تظاهرة حاشدة في حلب: إصرار على التصدي للغطرسة الأمريكية بتكليف من الرئيس الأسد.. عزام يعزي العراق الشقيق باستشهاد المهندس
بتكليف من السيد الرئيس بشار الأسد، قدّم وزير شؤون رئاسة الجمهورية منصور عزام، أمس، التعازي للعراق الشقيق باستشهاد أبو مهدي المهندس نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي وكوكبة من رفاقه المقاومين، وذلك في مقر السفارة العراقية بدمشق.
وسجّل الوزير عزام كلمة في سجل التعازي، نقل فيها تعازي الرئيس الأسد للقيادة العراقية والشعب العراقي الشقيق وإلى ذوي الشهداء الذين ارتقوا دفاعاً عن الحق والحرية وسيادة دولتهم واستقلالها في محاربة الإرهاب وذيوله. وأكد الوزير عزام في الكلمة أن هذه الجريمة تشكّل انتهاكاً للقانون الدولي ولميثاق الأمم المتحدة واعتداء سافراً على أرض العراق الشقيق، وأن هؤلاء الشهداء سيبقون شعلة تنير درب المناضلين والمقاومين في سبيل الحرية ومنارة تحملها الأجيال القادمة.
وفي تصريح للصحفيين قال الوزير عزام: إن هذا الحدث الجلل باغتيال أبو مهدي المهندس هو اعتداء سافر على سيادة دولة العراق الشقيق، وإن هذا الاغتيال برسم جميع الدول التي تدّعي الحرية والديمقراطية وسيادة الدول، وأضاف: إن هؤلاء الشهداء سيبقون علماً وملهماً ونبراساً للأجيال المقاومة القادمة من خلال شباب المقاومة السائرين على هذا الدرب الذين يسطّرون كما سطّر هؤلاء ملاحم في مقارعة الإرهاب.
وشارك في تقديم التعازي نائب وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد وسماحة المفتي العام للجمهورية الدكتور أحمد بدر الدين حسون وعدد من ضباط الجيش العربي السوري وقادة وممثلو الفصائل الفلسطينية وعلماء الدين الإسلامي ورجال الدين المسيحي وسفراء عدد من الدول العربية والأجنبية المعتمدون في دمشق ورؤساء وممثلو أحزاب ومنظمات شعبية وعدد من شيوخ العشائر والقبائل في سورية.
وفي تصريح للصحفيين، أكد الدكتور المقداد أن الجريمة التي ارتكبتها الإدارة الأمريكية تشكّل إرهاب دولة وجريمة ضد الإنسانية وتحدياً صارخاً لسيادة العراق الشقيق، منوّهاً بتضحيات الشهداء المقاومين الذين قدّموا أرواحهم ودماءهم لكي يكون العراق حراً ومستقلاً وذا سيادة، وأشار إلى أن قرار مجلس النواب العراقي المطالب بانسحاب القوات الأمريكية يمثّل الإرادة الحقيقية ليس للعراقيين فقط، بل لكل العرب والمسلمين، مؤكداً وقوف سورية إلى جانب العراق الشقيق نحو ترسيخ وحدته وسيادته.
المفتي حسون أكد خلال تقديم التعازي أن الشهيدين أبو مهدي المهندس والفريق قاسم سليماني ورفاقهم حاربوا تنظيم “داعش” الإرهابي، الذي جاء لتدمير حضارة وتاريخ سورية والعراق بهدف حرف الأنظار عن القضية الفلسطينية، مشدداً على صمود الشعبين السوري والعراقي ومواصلة نهج المقاومة للحفاظ على وحدة الأرض والشعب.
السفير اليمني بدمشق نايف القانص عبّر عن استنكار بلاده للاعتداء الأمريكي الذي أدى إلى ارتقاء الشهداء، مشيراً إلى أن هذه الجريمة البشعة التي ارتكبتها الولايات المتحدة تشكّل خرقاً للقوانين والمواثيق الدولية وتهديداً للسلم والأمن الدوليين.
بدورها أعربت القائم بأعمال السفارة العراقية بدمشق نيران هاشم شاكر عن شكرها للمشاركين في تقديم التعازي وعلى مشاعر الوفاء للشهيد، لافتة إلى أن الشهيد المهندس ورفاقه ضحوا بدمائهم دفاعاً عن الحق والكرامة والعدالة، وستكون شهادتهم نبراساً ودافعاً لمواصلة نهج المقاومة.
وفي حلب شهدت ساحة سعد الله الجابري تجمعاً جماهيرياً حاشداً تنديداً بجريمة اغتيال الفريق قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي وعدد آخر من المقاومين، واستنكرت الحشود الاستهداف الإرهابي الأمريكي للمقاومين، معربة عن غضبها لهذا العمل الإجرامي الذي يعبّر عن العربدة الأمريكية في المنطقة واستهتارها بالقانون الدولي وسيادة الشعوب والدول.
ورفع المحتشدون الأعلام واللافتات التي تندد بالاحتلال الأمريكي والإسرائيلي، والتي تدعو إلى خروج القوات الأمريكية من العراق وسورية، منوّهين بأن دماء الشهيدين سليماني والمهندس ومن كان معهما من المقاومين ستبقى منارة يهتدي بها رجال المقاومة للسير على خطاهم حتى تحرير آخر شبر من تراب الوطن وطرد الغزاة والمحتلين.
وأحرق المشاركون في التجمع الأعلام الأمريكية والإسرائيلية في رسالة تؤكّد صمود المقاومة وتحديها جميع الممارسات الإجرامية والإرهابية التي ترتكبها قوات الاحتلال الأمريكي والصهيوني بحق أبناء الشعب العربي، وأكد ثبات محور المقاومة وإصراره على التصدي للغطرسة الأمريكية في المنطقة والإرهاب المنظم الذي تمارسه، لافتين إلى أن هذه الجريمة النكراء لن تزيد أبطال المقاومة إلا صموداً ولن تثني من عزيمتهم في التصدي للاحتلال الغاشم ومواجهته على كامل التراب العربي.
وأوضح القاضي عبد الله الحسين أن جماهير حلب تقف اليوم وقفة عز وشموخ تنديداً بالجريمة التي ارتكبها العدوان الأمريكي بحق المقاومين، معتبراً أنه عمل إرهابي جبان، فيما بيّن الشيخ أحمد علي السالم من عشيرة البومسرة أن هذه الوقفة هي للتضامن مع أبطال المقاومة وللصمود بوجه الاحتلال والإرهاب الأمريكي، وأضاف: “سنبقى مع المقاومة حتى تحرير آخر شبر من تراب الوطن”، ولفت الشيخ عبد الله دندل شيخ عشيرة البوشيخ إلى أن الحشود الغفيرة من أهالي حلب جاءت اليوم لتقول بصوت واحد نحن ضد الإرهاب الأمريكي ومع محور المقاومة لتحقيق الشهادة أو النصر.
واعتبرت نيروز كالو أنه مهما سالت دماء الشهداء فلن نهدأ أو نستكين حتى نحرر آخر شبر محتل من أرض الوطن، بينما لفتت ناريمان محمد إلى أن شهيدي المقاومة سليماني والمهندس هما شهيدا الأمة العربية، وقد خطا بدمائهما الزكية دروب النصر والتحرير، وأوضح المهندس محمد الأحمد أن حشود اليوم تستنكر الإرهاب الأمريكي وجريمته النكراء بحق الشهيدين سليماني والمهندس، وهي تعبير عن التفافها حول محور المقاومة وتمسّكها بنهجها لطرد الغزاة والمحتلين وتحرير الأرض من دنس الإرهاب.