عصــام المأمــون: لكـــــل لوحـــة لـون هـــو روح الرؤيـــــة
يبث الفنان عصام المأمون في لوحاته أفكاره المنبثقة عن رؤية بانورامية لحالات إنسانية واجتماعية, فتبدو صفحات مشهدية لقصة قصيرة يرسمها بلغة تعبيرية خاصة هي جزء من الحياة وطقوسها المغلفة التي لا تسرد, وما على الفن إلا استنباطها بالتصوير وهي سمة الفن الذي يعيد تشكيلها حسب رؤية الفنان كجسر بين الواقعية والمعنى في عين المشاهد إّذ له دور المتلقي في إنتاج معنى اللوحة.
وتميز اللون العبق والمتموج بانسداله على غالب اللوحات وتشكيله خلفية مبهرة أو عمق منظور اللوحة وهو ما يريده الفنان ليكون مع المشاهد المؤثر البصري الأول..!ّ اللوحات واضحة المنظور والوجوه أبطال لهم إيقاع حسي لأنهم انعكاس لفكرة بدت عليها وتشبه الدراما المشهدية لأنها تترك المعاني والتساؤلات للمشاهد, أما “الإضاءة” فهي لعبة الظلال والتدرج اللوني الذي سمح له بالتعبير عبر اللون الواحد عن آفاق وظلال وتقديم مد بصري وعمق له..
بهذه الجمالية يقدم الفنان رسالته الخاصة وبمصداقية ريشته ذات اللمسة المميزة، وعن التلوين في تجربته قال: “اللون أبجدية الريشة فالأحمر حار يشبه النار ويرمز للكثير, ثم إن اللون عمل بصري يدخل في اللوحة كأي لون يدخله الفنان ولتوازن العمل الفني لا بد من لون بطل تتمازج به الألوان الأخرى, إذ لكل لوحة حكاية ورموز يتركها الفنان ليفسر كل متلق ما يحرك خياله وذاكرته, مثل شعر الحداثة الذي يخضع للمتلقي ويراه يحمل وجوها عديدة.. هكذا هو الفن المعاصر مشهد بصري مفتوح الآفاق لا يميزه إلا البحث والتجديد لخلق مشهد جديد مثير للبصر, والفكر والمعاصرة بمفهومي هي مابعد الحداثة وتحمل مدارس حديثة وقديمة…”
وعن القصة كحالة واضحة في اللوحة أجاب: أنا أعمل على الحالات الإنسانية وما يكمن في عمق الإنسان بما يحمل من انكسارات وحزن وفرح، وبما يعيشه من ظروف تنعكس على خبايا نفسه وتؤطرها بالمشاعر التي تنعكس على الوجوه وتجعل من اللوحة مرآة للذات”.
رجائي صرصر