عام المشاركات الخارجية
مع دخول العام الجديد الذي تزامن مع بدء الدورة الرياضية العاشرة، تبرز قضية المشاركات الخارجية التي تنتظر ألعابنا المختلفة في الأشهر الاثني عشر المقبلة، حيث بدأت الاتحادات تضع خطتها السنوية، وروزنامة نشاطاتها التي تتضمن العديد من الاقتراحات للتواجد في بطولات قارية وعربية وإقليمية.
العام المنصرم شهد تحقيق رياضتنا أكثر من 500 ميدالية في مختلف الألعاب، وهي حصيلة مقبولة من الناحية النظرية، ووفق معطيات الواقع، لكن المأمول هذا العام أن نجد حصيلة نوعية تبتعد عن الكم لحساب الكيف، وهذا الأمر بحاجة لجهد المكتب التنفيذي والاتحادات بآن معاً.
فالمكتب التنفيذي يجب أن يضع في حسابه أن الفترة الحالية التي تسبق عقد المؤتمر العام يجب أن تشهد رسم ملامح المرحلة المقبلة، وتحديداً على صعيد تغيير الأهداف، والانتقال من حيز إثبات التواجد لحصد الإنجاز في أقوى البطولات مع وصول الأزمة لمراحلها الأخيرة، وتخلصنا من تبعاتها على كافة الصعد، هذا الكلام يعني أن أية مشاركة خارجية يجب أن ترتبط بشروط معينة، وأهمها أن يذهب لاعبونا للمنافسة الحقيقية، واللعب على المراكز الأولى، وليس لمجرد التواجد، مع الأخذ بالحسبان ضرورة توفير فرص الاحتكاك لبعض الرياضات التي عانت من الابتعاد عن الأجواء الدولية.
وللأسف بعض الاتحادات منذ الآن تضع في حسبانها أن تشارك في بطولات بعيدة المتناول مع معرفتها المسبقة بعدم القدرة على مجاراة الخصوم وليس التغلب عليهم، وهي بذلك تضيّع على لاعبيها إمكانية الاستفادة من أموال هذه الأسفار لإقامة معسكرات خارجية ترفع فيها مستواهم.
موضوع البطولات الخارجية والسفر ليس هماً جديداً، بل هو محل شكوى دائمة من أغلب اللاعبين والاتحادات، لكن الجديد هو أننا على أعتاب مرحلة يفترض أن نشهد فيها تغيراً في طريقة العمل نحو الأفضل، ومؤشر تحقق هذا التغير هو الإنجازات في بطولات مرموقة قارياً وعالمياً.
مؤيد البش