصوير صغيراً والتصق بالعدسة منذ العام 1954 وهو في الثالثة عشرة.
يعتبر “كريكور” أو “كوكو” الاسم الذي اعتاد أهالي القامشلي مناداته به أن الكاميرا جزء من حياته، وترك المدرسة لأجل التصوير، تدرب لأشهر قليلة عند المصور “كرنيك” أول مصور بالقامشلي، بعد فترة قصيرة قرر الانفصال عنه ليعمل وحيدا بشكل حر، حاملا كاميرته في عنقه، وجال بها سيراً على الأقدام في أحياء وشوارع المدينة، التقط الصور لكل صغيرة وكبيرة فيها المدينة سواء الصور التذكارية للأهالي أو للأطفال في الحدائق وحتى صور المعاملات، في بداياته كانت الصورة بثلاث ليرات سورية والكاميرات تشبه العملة النادرة، “كريكور” مازال مهتماً بمهنته ليس لحاجته للمال بل لرغبته في البقاء بين الناس الذين مازال البعض منهم يسألون عنه ويلتقطون بكاميرته صورهم الخاصة.
يجده الأهالي في كل مكان، في الملاعب، والأسواق، يتنقل بين المتنزهات والأحياء والحفلات، أحّبه الناس وأحبهم، حتى بات جزءاً من حياتهم اليوميّة، هرم وشاب شعره في التصوير، لكن حياته وتفاصيلها اليومية تحتاج إلى أن يلتقي بمن عاشوا معه منذ أن كان يافعاً.
عبد العظيم العبد الله