ترامب.. وسرقة النفط السوري
ترجمة: البعث
عن الانديبندنت 11/1/2020
جدّد دونالد ترامب تهديداته بسرقة النفط بالقوة من سورية، وهي خطوة يقول الخبراء إنها ستعتبر جريمة حرب. وقد دافع الرئيس عن قراره بترك عدد صغير من القوات الأمريكية بعد انسحاب عام في تشرين الأول الماضي بدعوى أنهم كانوا هناك فقط لتأمين حقول النفط السورية.
“يقولون إنك تركت القوات في سورية.. هل تعرف ماذا فعلت؟”، فأجاب خلال مقابلة مع قناة فوكس نيوز: “لقد أخذت النفط”. وعندما حاولت المذيعة، لورا إنغراهام، التصحيح للسيد ترامب من خلال الإصرار على أن الجنود لم يكونوا هناك لأخذ النفط ولكن لحراسة المنشآت، قام الرئيس بمقاطعتها “لا أعرف، ربما يجب أن نأخذه، لكن لدينا النفط. الآن، لدى الولايات المتحدة النفط، لدينا النفط”.
هذه ليست المرة الأولى التي يعلن فيها رجل الأعمال السابق الخاطئ علناً سرقة احتياطيات سورية النفطية. في شهر تشرين الأول الماضي، بعد وقت قصير من انسحاب القوات الأمريكية المفاجئ والتخلي عن حلفائه الأكراد في المنطقة، قال السيد ترامب إنه يريد أن تستفيد شركة نفط أمريكية من النفط السوري نيابة عن الحكومة. وقال: “ما أنوي فعله، ربما، هو عقد صفقة مع شركة إكسون موبيل أو إحدى الشركات الكبرى لدينا للذهاب إلى هناك والقيام بذلك بشكل صحيح”.
في الحقيقة تشكّل هذه الخطوة عملية نهب موصوفة، وهي أفعال طالما اعتُبرت غير قانونية بموجب القانون الدولي وقواعد الحرب، إذ تحظر اتفاقية جنيف، التي وقّعت عليها الولايات المتحدة، صراحة نهب الممتلكات أثناء النزاع، وتعرّفها بأنها جريمة حرب.
“يبدو أن الرئيس يعتقد أن الولايات المتحدة يمكن أن تبيع النفط بناءً على تصريحاته في الماضي بشأن النفط العراقي والنفط الليبي.. ظناً أنه يمكننا نهب البلدان”، قال بنيامين فريدمان، مدير السياسة في مركز دراسات الدفاع والأستاذ في جامعة جورج واشنطن. وأضاف: “أنا متأكد من أن الناس في البيت الأبيض حاولوا أن يشرحوا له أن الأمر ليس كذلك، إن جني الأرباح من بيع النفط السوري للخزانة الأمريكية سيكون غير قانوني، من المحتمل أن يكون ذلك بمثابة نهب بموجب القانون”.
من المفارقات أن الخبراء يقولون إن حقول النفط السورية ليست مهمّة وذات إنتاجية عالية على أي حال. حتى قبل الحرب والفوضى، كانت تنتج فقط نحو 380،000 برميل من النفط يومياً.
في عام 2018، بعد أن أوقف النزاع إنتاج النفط السوري، كانت ولاية إلينوي تنتج نحو كمية النفط نفسها. حتى قبل أن يدخل البيت الأبيض، قال السيد ترامب عدة مرات إنه كان يتعيّن على الولايات المتحدة “أخذ النفط” من دول الشرق الأوسط الأخرى التي تدخلت قواتها المسلحة فيها، بما في ذلك العراق وليبيا.
وهنا تكهن بعض المعلقين بأن مسؤولي الدفاع أصرّوا على إقناع الرئيس بالسماح لبعض القوات الأمريكية بالبقاء في سورية كقوة ضبط لـ”داعش”، لكنهم في الواقع كان هوسهم باتجاه النفط السوري لهذا غيّروا قراره بعد الحصول على موافقته.