أثافي تثقل كاهل المواطن..!.
يتلقى المواطن السوري هذه الأيام ضربات قاسية باتت تتكرر في كل موسم، لجهة حصوله على الأثافي الثلاث اللازمة للعيش “كهرباء – مازوت تدفئة – غاز”..!.
وفي الوقت الذي تسارع الجهات الحكومية المعنية بتبرير ما يكتنف المشهد من تحديات أثرت بشكل كبير على ارتفاع ساعات التقنين، وانحسار مادتي المازوت والغاز، نتيجة العقوبات المفروضة علينا بالدرجة الأولى -ونحن بلا شك نقدر ذلك-، ثمة شريحة محددة بمنأى عن أية أزمة في هذا المجال، وفي أسوأ الأحوال يكون التأثر بها محدوداً..!.
بدليل أننا نلاحظ وجود فجوة كبيرة بين الريف والمدينة، حيث إن الأول يعتبر أشد برودة ويكابد تحت جنح الظلام وقسوة البرد أكثر من الثاني بسبب تدني ساعات التغذية الكهربائية، وتدني حصته من المازوت والغاز، مع العلم أن المستوى المادي لأغلب سكانه لا يقارن بأي شكل من الأشكال مع نظرائهم من سكان المدينة الذين ينعمون بساعات تغذية كهربائية مضاعفة، وكذلك بحصة من المازوت تصل إلى 100% من حصة الريف ويستطيعون تأمين محروقاتهم من السوق السوداء بأي سعر كان..فأي عدل هذا..!.
اللافت في هذا السياق أن هذا المشهد يتكرر كل عام كما أسلفنا، والحكومة لم تتخذ أي إجراءات أو برامج تخفف من وطأته المتزايدة عاماً بعد عاماً، وكأنها تراهن على مدى تحمل المواطن وقدرته على مصارعة تأمين أبسط متطلبات عيشه..!.
بالتأكيد ثمة صعوبة بالوضع الاقتصادي والخدمي، ولا شك أن العقوبات الاقتصادية فعلت فعلها لجهة الضغط على المستوى المعيشي، لكن عدالتي التقنين والتوزيع لاتزالان غائبتين تماماً، وهنا بيت القصيد، إذ يتوجب العمل على هذه الحيثية المهمة والأخذ بعين الاعتبار تداعياتها المحتملة في حال استمرارها، ونعتقد أن هذا الأمر مرتبط بالضرورة بالقصاص من أولئك المتاجرين بمادتي المازوت والغاز في السوق السوداء..!.
إن المواطن السوري أيها السادة.. وصل إلى حد لا يستطيع تحمل ما يضطر إلى تحمله بسبب المتاجرين بأبسط ما يفترض أن يقدم له من خدمات، وبات ينتظر ساعة الفرج لإنصافه والانتصار له من تكالب الساعين لتحقيق أرباح غير مشروعة على أكتافه..!.
لن نزيد على ما سبق.. نضع ما أسلفنا بعهدة الحكومة علّها تستدرك الوضع وتنتصر للمواطن..!.
حسن النابلسي
hasanla@yahoo.com