الصفحة الاولىصحيفة البعث

الحرس الثوري يعرض تفاصيل عملية استهداف القاعدة الأمريكية قاآني: إيران وجّهت أول صفعة إلى أكبر قوة في العالم

أقيمت في العاصمة الإيرانية طهران، أمس، مراسم تأبين للشهيد الفريق قاسم سليماني ورفاقه، بحضور قائد الثورة الإسلامية الإمام السيد علي الخامنئي ورؤساء السلطات الثلاث، فيما شدّد قائد القوة الجو فضائية في الحرس الثوري العميد أمير علي حاجي زاده: “كان بإمكاننا استهداف مكان وجود الجنود الأمريكيين في قاعدة عين الأسد في العراق، لكن ذلك لم يكن هدفنا”، مؤكداً “هدفنا كان تدمير غرفة مركز القيادة في القاعدة، وهو ما قمنا به وفق ما تظهره الصور”.

وفي كلمة خلال مراسم التأبين أكد العميد اسماعيل قاآني، قائد فيلق القدس في الحرس الثوري، أن إيران وجّهت أول صفعة إلى أكبر قوة في العالم من خلال الهجوم على أهداف أمريكية في العراق، وقال: نأمل أن تكون مكملة للقرار المهم الذي اتخذه البرلمان العراقي وإرادة شعوب المنطقة لأجل إخراج القوات الأمريكية من المنطقة، وأوضح أن التشييع المهيب لجثمان الشهيد سليماني والمراسم التي نظّمتها مختلف شعوب العالم بهذه المناسبة أظهرت تأييداً واسعاً لخط مقاومة الاستكبار العالمي.

في سياق متصل، أكد نائب رئيس هيئة الأركان العامة الإيرانية، العميد محمد رضا آشتياني، أن الضربة الصاروخية على قاعدة عين الأسد أظهرت هشاشة القدرات الدفاعية الأمريكية.

وأوضح أن أمريكا ومع كل دعايتها حول قدراتها بالدفاع الجوي واعتراض وإسقاط الصواريخ ظلت عاجزة أمام الضربة الصاروخية الإيرانية ولم تفعل شيئاً، واعتبر أن ضرب قاعدة أمريكية يظهر انتصار محور المقاومة الذي سيمضي قدماً بقوة وثبات.

وكانت قوات حرس الثورة الإيرانية ردّت فجر الأربعاء على اغتيال القوات الأمريكية قائد قوة القدس الجنرال قاسم سليماني، عبر قصف صاروخي استهدف قاعدة “عين الأسد” العسكرية التي تعتبر من أكبر قواعد الولايات المتحدة في العراق.

في السياق ذاته، أكد قائد القوات الجو فضائية التابعة للحرس الثوري، العميد أمير علي حاجي زادة، أن إيران ومحور المقاومة أنهت معادلة الرعب، وأن محور المقاومة سيطرد القوات الأمريكية من المنطقة، وقال: أمريكا ارتكبت خطأ استراتيجياً باغتيالها الفريق سليماني ورفاقه، وما قام به الحرس الثوري الإيراني بضرب القاعدة الأمريكية في العراق يمثّل بداية إخراج القوات الأمريكية من المنطقة.

ولفت حاجي زادة إلى أنه تمّ استهداف أكبر قاعدة أمريكية كانت تستخدم لتجهيز المروحيات الحربية، وأضاف: “هناك قتلى ومصابون بين القوات الأمريكية رغم استهدافنا مراكز قيادة، وما قاله الرئيس الأمريكي بخصوص ذلك محض كذب”، مضيفاً: “الرد التالي سيكون خطوة تغيّر وضع المنطقة برمتها”.

وكشف حاجي زادة أنه تزامناً مع الهجمات الصاروخية على قاعدة عين الأسد، تمّ تنفيذ هجمات سيبرانية ضد أنظمة حاملات الطائرات الأمريكية، مشيراً إلى أنه تمّ تعطيل أنظمة طائرات استطلاع أمريكية تقوم بعمليات رصد.

حاجي زاده شرح تفاصيل عملية القصف الصاروخي الذي استهدف القوات الأمريكية في “قاعدة عين الأسد” على خارطة كبيرة ومفصّلة، مشيراً إلى أن “الطائرات الأمريكية كانت ترصد الأجواء في المنطقة قبل تنفيذ العملية”، وأكد أن العملية على “قاعدة عين الأسد” هي الخطوة الأولى من القصاص الذي سيكون بإخراج القوات الأمريكية من المنطقة”.

وإذ أشار حاجي زاده إلى أن الأمريكيين لم يطلقوا رصاصة واحدة باتجاه القوات الإيرانية، بالرغم من القدرات الهائلة التي يملكونها، أكد أن 9 طائرات أمريكية أجلت المصابين من قاعدة عين الأسد إلى “إسرائيل” والأردن، وأحد المستشفيات في بغداد، وأشار إلى أنه إذا كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مصرّاً على عدم وقوع إصابات في صفوف جنوده، فـ “عليه أن يفتح قاعدة عين الأسد ليثبت ذلك”، مؤكداً أن الرد كان دقيقاً ومرحلة “اضرب واهرب” انتهت.

ورأى حاجي زاده أن “وجود الأمريكيين في المنطقة بات في خطر”، داعياً إياهم “للاتعاظ مما حصل معهم ومغادرة المنطقة طوعاً”، وتوجّه حاجي زاده للأنظمة الخليجية قائلاً: “أنتم تستضيفون قواعد وجنوداً أمريكيين، لكن أمريكا لن تتدخل لإنقاذكم”.

وإذ اعتبر أن “اغتيال الشهيد سليماني سيحدث تسونامي في المنطقة، وسيجرف كل القواعد الأمريكية فيها”، لفت إلى أن “هذه العمليات لا تساوي دماء الشهيد سليماني ورفاقه”، وأكد أن “ما بعد اغتيال الشهيد سليماني بدأت مرحلة جديدة من الثورة في المنطقة”، وشدّد على أن “الصفعة الإيرانية كانت السر في العملية، والخطوات اللاحقة ستتم عبر جبهة المقاومة”.

الانتقام ألحق أضراراً جسيمة بالقاعدة

من جهته، أشار نائب قائد الحرس الثوري، العميد علي فدوي، إلى أن الأمريكيين لا يستطيعون ارتكاب أي خطأ بعد الهجوم الصاروخي الذي كان جزءاً من قوة حرس الثورة، مؤكداً أن بلاده ستنفّذ “انتقاماً أشد قريباً”، وشدد على أنه لا يمكن لأمريكا القول إنها انتصرت على إيران ولو لمرة واحدة، فهي محور الشر في العالم، منوّهاً بقدرة إيران على الوقوف أمام الأعداء والرد عليهم، فيما أعلن مستشار قائد الحرس الثوري، حميد رضا مقدم ‌فر، أن الانتقام ألحق أضراراً جسيمة بالقاعدة، رغم محاولة الأمريكيين إخفاء الحقيقة، محذّراً من أن أي رد أمريكي سيزيد من شدة عمل طهران مع جبهة المقاومة، لأن قواعدهم ومصالحهم الحيوية في المنطقة في متناول طهران.

واشنطن تقضي أيامها الأخيرة في المنطقة

سياسياً، أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن شعوب المنطقة هي صاحبة القرار، وتريد خروج الولايات المتحدة الأمريكية منها، وقال، في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي تويتر: “إن المعدات العسكرية لا تحكم العالم، بل أن الشعوب هي الحاكمة، وهي تطالب بخروج الولايات المتحدة من منطقتنا”، واعتبر أن الولايات المتحدة تقضي أيامها الأخيرة في المنطقة نتيجة السخط العام من مواقفها وسلوكها العدواني.

بدوره أكد مندوب إيران الدائم لدى الأمم المتحدة مجيد تخت روانجي أن استهداف القاعدة العسكرية الأمريكية في العراق يأتي وفقاً لمبدأ الدفاع عن النفس، وقال في رسالة وجهها إلى الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة انتونيو غوتيريس ورئيس مجلس الأمن الدولي: إن الإجراء الأمريكي باغتيال الشهيد سليماني هو عمل إرهابي.

وأضاف روانجي: إنه في الساعات الأولى من فجر أمس الأول، وفي إطار العمل بالحق الذاتي في الدفاع عن النفس، وفقاً للمادة 51 من ميثاق منظمة الأمم المتحدة، قامت القوات المسلحة الإيرانية بالرد العسكري المناسب على قاعدة عين الأسد العسكرية الأمريكية في العراق، والتي انطلق منها العمل الإرهابي الجبان باغتيال الشهيد سليماني، وأشار إلى أن هذه العمليات جرت وفق أهداف عسكرية دقيقة وذكية دون إلحاق الضرر بالمدنيين والممتلكات غير العسكرية في المنطقة، مؤكداً أن إيران بصفتها عضواً مسؤولاً في منظمة الأمم المتحدة ملتزمة بالأهداف والمبادئ المنصوص عليها في ميثاق منظمة الأمم المتحدة وصون السلام والأمن الدولي، وتؤكد بأنها لا تسعى وراء تصعيد التوتر أو الحرب.

وحذّر مندوب إيران الدائم في منظمة الأمم المتحدة من مغبة أي مغامرة عسكرية أخرى ضد بلاده، التي تعلن عزمها الحازم، ووفقاً للقوانين الدولية القابلة للتنفيذـ الدفاع عن شعبها وسيادتها ووحدة أراضيها أمام أي اعتداء، وأكد احترام إيران الكامل لاستقلال وسيادة ووحدة أراضي العراق.

من جهة ثانية، أكد الرئيس الايراني حسن روحاني أن الإجراءات الأمريكية الإرهابية تهدّد أمن المنطقة، مبيناً أن الجريمة النكراء باغتيال سليماني انتهاك لكافة القوانين الدولية، وشدد، خلال اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، على أن رد إيران على الولايات المتحدة وقصف قاعدتها العسكرية في العراق يتوافق مع البند الـ 51 لميثاق الأمم المتحدة وللدفاع عن النفس، موضحاً أنه في حال ارتكب الأمريكيون خطأ آخر فإن الرد سيكون أخطر بكثير هذه المرة.

وأوضح روحاني أن أساس كافة التهديدات الأمنية الأخيرة هو انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي وإجراءاتها اللاقانونية، وقال: “لو أعادت أوروبا التزاماتها بالاتفاق النووي سنعيد أيضاً التزاماتنا به، وأن طهران تواصل التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي ستواصل إشرافها على النشاطات النووية لإيران”، ودعا بريطانيا إلى عدم الانصياع للولايات المتحدة وإعادة النظر في مواقفها تجاه قضية اغتيال سليماني.

بدوره أعرب جونسون عن أسفه ومواساته للحوادث التي شهدتها إيران خلال الأسبوع الأخير، وأبدى قلقه تجاه زعزعة الأمن في المنطقة.