تجمّع جماهيري حاشد في اللاذقية تنديداً بالعدوان الأمريكي أحزاب عروبية: اغتيال سليماني والمهندس إمعان في العربدة الأميركية
بعد حلب وحمص، شهدت ساحة محافظة باللاذقية تجمعاً جماهيرياً حاشداً تنديداً بالعدوان الأمريكي، الذي أدى إلى استشهاد الفريق قاسم سليماني قائد فيلق القدس وأبو مهدي المهندس نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي وعدد من رفاقهم المقاومين بالقرب من مطار بغداد، فيما أكدت أحزاب ومسؤولون سلوفاك وتشيك أن اغتيال سليماني ورفاقه عمل إرهابي.
ففي اللاذقية، أكد أبناء المحافظة، خلال التجمع الذي شاركت فيه فعاليات شعبية ورسمية وحزبية واجتماعية وروحية، أن هذا العدوان الغاشم دليل جديد على هزيمة المشروع الأمريكي الصهيوني في المنطقة، وعلى إفلاس قوى الشر والإرهاب في تحقيق مشروعهم التآمري العدواني، الذي ينكسر ويتداعى أمام صمود قوى المقاومة وتضحياتها، ووجّهوا تحية الوفاء والعرفان للجيش العربي السوري، الذي يخوض المعارك الأخيرة لتحرير سورية من رجس الإرهاب العالمي، مشدّدين على أن التفاف الشعب السوري حول جيشه وقيادته سيعيد لسورية دورها الوطني والقومي في إفشال المخططات الأمريكية والصهيونية وحماية المصالح العربية.
وأكد المشاركون أن استهداف هذه القامات المقاومة هو جريمة موصوفة وفق جميع القوانين الدولية، يستوجب الإدانة والاستنكار من جميع الدول والمنظمات والنقابات، ولا بد من الرد عليها بفعل مقاوم مستمر يؤدي إلى إنهاء الوجود الأمريكي في المنطقة، وأشاروا إلى أن هذه الجريمة التي أقدم عليها وتبناها بكل صفاقة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هي فعل أرعن وقح يدل على استهتار الإدارة الأمريكية وعدم احترامها لسيادة الدول، مشددين على أن هذا الفعل الإجرامي سيولّد شرارة مقاومة شاملة تنهي الغطرسة الأمريكية.
وأكد مدير أوقاف اللاذقية الشيخ محمد علي أن هذه الوقفة هي عربون وفاء من جماهير اللاذقية لدماء الشهداء المقاومين، الذين قدّموا المثل في التضحية والمقاومة والفداء، وساهموا مساهمة كبيرة في هزيمة المشروع الصهيوأمريكي في المنطقة ودحر وسحق فلول التنظيمات الإرهابية في سورية والعراق، وتوجّه بتحية الوفاء للجيش العربي السوري الباسل والفخر والاعتزاز بتضحياته الكبيرة، وكذلك إلى دول محور المقاومة التي قدّمت كل الدعم لتحقيق هذا الانتصار.
بدوره قال الشيخ أيمن زيتون رئيس مجمّع الرسول الأعظم في اللاذقية: “جئنا لنبارك استشهاد الفريق سليماني والمهندس ورفاقهما الشجعان وارتقاءهم المشرّف في سبيل القضية التي آمنوا وعملوا وبذلوا الدماء الطاهرة لأجلها”، وأكد أن الجريمة الأمريكية استطاعت أن تشكّل ناراً متقدة ستحرق الوجود الأمريكي وتدحره من المنطقة، مجدداً وقوف السوريين خلف جيشهم وقيادتهم حتى هزيمة المشروع الإرهابي التكفيري في سورية والمنطقة.
وأكد الأب جورج حوش، متقدّم الكهنة في مطرانية الروم الأرثوذكس في اللاذقية، أن العمل المقاوم ليس له حدود جغرافية، وأن دماء الشهداء أنبتت الكثير من المقاومين الذين سيكملون الدرب حتى تحقيق النصر الكامل، فيما أكد د. عمار الأسد، نقيب المهندسين في اللاذقية، أن الشهداء سليماني ورفاقه المقاومين ناضلوا على امتداد الساحة العربية، وساهموا في دحر مشروع الهيمنة الأمريكية، موجّهاً التحية للجيش العربي السوري الذي يخوض أشرف المعارك لتحرير باقي الأراضي السورية من العصابات الإرهابية وليسقط الورقة الأخيرة من هذه القوى المجرمة لتعود سورية واحدة موحّدة، في وقت أكد عضو اتحاد الكتّاب العرب نجدة زريقة أن الفريق سليماني ورفاقه شكّلوا خلال مسيرتهم النضالية قيمة مضافة، وكانوا قامات وطنية ناضلوا على كل الجبهات في سورية والعراق واليمن وفلسطين، وأن استهدافهم هو استهداف لنهج أرعب بفكره أمريكا وكيان الاحتلال الإسرائيلي وأدواتهم العميلة في المنطقة.
شارك في التجمع الرفاق د. محمد شريتح أمين فرع الحزب والمحافظ إبراهيم خضر السالم وأعضاء قيادة فرع اللاذقية للحزب ورئيس مجلس المحافظة وعدد من أعضاء مجلس الشعب وقيادات المنظمات الشعبية والنقابات المهنية.
وفي الأردن، أكد ائتلاف الأحزاب القومية واليسارية في الأردن ضرورة مواجهة السياسات الأمريكية المعادية للأمة، والتي تستهدف أمنها وثرواتها وأرضها وإنسانها في فلسطين وسورية والعراق واليمن وغيرها.
وقال الائتلاف، الذي يضم حزب البعث العربي التقدمي وحزب الشعب الديمقراطي الأردني (حشد) والحزب الشيوعي الأردني وحزب الوحدة الشعبية الديمقراطي وحزب الحركة القومية: “إن مواجهة هذه السياسات تتطلب حشد الطاقات العربية، وتعزيز العلاقات بين الأحزاب والمنظمات الشعبية العربية”، مشدداً على أن نشر فكر المقاومة هو الطريق الموصل إلى تحرير الأرض العربية من المحتل الصهيوني ومن القواعد العسكرية الأمريكية والأجنبية حيثما وجدت.
واعتبر الائتلاف أن العدوان الأمريكي السافر، الذي أدى إلى اغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني الفريق قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي ورفاقهما، يمثّل انتهاكاً للسيادة العراقية و”عملية إرهابية من دولة كبرى مارست وتمارس إجرام العصابات الإرهابية”.
ودعا الائتلاف الشعب الأردني بكل مكوناته إلى التصدي لاتفاقية الغاز بين الحكومة الأردنية والكيان الصهيوني وصولاً إلى وقفها وإلغائها.
وفي لبنان، أكدت كتلة الوفاء للمقاومة النيابية أن لبنان معني كغيره من شعوب المنطقة بالتخلص من سياسات الهيمنة والعدوان الأميركية والصهيونية، وقالت في بيان أصدرته عقب اجتماعها برئاسة النائب محمد رعد: “إن الشعب اللبناني عانى طويلاً من الاحتلال الصهيوني المدعوم من السياسات الأميركية، ولا يزال مستهدفاً في أمنه واستقراره وثرواته”، مؤكدة أن خروج ملايين الإيرانيين والعراقيين للمشاركة في تشييع الشهيدين سليماني والمهندس ورفاقهما يدل على الرفض الشعبي العارم للسياسات وللوجود الأمريكي في المنطقة.
وفي سياق آخر أكدت الكتلة أن “المستجدات المحلية والإقليمية تفرض تشكيل حكومة لبنانية تنهض بمسؤولية إدارة شؤون البلاد وحماية مصالح اللبنانيين ومعالجة الأزمات المتراكمة”.
وفي تونس، دان حزب العمال التونسي في بيان لها الاغتيال الأميركي للشهيدين سليماني والمهندس ورفاقهما، واعتبرته “إرهاب دولة”، ولفت إلى أن عملية الاغتيال هي “إمعان في سياسة العربدة الأميركية التي تحتل العراق وجزءاً من الأراضي السورية”، مضيفاً إن “أميركا تعتمد قواعدها العسكرية في عدة بلدان خليجية منطلقاً للاعتداء على شعوب المنطقة”.
كما عبّر عن وقوفه إلى جانب الشعب العراقي وقواه الوطنية المنتفضة، مطالباً بخروج القوات الأميركية، داعياً لسحب كل القواعد العسكرية الأجنبية من بلدان المنطقة وعلى رأسها القواعد الأميركية، كذلك، دعا الشعوب وقواها الوطنية إلى مضاعفة النضال من أجل التصدي لكافة أشكال التدخل الأجنبي.
وفي السياق، دان الحزب تحويل ليبيا الشقيقة في هذا الظرف المتوتر إلى مسرح لحرب إقليمية من أجل ثرواتها النفطية، وتواطؤ الأنظمة العربية في الخليج والشرق الأوسط التي حوّلت أراضيها منصات للقواعد.
وفي سلوفاكيا، أكد حزب الشعب “سلوفاكيا لنا” أن الجريمة الأمريكية عمل إرهابي وخرق للقانون الدولي، وأظهرت بشكل واضح الوجه الحقيقي للسياسة الخارجية الأمريكية، ولفت في بيان إلى أن عملية الاغتيال هذه تمثّل مظهراً من مظاهر الغطرسة الأمريكية الكاملة ودوساً على القانون الدولي، وأكد أن الولايات المتحدة تقوم منذ فترة طويلة بإثارة الحروب والصراعات في العالم كله وبتخريب الدول ذات السيادة وزيادة التوتر في العالم، وأضاف: “إن الإدارة الأمريكية تتجاهل القانون الدولي والاتفاقات الدولية، وتقوم بنفس ممارسات الإرهابيين، الأمر الذي يظهر من خلال جريمة اغتيال الفريق سليماني ورفاقه”.
من جهته أكد رئيس اللجنة الأوروبية في البرلمان، لوبوش بلاها، أن اغتيال الفريق سليماني عمل عدواني وإرهابي لا يمكن تبريره.
وفي تشيكيا، أكد نائب رئيس لجنة الدفاع في مجلس النواب، رادوفان فيخ، أن عملية الاغتيال خرق فظ للقانون الدولي من قبل الولايات المتحدة، مشدداً على أنه لا يمكن التسامح مع مثل هذا الخرق إذا كنا لا نريد العودة إلى القرون الوسطى، فيما انتقد وزير الدفاع التشيكي الأسبق، ميروسلاف كوستيلكا، جريمة اغتيال الفريق سليماني ورفاقه، موضحاً أن هذا الأمر يمثّل خرقاً للقانون الدولي، وأضاف: “إن ما جرى ستكون له تداعيات خطيرة على الأمن والسلام في العالم”.