تخبط في الاتحادات
عادت الحياة إلى صالاتنا من جديد مع بداية العام، ومعها عادت مشاكل البطولات لتظهر بسبب غياب الفكر والاستراتيجية لدى الاتحادات الجديدة انتخابياً دون تغيير في العقلية التي تسير عليها.
ذلك أن همَّ أي اتحاد هو “سلق” بطولاته المحلية دون التفكير بمصلحة اللعبة والأندية واللاعبين الذين هم الأساس، وسبق لنا أن طالبنا بضرورة الاهتمام بهذه الناحية، ولكن كل مناشداتنا لم تلق آذاناً صاغية؟!.
آخر ما حرر ما طبقه اتحاد كرة اليد عندما نظم بطولة “تجمع” للناشئين في اللاذقية، وهو أمر جيد لأنه يدل على الاهتمام بالقواعد وتنميتها وتنشيطها، لكن المفارقة العجيبة أنه شارك 11 نادياً من كافة المحافظات إلا اللاذقية، وهذه بادرة سلبية من اتحاد اللعبة الذي أقام البطولة في محافظة لا توجد فيها أندية ممارسة للعبة، وكان الأجدى بالاتحاد إقامتها في إحدى المحافظات التي يشارك فيها أكثر من ناد، حيث كان سيسهم في تخفيف التكلفة المادية على الأندية، فالوضع الحالي لكافة الأندية غير مريح، علماً أن بعض الأندية طلبت إقامة التجمع على أرضها، ولم تتم الموافقة على طلبها، الأمر الآخر تمثّل بغياب لاعبي الأندية عن مدارسهم، وغيابهم سيؤثر على دراستهم، وهنا نتساءل: لماذا لم يقم الاتحاد بالتجمع خلال العطلة الانتصافية، أم أن هناك مصالح لدى البعض من إقامتها بهذا التوقيت، وفي محافظة لا توجد فيها أندية ممارسة للعبة؟!.
اتحاد اليد ليس هو الوحيد، فهناك اتحادات أخرى لا تفكر بعقلية احترافية، ومنها اتحاد كرة السلة الذي أقام مؤخراً مسابقة كأس الاتحاد للناشئين والناشئات، “وسلق” البطولتين خلال خمسة أيام، ولم يكتف بذلك، بل أقر مباشرة “دون أية استراحة” انطلاق مرحلة إياب الدوري للفئتين التي ستقام خلال أسبوع فقط.
أخيراً كنا نتمنى من اتحادات الألعاب أن تكون أكثر ديناميكية باتخاذ قراراتها، وأن تضع في اعتبارها تطوير ألعابها بعيداً عن أي إنجاز شخصي لأي اتحاد!.
عماد درويش