إلى متى نتحمّل تصرفات ترامب الغريبة؟
ترجمة: عائدة أسعد
عن الغارديان 13/1/2020
بعد ثلاث سنوات من التوتر المتصاعد الخطير وغير الضروري مع إيران، بدأ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب العام الجديد بخلق أزمة وبداية حرب لا مبرّر لها معها. ومع دخولنا السنة الرابعة من رئاسته بات من الضروري أكثر من أي وقت مضى أن نذكّر أنفسنا يومياً بأن ذلك الوضع ليس طبيعياً.
لقد ارتكب ترامب قائمة من الإجراءات المحلية المقيتة كسياسته المتشدّدة حيال الهجرة، وفصل الأطفال المهاجرين عن آبائهم واحتجازهم في أقفاص، وسياسة التحقيق مع منتقديه وسجنهم.
كانت السياسة الخارجية لترامب بين عامي 2017 و2018 صادمة بالنسبة للأمريكيين، وخاصة في علاقاته مع الرؤساء فلاديمير بوتين وشي جين بينغ وكيم يونغ أون، بينما كان عام 2019 هو العام الذي تمتّع فيه الكونغرس والشعب الأمريكي بحتمية عزله بسبب فضيحة أوكرانيا.
حاول ترامب التحايل على الكونغرس لتمويل الجدار الحدودي من خلال أخذ أموال من الجيش وإرسال قوات أمريكية من غير المفترض أن تنشر على حدود الأراضي الأمريكية. وفي العام نفسه بدأت إدارة ترامب رسمياً عملية إزاحة الولايات المتحدة من اتفاقية باريس للمناخ لتشهد البشرية انسحاب أمريكا من هذا الجهد العالمي، باعتباره أمراً لا يُغتفر، وهذا ليس بالأمر الطبيعي لأن واشنطن تتعامل مع المناخ مثل الخلاف السياسي، ولابد أن إعادة النظر بتصرفات ترامب تجاه تجاهل التهديد الوجودي لتغير المناخ واعتماد سياسات من شأنها أن تزيد الأمر سوءاً.
وفي عام 2019، قام ترامب بتدخلات غريبة في كل من أفغانستان وسورية، فبعد ثمانية عشر عاماً من الحرب الأمريكية في أفغانستان وبعد شهور من المحادثات فجّر صفقة محتملة مع طالبان، وفي سورية بعد سنوات من دعم التنظيمات الإرهابية، أعطى ترامب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الضوء الأخضر للهجوم على الأكراد، بينما تخلّت القوات الأمريكية عنهم.
استمر ترامب في مهاجمة الناس بسبب عرقهم ودينهم بطرق غير مرحّب بها في أي مجتمع متنوّع ومتسامح، وطلب من أعضاء الكونغرس (وهم بالطبع أمريكيون) العودة والمساعدة في إصلاح الأماكن المكسورة تماماً والمليئة بالجريمة التي أتوا منها، واتهم الناس بأنهم معادون للسامية، متسائلاً عن ولائهم الوطني لأنهم لا يدعمون سياسات الحكومة الإسرائيلية الخطيرة بشكل أعمى، بينما شجّع إسرائيل على منع اثنين من أعضاء الكونغرس من زيارتها، والقائمة من تصرفات ترامب الغريبة تطول.
وفقاً لصحيفة واشنطن بوست: يأمل ترامب بتطبيع أفعاله الهجومية والخطيرة من خلال القوة الهائلة وحجمها وأضواء أكاذيبه خلال السنوات الثلاث التي قضاها في منصبه، حيث قدم أكثر من 15000 ادعاء كاذب أو مضلل.
إن بداية عام 2020 وتأرجح ترامب على حافة بدء الحرب مع إيران هي تذكير صارخ بأن أمريكا لم تعد تعرف نفسها إلا في حالة حرب، على الرغم من أن خسائرها البشرية كبيرة في الحروب ولا ينبغي أن يكون هذا طبيعياً، ولكن للأسف بدأت أمريكا بالفعل في التأقلم مع ذلك الوضع، ونحن الأمريكيون قد لا نكون على المستوى نفسه من الغضب أو الرقابة على كل تصرف من تصرفات ترامب الدنيئة، لكن لا يمكننا أن نسمح باعتبارها طبيعية وحان الوقت للضغط عليها كلها.