تحالف واشنطن يعلّق أنشطته العسكرية في العراق.. وصاروخ على قاعدة بلد الأمريكية
علّق التحالف الدولي أنشطته العسكرية في العراق، بما في ذلك “تدريب الشركاء ودعم عملياتهم”، وذلك بعد أيام من تأكيد الجيش الألماني أن الولايات المتحدة وحلفاءها أوقفوا تدريب القوات العراقية بشكل مؤقت، فيما أعلنت عدة دول منضوية تحت ما يسمى “التحالف الدولي” سحب جنودها من العراق بعد قرار البرلمان العراقي إنهاء الوجود الأجنبي في البلاد.
يأتي ذلك فيما أفادت مصادر أمنية عراقية بأن صاروخاً سقط في منطقة الدجيل القريبة من قاعدة “بلد” العسكرية، التي تحتضن قوات أمريكية في محافظة صلاح الدين بالعراق، وأكدت عدم وقوع إصابات أو ضحايا جراء سقوط الصاروخ، مشيرة إلى أن مصدر إطلاقها مجهول.
وكانت قذيفتان صاروخيتان سقطتا في محيط السفارة الأمريكية ببغداد أمس الأول، دون ورود أنباء عن أضرار مادية أو بشرية.
من جانبها، وفي إطار مناقشة طبيعة الرد العراقي على الجريمة الأمريكية باغتيال الفريق قاسم سليماني والحاج أبو مهدي المهندس، دعت كتائب حزب الله العراق إلى تجنّب الانفعالات لتحقيق أفضل النتائج المرجوة، وفي مقدمتها “طرد العدو الأميركي وأتباعه”، وجدّدت كتائب حزب الله العراق في بيان تأكيدها حفظ سيادة البلاد ودماء أبناء العراق، وسلامة قواته الأمنية، قائلة: إن “حسابات الرد باتت اليوم أكثر إلحاحاً وتعقيداً، ما يستوجب من العراقيين العمل بتوقيتات دقيقة لا تترك ثغرات تخدم الأعداء”.
رئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض، قال خلال مراسم تأبين الشهيدين سليماني والمهندس: “سنواصل مسير الشهيدين”، مضيفاً: “لقد صنع الشهداء نصراً على الإرهاب وعلى داعش، وسنبقى نذكرهم ونشكرهم دائماً”، فيما دعا زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الفصائل العراقية إلى التأني والصبر وعدم البدء بالعمل العسكري إلى حين استنفاد جميع الطرق السياسية والبرلمانية والدولية.
وأكد الصدر في بيان على صفحته على تويتر “السعي الحثيث لإنهاء وجود المحتل وكبح جماح سيطرته وتدخله في الشأن العراقي”، فيما أكد الأمين العام لعصائب أهل الحق الشيخ قيس الخزعلي أن جبهة المقاومة العراقية لم تستهدف السفارة الأميركية أمس الأول بصاروخين كما يُشاع.
ورجّح أن تكون “المخابرات الأميركية قد أشرفت بنفسها” على هذه العملية باعتبارها “ليست أول مرة تقوم بذلك من أجل التشويش وإرباك الوضع”، وشدد الخزعلي مجدّداً على أن الرد العراقي على اغتيال نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي لن يكون أقل من الرد الإيراني، ما يتعارض مع مجرد “إطلاق صاروخين أخطأا هدفهما”.
وفي هذا السياق، أشار الخزعلي إلى أن المقاومة العراقية لن تستهدف السفارة الأميركية حالياً رغم “الوجود العسكري والمخابراتي فيها”، لأن المقاومة “تركّز عملها على الوجود العسكري الأميركي بالدرجة الأساس”، وأكد أن البعثات الدبلوماسية لن تكون عرضةً للاستهداف مطلقاً.
من ناحية أخرى، لفت الخزعلي إلى أن أميركا لا تهتم إلّا بـ”تنفيذ مشروعها الخادم للكيان الصهيوني”، بدليل “موقفها الأخير الرافض للانسحاب الفوري من أرض العراق”، وعبّر عن خيبته من موقفي الكونغرس والشعب الأميركي، مشيراً إلى أنه كان يأمل من الأميركيين أن “يضغطوا على حكومتهم لتسحب الجنود من الأراضي العراقية”، بينما كان يطمح من الكونغرس أن “يتخذ موقفاً بمستوى شجاعة القرار البرلماني العراقي”، لذلك أكد أن المقاومة العراقية باتت “مضطرة للقيام بواجبها وإنهاء الاحتلال الأميركي للعراق بشكل كامل”، وخصوصاً في ظل “القدرة المحدودة للجهات الرسمية على التصدي للغطرسة الأميركية”.
وفي حديثه عن جبهة المقاومة العراقية، أشار الخزعلي إلى أنها تأخذ على عاتقها القيام بمواجهة القوات الأميركية في المنطقة دون “تذويب فصائل المقاومة الأخرى”، لافتاً إلى أنها تأسست لخلق أعلى مُستوى من التنسيق المُمكن في “المجالات العسكرية والسياسية والإعلامية والثقافية والاجتماعية”.
في غضون ذلك، أكد رئيس لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي محمد رضا أمس، تفعيل المفاوضات بين الجانبين العراقي والروسي لشراء منظومة “إس300″، وقال: إن “هذا الموضوع كان من المفترض أن يتم منذ فترة طويلة بعد أن تم استهداف أكداس الحشد الشعبي في بغداد والمحافظات قبل عدة أشهر، حيث تم احتياج هذا السلاح، وقد تحرّكت الجهات المسؤولة إلى إحياء المفاوضات فيما يخص عقد إس 300”.
وعن المرحلة التي وصلت إليها المفاوضات، قال النائب العراقي: “لا أعلم بصراحة المرحلة التي وصلت إليها المفاوضات لأنني غير مشارك فيها، لكني أعلم أن هناك موافقة من القيادة العليا للمباشرة بهذه المفاوضات”، وأشار بهذا الصدد إلى أن “العراق يجب أن يتجه إلى رفع مستوى التسليح للجيش العراقي مع روسيا إلى أكثر من خمسين بالمئة، لكي نعادل الكفة الأخرى بالنسبة لمصادر التسليح، ونحن على يقين من أن التسليح الروسي والتدريب الروسي أكثر مرونة وأقل كلفة من التسليح والتعامل الأمريكي”.
وعن السبب في اختيار منظومة “إس-300” دون غيرها، أوضح رضا، أن منظومة “إس300” مناسبة قياساً إلى مساحة العراق.
وفي وقت سابق أعلن إيغور كوروتشنكو، عضو المجلس العام بوزارة الدفاع الروسية، أنه يمكن للعراق تحسين نظام دفاعه الجوي بمساعدة نظام الصواريخ الروسية إس-400، وأكد أن اغتيال الجنرال سليماني على يد الجيش الأمريكي خلال غارة جوية على العراق يدل على أن بغداد بحاجة إلى تحسين نظام الدفاع الجوي.
أمنياً، بدأت القوات العراقية أمس عملية أمنية لملاحقة فلول تنظيم “داعش” الإرهابي في قضاء الطارمية شمال بغداد، وقالت خلية الإعلام الأمني في بيان: بإشراف قيادة عمليات بغداد انطلقت عملية “السلام الواعد” في قضاء الطارمية والمناطق المحيطة بها، وأوضح البيان أن قوات اللواء 59 في الفرقة السادسة واللواء 37 في الفرقة التاسعة وفوجين من المغاوير ووحدات الهندسة، شاركت بالعملية التي تم إسنادها من طيران الجيش. وتواصل القوات العراقية ملاحقة فلول إرهابيي “داعش” في مناطق متفرقة من المحافظات العراقية.