مع اختيار رئيس جديد لاتحادها.. رمايتنا بين الرغبة في التغيير والواقع الصعب
انتهت مرحلة الانتظار مع انتخاب صلاح الدين الخطيب رئيساً جديداً لاتحاد الرماية في الاجتماع الاستثنائي لكوادر اللعبة بعد عدم القدرة على اختيار رئيس أثناء المؤتمر الانتخابي الشهر الماضي لعدم توافر الشروط لدى المرشّحين، حالة ليست الأولى لهذه الدورة الانتخابية، ولكن المميز فيها خصوصية اتحاد اللعبة بحد ذاته، حيث تعتبر رياضة الرماية من أكثر الرياضات متعة، ولكنها في الوقت نفسه الأكثر معاناة وظلماً، وخصوصاً في السنوات السابقة.
من المعروف أن الرماية من أكثر الرياضات التي تتطلب تدريباً مستمراً، ولا تكفي الموهبة وحدها مهما كانت لتحقيق أي إنجاز ولو داخلي، وإضافة لذلك هي من الألعاب التي تقوم على الأجهزة أكثر منها على الجهد الجسدي، وبالتالي جاهزية المعدات وتوافر الجيدة منها هما جوهر النجاح فيها، وهنا مكمن المشكلة الأساس التي يعانيها الاتحاد، فقد افتقر ممارسو هذه اللعبة إلى النوعية الجيدة من الذخيرة، إضافة إلى عدم توافرها بالشكل الكافي، فإذا قارنا بين الرامي في سورية خلال السنوات الثماني الماضية وأي رام في دول الخليج وليس في أوروبا لوجدنا أن رامينا لا يكاد يرمي سنوياً ما يرميه غيره في شهر، وأحياناً في أقل من ذلك، وإذا انتقلنا إلى السلاح فظروف الأزمة لعبت دوراً حاسماً في استيراد الأسلحة الجديدة، ومن المعروف أن كل خمس سنوات كحد أقصى يتغير سلاح الرمي من حيث الدقة، والوزن، وقوة الضغط، وغيرها من المميزات التعبوية، ومشكلة السلاح لا تقتصر على نوعيته وجاهزيته فحسب، بل تتعداها إلى إخراجه للمشاركة في المسابقات الدولية، وهذا التفصيل أدى إلى غيابنا عن العديد من المسابقات الدولية.
وإذا تركنا هذا كله، هناك مشاكل تنظيمية تختص بالمتابعة والعمل الجاد للنهوض بالواقع المزري للعبة الذي أدى إلى تهميشها من قبل المكتب التنفيذي، فهي كادت أن تصبح منقرضة بحجة خروج بعض الصالات عن الخدمة نتيجة للأعمال الإرهابية، وعدم القدرة على تأمين الذخيرة، ولكن هذا الأمر لم يكن ليحدث لو كانت هناك إرادة جادة من قبل الاتحاد السابق الذي كان بمقدوره وضع الكرة بملعب القيادة الرياضية إذا ما تابع نشاطاته في الصالات المغلقة والمخصصة لرماية الهواء، وهي بغالبها لم تتعرّض لأية أعمال إرهابية، ولكن خرّبها التراخي والإهمال، فانتهى الأمر بها بالحاجة للصيانة والإصلاح، صحيح أن هذا الأمر تم في السنة الماضية وعادت الحياة جزئياً إلى أكثر المفاصل، ولكن هذا لا يعني أن اللعبة أصبحت بخير، أو أنها في مسارها، لذا سيكون على عاتق الاتحاد الجديد مسؤوليات كبيرة إذا ما أراد إثبات جدارته، وخاصة أن رئيسه من أبطال اللعبة الذين عانوا جراء الواقع المتردي للرماية، وستكون الأيام القادمة الحكم الأكفأ لتقييم عمل الاتحاد.
سامر الخيّر