“إدارة الوقت”
يغيب عن بعضنا في العمل المؤسساتي أهمية الوقت واستثماره في خدمة العمل والإنتاج، وهنا تبرز أهمية وضرورة إدارة الوقت لا تغييره أو تعديله بل كيفية توظيفه بصورة فعالة والتقليل من الوقت الضائع دون أي فائدة.
ولعل أكثر ما نعانيه في عملنا الوظيفي يتمثل في غياب منهجية التخطيط الذي يعدّ العنصر الأهم في عملية استثمار الوقت والجهد معاً، فإذا نظرنا إلى تجارب غيرنا في هذا المجال نجد أنها -أي هذه التجارب- أكثر فائدة وإنتاجية لأسباب عدة، أبرزها أن التخطيط الذي هو عنصر أساسي في عملية ضبط وإدارة الوقت -وفق المتخصصين في علم الإدارة- يقود إلى حيث تريد أن تكون، إلى جانب أنه يساعد المرء على تحديد الأولويات واختيار الأفضل والأنسب من الموارد المطلوبة من حيث التكلفة والتنظيم، ويؤدي بالنتيجة إلى حسن إدارة المشاريع ودفع عجلة الإنتاج، وتحقيق نتائج إيجابية وفعالة تخدم الأهداف الموضوعة على المديين القريب والبعيد.
ما نودّ الإشارة إليه من خلال هذا التفصيل أن معظم مؤسساتنا تفتقر إلى ثقافة إدارة الوقت والتنظيم المطلوبين، ما يفسر تراجع أدائها وإنتاجيتها، الأمر الذي يفرض عليها مراجعة إجراءاتها وخطواتها وخططها وبرامجها ضمن إطارات ومسارات جديدة تتفق مع التوقيت المناسب والجودة المطلوبة، وخاصة في هذه المرحلة الدقيقة والمفصلية التي أكثر ما تحتاج إليه هو حسن الإدارة واستثمار وتوظيف الموارد البشرية وغيرها في مكانها وزمانها الصحيحين لمواجهة التحديات وتحقيق أفضل النتائج، وهي مسؤولية لاشك أنها تقع على عاتق المدير المباشر ورأس الهرم في المؤسسة في المقام الأول، بالإضافة إلى مسؤولية فريق العمل المطلوب منه أن يؤمن بأن حسن إدارة الوقت، هو أقصر الطرق إلى التقدم والنجاح وزيادة الإنتاج.
معن الغادري